الأخوة في الإسلام أصناف الإخوان
24 أبريل,2019
صوتي ومرئي متنوع, طرائف الحكم
1,547 زيارة
10)
ب خير الجلساء:
عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم حينما سئل أي الجلساء خير؟ فقال: »من ذكّركم بالله رؤيته وزادكم في علمكم منطقه. وذكرَّكم بالاخرة عمله«(1).
يعني أن الأمور المذكورة تساهم مساهمة حقيقية في بناء الشخصية الإيمانية ومصدرها الخير الذي هو عليه في الحال والمنطق والعمل حيث تكون الثمرة من هذه المجالسة مكسباً معنوياً سواء في ذكر الله أو زيادة العلم أو تذكر الاخرة، وليس غريباً أن المؤمن إذا فقد أخاه وجليسه الذي يمتاز بهذه المواصفات أن لا يحب البقاء بعده وهذا دليل أنه من الخيرة والصفوة ويشعر أن الذي فقده هو بعضه كما يقول أحد الشعراء:
ومن محن الدنيا بقاؤك بعد مَنْ
إذا رحلوا أبقوك دون مشابهِ
فوجهٌ إذا ما غاب تبكيه ساعةً
ووجهٌ تملّ العمر عند غيابهِ
وتدفن فيه بالثرى إن دفنتهُ
وجودك إن المرء بعض صِحابهِ
ج إخوان الصدق:
وهم الذين ينبغي معاشرتهم، يقول أمير المؤمنين عليه السلام: »وعليك بإخوان الصدق فأكثر من اكتسابهم، فإنّهم عدّة عند الرخاء وجنّة عند البلاء«(1).
وعن الإمام الحسن عليه السلام في وصيته لجنادة في مرضه الذي توفي فيه: »إصحب من إذا صحبته زانك، وإذا خدمته صانك، وإذا أردت منه معونة أعانك، وإن قلت صدّق قولك، وإن صلت شدّ حولك، وإن مددت يدك بفضلٍ مدّها، وإن بدت عنك ثلمة سدَّها، وإن رأى منك حسنةً عدّها، وإن سألته أعطاك، وإن سكتّ عنه ابتداك وان نزلت احدى الملمات به ساءك«(2).
د مصاحبة العلماء:
لقد أكدّت الروايات المباركة على مصاحبتهم ومجالستهم لأنهم قادة الركب الربانيّ الذين يأخذون بيد المرء إلى العالم العلوي ويصلون به إلى حيث أراد الله سبحانه من خلال بثّ معارفهم وممارسة دورهم في الهداية والتربية والدفاع عن مبادىء الدين وصيانة الشريعة من أن تدخلها البدع والانحرافات ومما ورد في ذلك:
عن أمير المؤمنين عليه السلام: »عجبت لمن يرغب في التكثر من الأصحاب كيف لا يصحب العلماء الألبّاء الأتقياء الذين يغتنم فضائلهم وتهديه علومهم وتزينه صحبتهم«(3).
وعنه عليه السلام أيضاً: »جالس العلماء يزدد علمك ويحسن أدبك«(1).
وما في وصية لقمان لابنه: »يا بنيّ جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك فإن الله عز وجل يحيي القلوب بنور الحكمة كما يحيي الأرض بوابل السماء«(2).
وعليه يكون في مقابل ذلك ترك مجالستهم موجباً للخذلان من الله تعالى، لأن الابتعاد عنهم معناه الابتعاد عن المدرسة الإلهية التي أمر المولى سبحانه بالتربي في كنفها وتحت ظلالها، وهذا ما جاء صريحاً في دعاء الإمام السجّاد عليه السلام: »أو لعلك فقدتني من مجالس العلماء فخذلتني«.
امريكا عدوة المسلمين طاعتنا للامام الخامنئي . لبيك يارسول الله 2019-04-24