موسكو (الصياد) – فجر جهاز الامن الروسي FSB قنبلة اعلامية من العيار الثقيل ، اتهمت خلالها السعودية وتركيا والاردن والبعث المنحل والمجرم الهارب من العدالة طارق الهاشمي وشخصيات كردية بارزة بتمويل تنظيم داعش الارهابي في العراق ، بالاستناد على معلومات موثقة ووثائق وصور جوية وتسجيلات صوتية وأفلام مسجلة ومعطيات من أجهزة GPS وكذلك تحليل التحركات الميدانية بواسطة GIS.
وقدمت إدارة مكافحة الارهاب في جهاز الامن الروسي FSB تقريراً مفصلاً عن جماعة داعش الارهابية وطريقة حصولها على الدعم الى الحكومة العراقية، كاشفة الطرق التي تتلقى من خلالها داعش الدعم من مصادر مختلفة، مستندة الى معلومات موثقة ووثائق وصور جوية وتسجيلات صوتية وأفلام مسجلة ومعطيات من أجهزة GPS وكذلك تحليل التحركات الميدانية بواسطة GIS .
وأوضح التقرير أن “إحدى الطرق التي يتلقى من خلالها داعش الدعم المالي هو المساعدات النقدية التي يعتمدها ملك المملكة العربية السعودية. حيث توضع هذه الاموال في حساب شركة تجارية تابعة لطارق الهاشمي في بنك في لندن تحت عنوان شريك تجاري (ورد في التقرير اسم البنك وصورة من حساب الشركة في البنك)، بعدها يقوم طارق الهاشمي بنقل تلك الاموال من خلال أقساط متعددة الى حساب لعزة الدوري في أحد بنوك إقليم كردستان (ورد في التقرير إسم البنك وأسماء الموظفين الضالعين في عمليات التحويل) والذي يقوم بدوره بنقلها الى قادة داعش من خلال أقساط متعددة أيضاً”.
كما يذكر التقرير أن “عدداً من المشايخ الوهابية المتطرفة في المملكة اقترحوا مؤخراً على الملك السعودي أن يتم تخصيص جزء من عائدات حج هذا الموسم لدعم داعش ولعوائل قتلاهم رغبة في المشاركة في ثواب ما يسميه التقرير جهادهم، “حتى تحل الرحمة والبركة في أرض المملكة”.
الطريق الآخر هو كما أفاد التقرير أن “المساعدات المالية الغربية التي تأتي من الولايات المتحدة والدول الغربية كمساعدات لحكومة مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان والذي يقوم بدوره بتقديمها لداعش تحت عنوان تكلفة النفط الذي تبيعه داعش!، كما أن قوات البيشمركة المقربة من حزب بارتي أحد الاحزاب الرئيسية في الاقليم تتولى مهمة تأمين المحروقات والمواد الغذائية والمستلزمات اليومية والمعدات اللوجيستية لجماعة داعش حيث تصرف بعض المبالغ التي يتسلمها بارزاني من الدول الغربية على هذه الامور”.
كما جاء في التقرير أن “جزءاً من السلاح الذي تحصل عليه جماعة داعش يأتي من المناطق التي تسيطر عليها داعش في سوريا والبعض الآخر تم الاستيلاء عليه من مخازن الاسلحة التي كانت في محافظة الموصل، كما تم توفير بعض المعدات والاجهزة المتطورة بتنسيق مع تركيا”.
وأشار التقرير إلى أن “تركيا قامت بالتنسيق مع الدول الغربية وبالاستفادة من الاموال الغربية بشراء 200 سيارة بك آب تويوتا يابانية وتم تجهيزها بمعدات حربية وأجهزة اتصالات، ثم تسليمها لجماعة داعش”.
كما يقول التقرير أنه “أُسدي الى تركيا مهمة القيام بدراسة لقدرة داعش العسكرية والعمل على ايجاد توازن في القوة بين الجماعة والجيش العراقي، وتقوم تركيا بتوفير قطع الغيار والذخيرة للمعدات العسكرية الثقيلة والمتوسطة التي غنمها داعش من الجيشين العراقي والسوري. الحقت في التقرير مجموعة من الصور الجوية المتعلقة بذلك”. كما يقول التقرير.
كما قامت تركيا مؤخراً بحسب التقرير بـ”إعطاء تراخيص لجمع التبرعات النقدية و غير النقدية لصالح داعش وذلك لخلق شعبية لجماعة داعش بين المواطنين الاتراك.
وجاء في التقرير أيضاً أن “الحكومة الاردنية تتولى مسؤولية تدريب عناصر داعش المقاتلة وكذلك تدريب العناصر الاستخباراتية وتزويد داعش بمعلومات عن تسليح الجيش العراقي وبناه التحتية ونقاط القوة والضعف فيه”. حيث أورد التقرير مجموعة من الوثائق السرية التي تثبت ذلك وسلمت للحكومة العراقية.
وعلق محلل الشؤون السياسية في / الصياد / ، ان ” جهاز الامن الروسي FSB ، يعد من اقوى الاجهزة الاستخباراتية في العالم ، وعندما يعلن مثل هكذا معلومات فانها لم تأت من فراغ او تحقيقا لرغبة او حالة سياسية تعيشها روسيا ، اذ كان يمكن لهذا الجهاز الروسي ان يسكت عن هذه المعلومات “.
واضاف ” الا ان هذه المعلومات فضحت الكثير من الدول والادارات المذكورة في التقرير المتعاونة مع داعش الارهابي ، وبنفس الوقت اكدت الاتهامات العراقية لهذه الدول والتي كانت يجابهها البعض بالتكذيب والاستنكار ووضعها على خط الازمات السياسية “.
وتابع ، ان ” روسيا اليوم بتقريرها هذا وضعت العالم في زاوية ضيقة ، وامام موقف بان تسلك مسلك من مسلكين ، اما المضي قدما بدعم داعش علنا ، او مجابهته بكل ما تملك من اجل القضاء عليه ، واذا كانت هذه الدول اختارت مواجهة هذا التنظيم التكفيري ، فعليها اولا الكف عن مجاملة ومساندة الدول الداعمة للارهاب لاسيما الدولة الاكبر السعودية التي تخصص جزء كبير من ميزانيتها لدعم هذا التنظيم التكفيري “.
وعدّ المحلل ، ان ” روسيا تثبت يوما بعد يوم حسن تقديرها وقراءتها للامور في الشرق الاوسط وعدم مجاملتها ، فضلا عن حسن نيتها في التعامل مع الدول ( المنكوبة ) من اللارهاب وصدقها بمساعدتها وفتح باب الدعم لها “.
وافاد ” كما ان نشر مثل هكذا تقرير على وسائل الاعلام من دولة كبيرة دخلت ( توا ) على خط موازين القوى العالمية ، يحمل رسائل كثيرة لغريمتها امريكا ، بانها موجودة بقوة وانها قادرة على مواجهة كل المخططات في المنطقة التي تحاول تضعيف واسقاط دول لها باع تاريخي وحضاري في المنطقة مثل العراق “.
واضاف ، ان ” هذا التقرير لا يخلو من رسائل الى العراق ، بان روسيا تتابع الوضع عن كثب وانها دائمة التعاطف والتضامن معه في مواجهة الارهاب ، وهذا الامر يستدعي من العراق بان يأخذ البوادر الروسية بنظر الاعتبار وان لا يتجاهلها