الرئيسية / اخبار العلماء / التكفير قضاءٌ على الإسلام وعلى الأمة أن لاّ تصادقه في خطّه السني ولا في خطّه الشيعي

التكفير قضاءٌ على الإسلام وعلى الأمة أن لاّ تصادقه في خطّه السني ولا في خطّه الشيعي

وصف الزعيم الديني في البحرين سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم اليوم الجمعة ، التكفير بأنه قضاء على الاسلام و قال : “إذا كانت هناك ظاهرة تكفيرٍ تتخذ المذهب السني منطلقاً لها متحدثةً باسمه ، مدّعية كذباً بأنها الممثل الحقيقي له دون من عداها ممن ينتسبون لهذا المذهب الإسلامي الكريم ، فإنه صار في نظر الأعداء أن لابد من ظاهرة تكفيرٍ تتخذ المذهب الشيعي منطلقاً لها وتتحدث باسمه ، وتدّعي أنها الممثل الحقيقي لهذا المذهب الإسلامي الشامخ كذلك.”

 

و افادت وکالة تسنیم الدولیة للانباء بأن تصریحات ایة الله قاسم جاءت فی الخطبة السیاسیة لصلاة الجمعة التی اقیمة فی جامع الإمام الصادق علیه السلام بمنطقة الدراز غرب المنامة . وفیما یلی نص الخطبة السیاسیة لآیة الله الشیخ عیسى أحمد قاسم :

 

 
سبق کلامٌ فی عوامل تقدّم الأمم، وأنه لا تقدّم کما ینبغی وعلى الحقیقة من دون القیادة الصالحة، والعامل الثانی لهذا التقدّم هو وحدة الکلمة، تقدّم الأمة التقدّم المتکامل وفی کل مسارات البناء الصالح النافع الرشید محتاجٌ بالضرورة إلى أن تعیش الأمة وحدة الکلمة، وألاّ یکون تباعدٌ بین مکوّناتها، وألاّ تباعد بین مکوّناتها الآراء والنزعات والمصالح المتفرقة، وألاّ تفقد الجامع الذی یحمیها من الإقتتال، ویقیها من الاحتراب بعد الاحتراب، والفتنة المهلکة بعد الفتنة.
وما کان للنموذج الأعلى للأمم الصالحة فی الأرض، والذی تمثل فی الأمة الإسلامیة زمن حاکمیة الرسول الأعظم “صلى الله علیه وآله” لها، ما کان له أن یکون لو أبتلیت الأمة فی داخلها بألوان التمزقات وسادتها فوضى الحروب البینیة وکانت قبائل أو أحزاباً أو طوائف متقاتلة.

 

 

 
ما کانت قیادة الرسول الأعظم “صلى الله علیه وآله” وهی القیادة القمّة التی لا توازیها قیادة، ما کانت تلک القیادة العملاقة لتکفی لإیجاد الأمة الإسلامیة القوّیة الشامخة، لو کانت تلك الأمة طوائف متنازعة وأحزاباً متقاتلة.
ووحدة الأمة وکما سبق، لا تکون بلا تمحورٍ منها حول فکرةٍ بنّاءة أصیلة صالحة، ولقد کان تمحوّر هذه الأمة أیامه “صلى الله علیه وآله” حول أعظم رؤیةٍ وأصلح فکرةٍ وأحقّ مبدأ، وحول أعظم قیادة، وعندما کان تمحوّرها حول الإسلام والرسول وهما حبل الله المتین، بذلک کانت تلک الأمة العظیمة الشامخة العملاقة.

 

 

 

 
یقول الکتاب العزیز: “وأعتصموا بحبل الله جمیعاً ولا تفرّقوا وأذکروا نعمة الله علیکم إذ کنتم أعداءً فألّف بین قلوبکم فأصبحتم بنعمته أخواناً، وکنتم على شفا حفرةٍ من النار فأنقذکم منها، کذلک یبین الله لکم آیاته لعلّکم تهتدون”.
ما کان أمام الأمة العربیة یوم ذاك إلا نار دنیاً ونار آخرة، لولا أن أنقذها الله بالإسلام والرسول “صلى الله علیه وآله وسلّم” .

 

 

 
تلك الأمة أناسٌ فرّقتهم الأفکار المتعددة الساقطة، والأهواء الأرضیة السافلة، والعصبیات الجاهلیة المقیتة، فأوهنتهم وتخلّفت بهم أشدّ التخلّف، ثم جمعت شتاتهم الفکرة الصالحة والرؤیة الإلهیة المُنقِذة، والأطروحة الرشیدة، ووحدت منهم الصفوف على هدى الله، وخلف القیادة الحکیمة القدیرة من رسول الله “صلى الله علیه وآله”، وأنطلقت بهم على طریق البناء الرشید لیکونوا من بعد ضلالهم وفرقتهم وتخلّفهم أهدى أمة، والأمة الأشدّ توحداً والأقوى والأبرز تقدّماً من بین الأمم.

