الرئيسية / الشهداء صناع الحياة / -60 أبو محمد الديواني

-60 أبو محمد الديواني

  60 الشهيد حسن عبد فاضل   
كانت الشمس تُوشِك أن تتوارى خلف كثبان الرمال الحمراء، إذ بدت من بعيد سيارة مسرعة مخلفة وراءها الغبار الكثيف، وأصيبت المجموعة بالدهشة وهم يرون هذه السيارة قد أصبحت على بعد أمتار منهم…
فقد كانت هذه السيارة لحرس الحدود السعودي، إذ نزلت منها مجموعة مسلحة واقتادت حسن وإخوانه إلى أحد السجون. أنكر أنه عراقي وادعى بأنه سوري وأهله يسكنون دمشق، فلبث في السجن بضعة أيام إلى أن أُطلق سراحه وأُرسل إلى سوريا.
كانت تلك مرحلة من مراحل معاناته وهجرته، للخلاص من سجن العراق الكبير الذي أقامه العفالقة.
ولد عام1961م، في محافظة الديوانية، وسط أسرة معروفة، لها مكانة مرموقة بين أبناء العشائر هناك، عُرفت تلك الأسرة بتمسكها بالإسلام وحبها لأهل البيت‌عليهم‌السلام مقيمة لشعائرهم، فنشأ محبا لهم مدافعا عنهم وعن الإسلام، طيبا خلوقا متدينا منذ صغره.
شعر بالحزن العميق عندما سمع باستعدادات الجيش العراقي للهجوم على الجمهورية الإسلامية وتكالب قوى الشر عليها، فتضاعف حزنه وألمه وهو يُساق مجبرا للانخراط في ذلك الجيش القادم لمحاربة الإسلام ودولته ويسعى للقضاء عليها.
حاول عدة مرات اللجوء إلى إيران عن طريق الجبهة، إلا أنه لم يوفق في ذلك، فقرر في نهاية المطاف التوجه إلى الحدود السعودية، ولاقى في رحلته الكثير من المصاعب والمشاق، وكما ذكرنا في المقدمة عن حياته، وأيضا تعرض في سوريا للاعتقال ثم أُطلق سراحه، وبقي فيها فترة إلى أن أڪمل ترتيبات السفر إلى إيران.
التحق بالمجاهدين في قوات بدر ضمن الدورة الثانية، التي شرعت فعالياتها بتاريخ22/5/1983م، وأشترك بأول واجب جهادي على مشارف مدينة البصرة وفي كل العمليات التي نفذها المجاهدون في أهوار الجنوب وكان ضمن فوج الشهيد الصدر.
كان أبومحمد مثالا للمجاهد المتفاني في سبيل الله، ومن أبرز صفاته الهدوء والتواضع، وكان ملتزما بإقامة الصلاة جماعة، محبوبا بين إخوانه لأخلاقه الرفيعة العالية. ختم حياته الجهادية على رُبى حاج عمران في كردستان العراق، يوم1/9/1986م، والتي سطّر فيها المجاهدون صورا رائعة في الفداء والتضحية، حيث سقط شهيدا مضرجا بدمه، ملتحقا بركب النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.
سلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يُبعث حيا

60-1
نعش الشهيد أبو محمد الديواني مع نعوش بقية الشهداء

شاهد أيضاً

ليلة القدر .. بين اصلاح الماضي و رسم المستقبل

أشار العالم الديني و استاذ الاخلاق الزاهد الفقيد الراحل سماحة آية الله مجتبي طهراني ، ...