03 عقيدة قوم ثمود وسلوكهم:
كان قوم ثمود وثنيين يعبدون آلهة متعددة وآفادت الروايات التي وردت عن أهل البيت (ع) أنهم كانوا يعبدون الأصنام يقول الله تعالى: ﴿وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾(13).
كان واحد من مظاهر الفساد في قوم ثمود هو الطبقية الاجتماعية، فثمة مستكبرون وثمة مستضعفون، وكانت فئة المستكبرين هي من تُحرِّض المستضعفين على عدم الإصغاء لدعوة التوحيد التي كان يدعو إليها نبيُّ الله صالح (ع) وكانوا مضافاً إلى ذلك يُفسدون في الأرض بل انهم كانوا قد استغرقوا في الفساد وأكثروا منه كما أفاد القرآن وكان سلوكهم الاستبداد والظلم والتجاوز للقيم.
وكل ذلك يمكن استفادته من مجموع الآيات التي تصدت لبيان أحوالهم ففي سورة الفجر وصفهم الله تعالى بقوله: ﴿الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ / فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ﴾(14).
وفي سورة الأعراف يقول تعالى: ﴿قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُواْ﴾(15) وذلك ما يعبِّر عن حالة الطبقية بينهم كما انه قوله تعالى على لسان صالح (ع): ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ / وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ / الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ﴾(16) يعبِّر عما كان يمارسه المستكبرون من تحريض على عدم الإصغاء إلى دعوة صالح (ص).
كما ان الآية تشير إلى مظهرٍ من مظاهر فساد المستكبرين وهو الإسراف والذي يعني الإفراط في التجاوز لحدود ما عليه العقلاء.