الرئيسية / كلامكم نور / نهج البلاغة – خطب الإمام علي (عليه السلام)

نهج البلاغة – خطب الإمام علي (عليه السلام)

هيهات غري غيري. لا حاجة لي فيك. قد طلقتك ثلاثا لا رجعة فيها.
فعيشك قصير، وخطرك يسير، وأملك حقير. آه من قلة الزاد، وطول الطريق، وبعد السفر، وعظيم المورد (1) 78 – (ومن كلام له عليه السلام للسائل لما سأله أكان مسيرنا) (إلى الشام بقضاء من الله وقدر بعد كلام طويل هذا مختاره) ويحك لعلك ظننت قضاء لازما وقدرا حاتما. ولو كان كذلك لبطل الثواب والعقاب، وسقط الوعد والوعيد (2). وإن الله سبحانه أمر عباده تخييرا، ونهاهم تحذيرا، وكلف يسيرا ولم يكلف عسيرا، وأعطى على القليل كثيرا. ولم يعص مغلوبا، ولم يطع مكرها، ولم يرسل الأنبياء لعبا، ولم ينزل الكتب للعباد عبثا، ولا خلق السماوات والأرض وما بينهما باطلا ” ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار “

____________________
كتعرضه: تصداه وطلبه. ولا حان حينك: لا جاء وقت وصولك لقلبي وتمكن حبك منه (1) المورد: موقف الورود على الله في الحساب (2) القضاء: علم الله السابق بحصول الأشياء على أحوالها في أوضاعها. والقدر إيجاده لها عند وجود أسبابها، ولا شئ منهما يضطر العبد لفعل من أفعاله فالعبد وما يجد من نفسه من باعث

(١٧)

79 – وقال عليه السلام: خذ الحكمة أنى كانت، فإن الحكمة تكون في صدر المنافق فتلجلج في صدره (1) حتى تخرج فتسكن إلى صواحبها في صدر المؤمن 80 – وقال عليه السلام: الحكمة ضالة المؤمن، فخذ الحكمة ولو من أهل النفاق.
81 – وقال عليه السلام: قيمة كل امرئ ما يحسنه (وهذه الكلمة التي لا تصاب لها قيمة، ولا توزن بها حكمة، ولا تقرن إليها كلمة) 82 – وقال عليه السلام: أوصيكم بخمس لو ضربتم إليها آباط الإبل (2) لكانت لذلك أهلا. لا يرجون أحد منكم إلا ربه، ولا يخافن إلا ذنبه ولا يستحين أحد إذا سئل عما لا يعلم أن يقول لا أعلم. ولا يستحين أحد إذا لم يعلم الشئ أن يتعلمه. وعليكم بالصبر فإن الصبر من الإيمان كالرأس من الجسد، ولا خير في جسد لا رأس معه، ولا في إيمان لا صبر معه
____________________
على الخير والشر، ولا يجد شخص إلا أن اختياره دافعه إلى ما يعمل، والله يعلمه فاعلا باختياره إما شقيا به وإما سعيدا. والدليل ما ذكره الإمام (1) تلجلج أي تتحرك (2) الآباط: جمع إبط. وضرب الآباط كناية عن شد الرحال وحث المسير
(١٨)

شاهد أيضاً

بعض العرب مثل السعودية والاردن يسمون ذيول.ممكن التوضيح

حيدري نظر كلمة “ذيول” تُستخدم أحيانًا في بعض اللهجات أو الخطابات السياسية أو الاجتماعية كتوصيف ...