الرئيسية / بحوث اسلامية / الانوار اللامعة في شرح زيارة الجامعة

الانوار اللامعة في شرح زيارة الجامعة

55- ربنا امنا بما انزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب =
يطيق علي حمل اللواء وقد ذكرت انه سبعون شقه الشقة منه اوسع من الشمس والقمر فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا كان يوم القيامة يعطي الله عليا من القوة مثل قوة جبرائيل ومن النور مثل نور آدم ومن الحلم مثل حلم رضوان ومن الجمال مثل جمال يوسف ومن الصوت ما يداني صوت داود لولا ان يكون داود خطيبا لعلي في الجنان لاعطي مثل صوته وان عليا اول من يشرب من السلسبيل والزنجبيل لا يجوز لعلي قدم على الصراط الا وثبتت له مكانها اخرى وان لعلي وشيعته من الله مكانا يغبطه به الاولون والاخرون. (ربنا آمنا بما انزلت) في علي من الولاية اشارة الى قوله تعالى (بلغ ما انزل اليك) (1) أو الاعم من ذلك (واتبعنا الرسول) في ما أمرنا به من ذلك وفي بعض النسخ وآل الرسول (فاكتبنا مع الشاهدين) الذين آمنوا بذلك عن شهود وحضور أو اكتبنا مع أئمتنا فانهم شهداء الله على خلقه كما تقدم. (ربنا لا تزغ) اي لا تمل (قلوبنا) الى الباطل (بعد إذ هديتنا) الى الحق (وهب لنا من لدنك رحمة) في الدنيا والاخرة وان =* (هامش) (1): سورة المائدة آية 67
[198]
سبحان ربنا ان كان وعد ربنا لمفعولا يا ولي الله ان بيني وبين الله عز وجل ذنوبا لا يأتي عليها الا رضاكم =
كنا غير مستوجبين لذلك وغير مستحقين لما هنالك (انك انت الوهاب) بلا استحقاق (وفي حديث الكاظم عليه السلام) مع هشام يا هشام ان الله حكى عن قوم صالحين انهم قالوا ربنا لا تزغ قلوبنا الخ حين علموا ان القلوب تزيغ وتعود الى عمائها وردائها. (سبحان ربنا) اي منزه ربنا تنزيها عمالا يليق به فسبحان منصوب على المصدرية لفعل محذوف. (ان كان) ان مخففه من المثقلة. (وعد ربنا لمفعولا) اي ما وعده ربنا لنا من اجابة الدعوات وتضعيف المثوبات مفعول واقع (لا يخلف الله وعده. (يا ولي الله) المخاطب هو الامام الحاضر الذي يزوره أو يقصده بالزيارة أو المراد جميع الائمة بشمول الجنس له ويؤيد الاتيان بلفظ الجمع بعد ذلك (ان بيني وبين الله عز وجل ذنوبا لا يأتي عليها إلا رضاكم) اي لا يذهبها ولا يمحوها إلا رضاكم عنا وشفاعتكم لنا يقال اتي عليه الدهر اي اهلكه اي لا يهلكها ولا يمحوها إلا رضاكم.
[199]
فبحق من ائتمنكم على سره واسترعاكم امر خلقه وقرن طاعتكم بطاعته
(فبحق من ائتمنكم) اي جعلكم امناء (على سره) من العلوم الالهية والمعارف الربانية والمكاشفات الغيبية والحقائق الحقانية. (واسترعاكم أمر خلقه) أي جعلكم ائمة ودعاة لامور الخلائق من المعارف والاعمال وجعل الخلق رعية لكم. (وقرن طاعتكم بطاعته) حيث قال (اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم (1)) وقال تعالى (من يطع الرسول فقد اطاع الله (2)) والنكتة في تكرار الفعل في الاية الاولى بالنسبة الى الرسول وعدم تكراره بالنسبة الى اولي الامر انه لما كان بين الله والرسول كمال المباينة مباينة الخالق والمخلوق فصل بينهما بالفعل ولما كان بين الرسول واولي الامر كمال المناسبة والاتحاد لم يفصل بينهما بالفعل ومن المعلوم ان الله سبحانه لا يأمر المؤمنين وسيما العلماء الفضلاء الصلحاء الاتقياء باطاعة كل ذي امر وحكم لان فيهم الفساق والظلمة ومن يأمر بمعاصي الله وينهى عن طاعته فيجب ان يكون المراد باولي الامر الذين امر الله =
(1): سورة النساء آية 59 (2): سورة النساء آية 80
[200]
لما استوهبتم ذنوبي وكنتم شفعائي فاني لكم مطيع من اطاعكم فقد اطاع الله =
بطاعتهم الائمة المعصومين من الزلل المفطومين من الخلل الذين هم مثل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومثل هذا لا يكون منصوبا إلا من الله العالم بالسرائر المطلع على الضمائر وليس ذلك متحققا في غيرهم اتفاقا. (لما استوهبتم ذنوبي) كلمة لما يحتمل ان تكون مشددة ايجابية بمعنى إلا أي اسألكم واقسم عليكم في جميع الاحوال الا حال استيهاب الذنوب الذي هو وقت حصول المطلوب ويحتمل ان يكون مخففه واللام لتأكيد القسم وما زائدة للتأكيد. (وكنتم شفعائي) في الدنيا والاخرة. (فاني لكم مطيع) في الجملة أو قائل مقر معتقد بوجوب طاعتكم وإن صدرت مني مخالفتكم. (من أطاعكم فقد أطاع الله) لان الله تعالى هو الذي أمر بطاعتكم وأوجب علينا متابعتكم فمن أطاعكم فقد أطاعه كما قال تعالى (من يطع الرسول فقد أطاع الله (1)) وكذا الكلام في قوله: =
(1): سورة النساء آية 80

شاهد أيضاً

ليلة القدر .. بين اصلاح الماضي و رسم المستقبل

أشار العالم الديني و استاذ الاخلاق الزاهد الفقيد الراحل سماحة آية الله مجتبي طهراني ، ...