الرئيسية / الاسلام والحياة / في رحاب الشيعة – الشيخ باقر شريف القرشي 11

في رحاب الشيعة – الشيخ باقر شريف القرشي 11

لكتاب الله تعالى وسنة نبيه، وطالبتهم بالعدل والاعتدال والسير على ضوء السياسة الإسلامية التي يهتدي بها الحائر وينعم فيها ابن آدم المجهود المكدود.
وقدمت الشيعة في سبيل مبادئها المزيد من الضحايا والقرابين خالصة لوجه الله كان في طليعتهم ريحانة رسول الله (ص) أبو الشهداء والأحرار الإمام الحسين عليه السلام، فقد ثار في وجه حفيد أبي سفيان وابن معاوية يزيد فاجر بين أمية الذي استهتر بقيم الإسلام ن وحاول أن يعيد الحياة الجاهلية، ويلف لواء الإسلام فاستشهد الإمام سلام الله عليه مع الصفوة الطاهرة من أهل بيته، وأصحابه. وقد طوى الإمام بشهادته سجل الأمويين وعرى حكامهم من الشرعية وقد سجل بشهادته نصرا للإسلام وعزا للمسلمين وفخرا للإنسانية على امتداد التاريخ، وبعده ثار أحفاده وأحفاد أخيه الإمام الزكي الحسن عليه السلام في وجه حكام الأمويين والعباسيين، لقد ثاروا من أجل تحقيق العدل السياسي والعدل الاجتماعي بين الناس.
وعلى أي حال فإن تاريخ الشيعة حافل

(٧٤)

بالبطولات والتضحية من أجل صالح المجتمع وإنقاذه من الظلم والجور والطغيان.
(6) ونعود للحديث عن الغلو وحقيقته الإفراط في الحب والمودة والولاء، وبه يخرج الإنسان عن حد التوازن فيمن يحبه ويخلص له وقد ابتلى به البشر منذ أقدم العصور فقد الفرط المسيحيون في ولائهم للسيد المسيح فقالوا إنه ابن الله، وابتلى بذلك فريق من الناس في العصور الإسلامية فذهب بعض المارقين من الدين إلى ألوهية الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، فقد هالتهم مواهبه وعبقرياته، وما آتاه الله من الحكمة وفصل الخطاب فجزموا بربوبيته، كما غالى بعض الفرق الإسلامية في أئمتهم فأثبتوا لهم من الكرامات والمعاجز ما هي بعيدة عن الواقع، وعلى أي حال فإنا سنتحدث عن الغلو والغلاة في فصول هذا الكتاب.
(7) أما الذين يذهبون إلى أن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام إله فيعبدونه من دون الله فإن حكم الإسلام فيهم صريح واضح وهو الكفر والإلحاد

(٧٥)

وتترتب عليهم الآثار التي تترتب على الكفار من النجاسة وغيرها من الأحكام الوضعية التي تنص عليها الفقهاء، ويسري هذا الحكم على كل من اعتقد بإلاهية شخص غير الله تعالى.
(8) ومن المؤسف حقا أن يعد بعض المؤلفين الغلاة من الشيعة، ويوجه لهم النقد اللاذع على ذلك، وهذا ناشئ عن الجهل أو الحقد على هذه الطائفة التي اعتنقت الإسلام حسب ما أنزله الله على نبيه العظيم وتبنت جميع قيمه وأهدافه.
إن موسوعات الفقه الإمامي والرسائل العلمية التي ألفها السادة الفقهاء مليئة بالحكم على الغلاة بالكفر والإلحاد فكيف يحسبون على الشيعة ويعدون من طوائفها.
(9) وكما تبرأ الشيعة من الغلو في أئمة أهل البيت عليهم السلام كذلك تبرأت من التهم التي ألصقها بهم من لا حريجة له في الدين كعادتهم للتربة الحسينية، وقد ألفنا رسالة مختصرة في إبطال ذلك وعدم واقعيته

(٧٦)

شاهد أيضاً

حياة الإمام المهدي عليه السلام

علي بهذا المقام وتفضلت به علي دون كثير من خلقك أسألك أن تصلي على محمد ...