الرئيسية / الاسلام والحياة / الفكر معيار قيمة الإنسان 02

الفكر معيار قيمة الإنسان 02

التفكُّر في خلق السموات والأرض: (أولم يتفكّروا في أنفسهم ما خلق الله) عالم الخلق الواسع هذا (السموات والأرض وما بينهما إلاّ بالحق) لنتيجة ثابتة لا تزول (لأجل) هو في علم الله (مسمى) وإذا ما حلّ أجل العالم، انعدم وفني، وعاقبة الأمر إنّ عالم الآخرة هو الذي لا يفنى (إنّ كثيراً من الناس بلقاء ربهم) في عالم الآخرة وبلوغ الجزاء على الأعمال (لكافرون).

التقدُّم الدنيوي والتقهقر المعنوي

قارئي العزيز تأمَّل جيِّداً في هذه الآية الشريفة. هؤلاء عالمون بأعمالهم في الدنيا ومطلعون عليها، يعلمون ظاهر الحياة الدنيا، ويجهلون باطنها وعاقبتها ونتيجة الآخرة[1][6]. أو ليس أكثر الناس اليوم هم على هذه الشاكلة، علومهم تعود جميعها إلى عالم الدنيا والحياة المادية، ويوجد القليل من الأمور التي لم يحققوا فيها تقدماً مدهشاً؟

مثلاً في علم الزراعة، التشجير، علم النبات، لقد وصلوا بحق إلى حدِّ الكمال، في علم الطبِّ والجراحة وسُبُل تشخيص مرض ودواء الجسم البشري، وتقدموا تقدماً مدهشاً إلى حدّ أنهم يجرون جراحة للقلب أو إنهم يستبدلونه، وفي الصناعة والاختراعات وتأمين وسائل الحياة في هذا العالم اكتشفوا أموراً لم تكن من قبل لتخطر على بالهم، فكيف بهم يصدقون بها، إلى حدِّ أنهم تجاوزوا الأرض، وسخّروا الفضاء، وذهبوا مسافة ثلاثمئة واثنين وعشرِين ألف كيلومتر بعيداً عن كوكب القمر، ولكن للأَسف، فمع كل هذه العلوم التي اكتسبوها عن ظاهر هذا العالم، ما زالوا يجهلون باطنه ومحدثه، لا يصدِّقون بفناء وزوال هذا العالم، مع أنّ باحثي هذا العصر اكتشفوا وقالوا بأن للأرض أجلاً وعمراً إذا ما انتهت إليه بادت وتلاشت. وقالوا: إنّ منظومتنا الشمسية هي في سنيّ الشيخوخة، إنّ فناء كلّ فرد هو من أظهر الأمور حيث لا يخلد هنا أحد ولكن هذا الأمر لا يؤثّر بتاتاً في قلوبهم فيفكروا بالحياة بعد الموت.
[1][6] {يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون}. (الروم/7).

WebRep
Overall rating
 
 
 

شاهد أيضاً

الفكر معيار قيمة الانسان – بالتفكّر تتكامل المعرفة الفطرية

بداية الدين الإلهي وأوّل دعوات الأنبياء ومناهج المذاهب الإلهية معرفة الله تعالى. أوّل نقلة فكرية ...