الرئيسية / شخصيات أسلامية / حياة الإمام المهدي عليه السلام

حياة الإمام المهدي عليه السلام

علي بهذا المقام وتفضلت به علي دون كثير من خلقك أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تنجز لي ما وعدتني إنك أنت الصادق ولا تخلف الميعاد وأنت على كل شئ قدير… ” (1) وحكى هذا الدعاء الشريف مدى القدرات الهائلة لله تعالى خالق الكون وواهب الحياة فهو المكون والمبدع لجميع ما في الكون من مخلوقات كما حكى دعاء الإمام عليه السلام طلبه للنصر من الله على أعدائه وأعداء رسوله وأن يجمع له أصحابه ليقوم بإحياء الدين وإعلاء كلمة التوحيد.
دعاء آخر له في القنوت:
وكان الإمام عليه السلام يدعو بهذا الدعاء الشريف في قنوت بعض صلواته وهو:
” اللهم صل على محمد وآل محمد وأكرم أوليائك بإنجاز وعدك وبلغهم درك ما يأملونه من نصرك واكفف عنهم بأس من نصب الخلاف عليك وتمرد بمنعك على ركوب مخالفتك واستعان برفدك على فل حدك وقصد لكيدك بك وأوسعته حلما لتأخذه على جهرة وتستأصله على غرة فإنك اللهم قلت وقولك الحق: * (حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون) * (2) وقلت: * (فلما آسفونا انتقمنا منهم) * (3) وإن الغاية عندنا قد تناهت وإنا لغضبك غاضبون وإنا على نصر الحق متعاصبون وإلى ورود أمرك مشتاقون ولإنجاز وعدك مرتقبون ولحلول وعيدك بأعدائك متوقعون، اللهم فأذن بذلك وافتح طرقاته وسهل خروجه ووطئ مسالكه واشرع شرائعه وأيد جنوده وأعوانه وبادر بأسك القوم الظالمين واسط سيف نقمتك على أعدائك المعاندين وخذ بالثأر إنك
(١) مهج الدعوات (ص 84 – 86).
(2) سورة يونس آية 24.
(3) سورة الزخرف آية 55.
(٤٠)

جواد… ” (1) وأعلن الإمام عليه السلام في هذا الدعاء الشريف عن شوقه العارم إلى الظهور ليقيم معالم الدين ويحيي سنة جده سيد المرسلين صلى الله عليه وآله وينتقم من أعداء الإسلام وأعداء التوحيد.
5 – شجاعته:
أما الإمام المنتظر عليه السلام فهو من أشجع الناس ومن أربطهم جأشا وأقواهم عزيمة فهو كجده رسول الله صلى الله عليه وآله في قوة بأسه وشجاعته لقد قاوم النبي (ص) قوى الشرك وحطم ركائز الجهل والبغي وأعلن حقوق الإنسان وكرامته وحقه في الحياة وقد قابل صلى الله عليه وآله ذئاب الشرك وضروس الكفر الذين جهدوا على أن يلغوا لواء الإسلام ويقبروا الدين في مهده إلا أنه (ص) سحق رؤوسهم ومزق جنودهم ورفع كلمة الله عالية في الأرض وبنفس هذا الدور المشرق يقوم سبطه وخليفته الإمام المنتظر عليه السلام فيسقي الظالمين والمتجبرين كأسا مصبرة ويعيد للإسلام كرامته ومجده بحزم ثابت لا يعرف الوهن ولا يخضع لأي عامل من عوامل الضعف والخوف.
صلابته في الحق:
الإمام المنتظر عليه السلام من أصلب المدافعين عن الحق ومن أكثرهم تفانيا واندفاعا لنصرة المظلومين والمضطهدين لا تأخذه في إقامة الحق لومة لائم شأنه شأن الأئمة المطهرين الذين ناصروا الحق وقاوموا الباطل وقدموا أرواحهم قرابين للعدل الاجتماعي بين الناس.
وإذا أشرقت الدنيا بظهور قائم آل محمد صلى الله عليه وآله وسعدت الإنسانية بخروجه فإنه سلام الله عليه يقيم الحق بجميع رحابه ومفاهيمه ولا يدع ظلا للغبن والظلم إلا حطمه وقضى عليه.
(١) مهج الدعوات (ص 84).
(٤١)

7 – سخاؤه:
أما الإمام المنتظر عليه السلام فهو من أندى الناس يدا ومن أكثرهم جودا وأعظمهم سخاء ويجمع الرواة أنه في أيام دولته وحكومته يوزع خيرات الله على جميع الفقراء بحيث لا يبقى فقير أو محتاج على وجه الأرض وحتى لا يجد من وجبت عليه الزكاة فقيرا يعطيها له ولنستمع إلى بعض ما أثر عن كرمه من الأحاديث:
1 – روى أبو سعيد عن النبي صلى الله عليه وآله في قصة الإمام المهدي عليه السلام أنه قال: ” فيجئ الرجل إليه فيقول: يا مهدي أعطني أعطني فيحثي له في ثوبه ما استطاع أن يحمله ” (1).
2 – روى ابن عساكر عن النبي (ص) أنه قال: ” يكون في آخر الزمان خليفة يحثي المال حثيا ” (2).
3 – روى جابر قال: ” أقبل رجل على أبي جعفر عليه السلام وأنا حاضر فقال: رحمك الله اقبض هذه الخمس ماءة درهم فضعها في مواضعها فإنها زكاة أموالي فقال له أبو جعفر بل خذها أنت فضعها في جيرانك والأيتام والمساكين وفي إخوانك من المسلمين إنما يكون هذا إذا قام قائمنا فإنه يقسم بالسوية ويعدل في خلق الرحمن البر منهم والفاجر فمن أطاعه فقد أطاع الله ومن عصاه فقد عصى الله فإنما سمي المهدي لأنه يهدي لأمر خفي يستخرج التوراة وسائر الكتب من غار ب‍ (أنطاكية) فيحكم بأهل التوراة بالتوراة وبين أهل الإنجيل بالإنجيل وبين أهل الزبور بالزبور وبين أهل الفرقان بالفرقان وتجمع إليه أموال الدنيا كلها ما في بطن الأرض وظهرها فيقول للناس:
تعالوا إلى ما قطعتم فيه الأرحام وسفكتم فيه الدماء وركبتم فيه محارم الله
(١) مصابيح السنة منتخب كنز العمال (٦ / ٢٩) ينابيع المودة (ص ٤٣١).
(٢) تاريخ ابن عساكر ١ / ١٨٦ منتخب كنز العمال ٦ / 3 إسعاف الراغبين.
(٤٢)

شاهد أيضاً

في رحاب الشيعة – الشيخ باقر شريف القرشي 11

لكتاب الله تعالى وسنة نبيه، وطالبتهم بالعدل والاعتدال والسير على ضوء السياسة الإسلامية التي يهتدي ...