هداكم الله وهدانا.
الاخ المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنّ الشيعة بإقامتها العزاء في مأتم ريحانة رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) تريد إحياء ذكر الرسالة التي خيف عليها من الضياع على يد بني أُميّة وأسلافهم وأخلافهم, وإنّ مظاهر العزاء، وإن كانت مختلفة بحسب الأزمنة والأمكنة ولكن تصبّ كلّها في مجرى واحد، وهو: السعي لبيان مظلوميّة أهل البيت(عليهم السلام) مهما أمكن, ممّا يؤدّي بالنتيجة إلى دعم الدين والعقيدة، وفضح المعادين لها، ولو كانوا في ثوب الإسلام..
وهل هذا شيء قليل؟!!!
و لو كنّا ننظر بعين الإنصاف في القضيّة, فلو لم تعقد هذه المآتم، ولم تقام هذه المراسم, فأيّ عمل كان يضمن بقاء الإسلام الصحيح، المتمثّل في أهل البيت(عليهم السلام)؟
أليس يخشى عليها – حينئذ – الضياع والنسيان؟
وأمّا بالنسبة لسؤالك الثاني, فلم نعهد من شيعي الالتزام بالسجود على حجر منسوب إلى الشام, بل إنّهم يرون السجود على الأرض – فقط – مجزياً في الصلاة، ورأيهم هذا مدعم حتّى بأحاديث أهل السنّة في صحاحهم ومسانيدهم.
نعم، وفي الوقت نفسه يقولون بأفضليّة السجود على التربة الحسينيّة – بروايات خاصّة صدرت عن أئمّتهم(عليهم السلام) – لما فيه من التنويه والإشارة إلى دور النهضة الحسينيّة في تشييد أركان الدين الحنيف، بل وفي إقامة الصلاة نفسها وسائر العبادات. وعلى أي حال فالتربة الحسينيّة جزء من الأرض، فلا ينبغي الإشكال والمناقشة في مشروعيّة السجود عليها.
ودمتم في رعاية الله