232
ذكر أسماء من قتل من بني هاشم مع الحسين ( ع ) وعدد من قتل معه من كل قبيلة من القبائل التي قاتلته قال هشام : قال أبومخنف : ولما قتل الحسين بن علي ( ع ) جيئ برؤوس من قتل معه من أهل بيته وشيعته وأنصاره إلى عبيدالله بن زياد فجاءت كندة بثلاثة عشر رأسا وصاحبهم قيس بن الاشعث ، وجاءت هوازن بعشرين
* ( هامش ) * وخرج يوما زين العابدين عليهما السلام يمشى في أسواق دمشق فلقيه المنهال بن عمرو ، فقال : كيف امسيت يابن رسول الله ! قال : امسينا كمثل بني اسرائيل في آل فرعون ، يذبحون ابنائهم ، ويستحيون نسائهم ، يا منهال امست العرب تفتخر على العجم بان محمدا منها ، وامست قريش تفتخر على سائر العرب بان محمدا منها ، وامسينا معشر اهل بيته ونحن مقتولون مشردون ، فانا لله وانا اليه راجعون مما امسينا فيه يا منهال . ولله درمهيار بقوله في العترة الطاهرة
يعظمون له اعواد منبره * وتحت ارجلهم اولاده وضعوا
باى حكم بنوه يتبعونكم * وفخركم انكم صحب له تبع
ثم قال يزيد لعلي بن الحسين : وعدتك بقضاء ثلاث حاجات اذكرها ، فقال : الاولى ترينى وجه سيدى الحسين عليه السلام الا تزود منه والثانية ترد علينا ما اخذ منا ، لان فيه مغزل فاطمة وقميصها وقلادتها والثالثة ان كنت عزمت على قتلى فوجه مع النسوة من يوصلهن إلى حرم جدهن ، قال : اما وجه ابيك فلن تراه ابدا ، واما قتلك فقد عفوت عنك ، فما يوصلهم إلى المدينة غيرك . وامر برد المأخوذ ، وزاد عليه مأتى دينار ففرقها زين العابدين عليه السلام على الفقراء والمساكين ، ثم امر
233
رأسا وصاحبهم شمر بن ذي الجوشن ، وجاءت تميم بسبعة عشر رأسا ، وجاءت بنو أسد بستة أرؤس ، وجاءت مذحج بسبعة أرؤس ، وجاء سائر الجيش بسبعة ارؤس ، فذلك سبعون رأسا . قال : وقتل الحسين وامه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله قتله سنان بن
* ( هامش ) * يزيد بمضى الاسارى إلى اوطانهم مع نعمان بن بشير وجماعة معه إلى المدينة . واما الرأس الشريف اختلف الناس فيه : قال قوم : ان عمروبن
سعيد دفنه بالمدينة ، وعن منصور بن جمهور انه دخل خزانة يزيد بن معاوية لما فتحت وجد به جونة حمراء فقال لغلامه سليم : احتفظ بهذه الجونة فانها كنز من كنوز بني امية ، فلما فتحها اذا فيه راس الحسين عليه السلام وهو مخضوب بالسواد ، فقال لغلامه : ائتني بثوب فأتاه به فلفه ثم دفنه بدمشق عند باب الفراديس عند البرج الثالث مما يلى المشرق . وحدثني جماعة من اهل مصر ان مشهد الرأس عندهم يسمونه مشهد الكريم عليه من الذهب شئ كثير يقصدونه في المواسم و يزورونه ويزعمون انه مدفون هناك ، والذي عليه المعول في الاقوال
انه اعيد إلى الجسد بعد ان طيف به في البلاد ودفن معه ، ولقد احسن نائح هذه المرثية في فادح هذه الرزية :
رأس ابن بنت محمد ووصيه * للناظرين على قناة يرفع
والمسلمون بمنظر وبمسمع * لا منكر فيهم ولا متفجع
كحلت بمنظرك العيون عماية * واصم رزءك كل اذن تسمع
234
أنس النخعى ثم الاصبحى ، وجاء برأسه خولى بن يزيد ، وقتل العباس بن علي بن ابيطالب وامه ام البنين ابنة حزام بن خالد ابن ربيعة بن الوحيد ، قتله زيد بن رقاد رقاد الجنبى وحكيم بن الطفيل السنسى . وقتل جعفر بن علي بن ابيطالب وامه ام البنين ايضا ، وقتل عبدالله
* ( هامش ) * أيقظت اجفانا وكنت لها كرى * وأنمت عينا لم تكن بك تهجع
ما روضة الا تمنت أنها * لك حفرة ولخط قبرك مضجع ولما مر عيال الحسين بكربلا وجدوا جابر بن عبدالله الانصارى رحمة الله عليه وجماعة من بنى هاشم قدموا لزيارته في وقت واحد فتلاقوا بالحزن والاكتياب والنوح على هذا المصاب المقرح لاكباد الاحباب ، وناحت عليه الجن وكان نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله منهم المسور بن مخرمة ورجال يستمعون النوح ويبكون . وذكر صاحب الذخيرة عن المحشر عن عكرمة أنه سمع ليلة قتله بالمدينة مناد يسمعونه ولا يرون شخصه .
أيها القاتلون جهلا حسينا * أبشروا بالعذاب والتنكيل
كل أهل السماء تبكى عليكم * من نبي وملائك وقبيل
قد لعنتم على لسان ابن داود * وموسى وصاحب الانجيل
وروى أن هاتفا سمع بالبصرة ينشد ليلا :
ان الرماح الواردات صدورها * نحو الحسين تقاتل التنزيلا
ويهللون بأن قتلت وانما * قتلوا بك التكبير والتهليلا
فكانما قتلوا أباك محمدا * صلى عليه الله أو جبريلا
وعن ام سلمة قالت : ما سمعت نوح الجن على أحد منذ قبض
235
بن علي بن ابي طالب وامه ام البنين ايضا ، وقتل عثمان بن علي بن ابي طالب
وامه ام البنين ايضا ، رماه خولى بن يزيد بسهم فقتله ، وقتل محمد بن علي بن ابي طالب وامه ام ولد ، قتله رجل من بني أبان بن دارم . وقتل أبوبكر بن علي بن ابيطالب وامه ليلى ابنة مسعود بن خالد بن
* ( هامش ) * رسول الله صلى الله عليه وآله حتى قتل الحسين عليه السلام فسمعت قائلة تنوح :
ألا يا عين فاحتملى بجهدى * ومن يبكى على الشهداء بعدى
على رهط تقودهم المنايا * إلى متجبر في الملك عبد
وعن أبي حباب : لما قتل الحسين عليه السلام ناحت عليه الجن ، فكانت الجصاصون يخرجون بالليل إلى الجبانة فيسمعون الجن يقولون :
مسح النبي جبينه * فله بريق بالخدود
وأبوه من اعلى قريش * وجده خير الجدود
وناحت عليهن الجن فقالت :
لمن الابيات بالطف على كره بنينا * تلك ابيات الحسين يتجاوبن رنينا
وذكر ابن الجوزى في كتاب النور في فضائل الايام والشهور نوح الجن عليه فقالت : لقد جئن نساء الجن يبكين شجيات * ويلطمين خدودا كالدنا نير نقيات
ويلبسن ثياب السود بعد القصبيات وعن أبي السدى عن أبيه قال : كنا علمة نبيع البرفى رستاق كربلا بعد مقتل الحسين ، فنزلنا برجل من طئ فتذاكرنا قتلة الحسين ونحن
الولاية الاخبارية