 

 

 
وهذا ما ألتفت إلیه أعداء الأمة من داخلها وخارجها قدیماً وحدیثاً، فأعطوا الکثیر من الجهد والتفکیر والتآمر على وحدة الأمة، ومن أجل تمزیق شملها، ولتتواجه قبائل وأحزاباً وقومیات ومصالح وطوائف وأقطاراً فی خصومات دائمة وحروبٍ دمویة طاحنة.

 

 

 
وقد وجدت المساعی الخبیثة لهدم وحدة الأمة وتمزیقها من التکفیر وسیلة من أنجح الوسائل لتحقیق هذا الهدف، هو تکفیر المسلم لأخیه المسلم على خلاف ما أنزل الله عزّ وجلّ، وجاء به الکتاب وبلّغ به الرسول “صلى الله علیه وآله”، تکفیرٌ لا یُبقی حرمة من حرمات المسلم فی دائرة الإحترام، ویهدر منه کل حرماته .
وما أحدثه هذا التکفیر الذی أخذ واقع الظاهرة فی المجتمع المسلم لیس التباعد وخلق الفواصل الفکریة والنفسیة فی صفوف المسلمین وطوائفهم فحسب، بل حوّل الأمة فی عددٍ کبیرٍ من أقطارها إلى أمة مذابح دمویة داخلیة جاهلیة وأقتتال بشعٍ شنیع.

 

 

 
وإذا کان التکفیر فی أوّل ظهوره فی تاریخ الأمة عن جهلٍ أو سوء نیّة فردیة، فهو ولیس لزمنٍ قریب فحسب تقف ورائه سیاسة دولیة معادیة للإسلام والأمة الإسلامیة.
وقد أغرت نتائج التآمر العدائی لدیننا وأمتنا الأعداء، وما أمّدوا التنظیمات التی بنتها أیدیهم الآثمة على أساسها وللترویج لها من قوةٍ باطشة، وثروة ممکنة، على مستوى الإنتشار الواسع لظاهرة التکفیر والفاعلیة المدهشة التی تمتلکها فی تفسیق وحدة الأمة وجاذبیتها الهائلة لشبابٍ مغرّر بهم، وعلماء من طلاّب الدنیا والباحثین عنها، وحروبٍ جاهلیةٍ موقعةٍ لأکبر الخسائر بالإسلام والمسلمین وثروة هذه الأمة، أغراهم ذلك بأن تستمر جهودهم فی توسیع هذه الظاهرة والزیادة فی إمتدادها.

 

 

 
وإذا کانت هناک ظاهرة تکفیرٍ تتخذ المذهب السنی منطلقاً لها متحدثةً باسمه، مدّعیة کذباً بأنها الممثل الحقیقی له دون من عداها ممن ینتسبون لهذا المذهب الإسلامی الکریم، فإنه صار فی نظر الأعداء أن لابد من ظاهرة تکفیرٍ تتخذ المذهب الشیعی منطلقاً لها وتتحدث باسمه، وتدّعی أنها الممثل الحقیقی لهذا المذهب الإسلامی الشامخ کذلک.
والعمل جادٌ من أعداء الإسلام المتآمرین على الأمة، على تکوین هذه الظاهرة ودعمها وتغذیتها، وإیجاد الظاهرة الأخیرة من منطلق المذهب الشیعی، هذه الظاهرة العمل جادٌ من أعداء الإسلام المتآمرین على الأمة على تکوینها ودعمها وتغذیتها وإیجاد التنظیمات المتکفّلة برعایتها والقیام بها أو بنشرها والإخلاص لها وتعمیمها، وکذلك تجییش الجیوش من أجلها.

 

 

 

 
وفی کلا التکفیرین قضاءٌ على الإسلام والأمة الإسلامیة، والعدواة من هذا التکفیر أو ذلك التکفیر لیس لهذه الطائفة بخصوصها، ولیس لتلك الطائفة بخصوصها، التکفیر السنی عداوته للسنی والشیعی، للإسلام کلّه، والتکفیر الشیعی عداوته للسنی والشیعی، للإسلام کلّه، ولذلک کان على الأمة الإسلامیة ألاّ تصادق التکفیر فی خطّه السنی ولا التکفیر فی خطّه الشیعی على الإطلاق.

شاهد أيضاً

مع اية الله العظمى الامام الخامنئي والاحكام الشرعية من وجهة نظره

رؤية الهلال س833: كما تعلمون فإن وضع الهلال في آخر الشهر (أو أوّله) لا يخلو ...