الرئيسية / من / الشعر والادب / ما أُرِيدُ مِنَ الله

ما أُرِيدُ مِنَ الله

ما أُرِيدُ مِنَ الله

    مِنْكَ الْبَلاءُ كَمِثْلِ الشَّهْدِ والْعَسَلِ = إنْ كَانَ يَا رَبُّ فِي حُبِّ الإمَامِ عَلِي
    فِي حُبِّ آلِ رَسُولِ اللهِ قَادَتِنَا = إنَّ الْبَلاءَ لَنَا أحْلَى مِنَ الْعَسَلِ ..
    وَإنَّنِي أنَا فِي هَذَا السَّبِيلِ كَأيِّ = مُؤْمِنٍ هُوَ فِي هَذَا السَّبِيلِ بُلِي
سَألْزَمُ الصَّمْتَ والصَّبْرَ الْجَمِيلَ عَلَى = مَا حِيكَ أوْ سَيُحَاكُ مِنْ مَشَاكِلَ لِي
أغُضُّ طَرْفِي عَنِ التَّعْرِيضِ مُبْتَسِماً = وَلَسْتُ أنْسَاقُ مَدْفُوعاً إلَى الْجَدَلِ
هَذَا إلَى الأبَدِ الْحَقُّ الْحَقِيقُ مِنَ اللـ = ـهِ كَمَا كَانَ مَحْفُوظاً مِنَ الأزَلِ
لَدَى عَلِيٍّ وَأهْلِ الْبَيْتِ .. لَيْسَ لَدَى = (رَفْعِ الْمَصَاحِفِ) للتَّحْكِيمِ ، وَ(الْجَمَلِ)
أمْ أنَّ رَبِّي سَيَرْضَى عَنْ أولِئَكْ مِثْـ = ـلَ هَؤُلاءِ ؟ !! فَيَا لِلْجَهِلِ والْخَبَلِ !!
أمْ أنَّ مَنْ طَلَبُوا الْحَاجَاتِ مِنْ بَشَرٍ = مُطَهَّرِينَ مِنَ الأدْنَاسِ والْخَطَلِ
وَهُمْ يَرَوْنَ يَقِيناً أنَّ قُدْرَتَهُمْ = كَانَتْ مِنَ اللهِ رَبِّ النَّاسِ لا الْعَضَلِ ..
كَمَنْ يُرَاؤُونَنَا مِنْ مُشْرِكِينَ وَمِنْ = مُنَافِقِينَ وَهُمْ مَالُوا إلَى هُبَلِ ؟ !!
**********
يَا مَرْحَباً بِبَلاءِ اللهِ فَهْوَ لَنَا = مِثْلُ الضِّيَاءِ يُنَقِّينَا مِنَ الطَّفَلِ
فَمَا هِيَ آثَارُ الْبَلاءِ بِدُنْـ = ـيَايَ الَّتِي هِيَ أمْواجٌ مِنَ الْعِلَلِ ؟ !!
فَهَلْ هِيَ إلْغَاءُ الْوَظِيفَةِ ، أوْ = تَشْدِيدُهَا لِيَ ، أوْ طَرْدِي مِنَ الْعَمَلِ ؟ !!
فَكُلُّ ذَلِكَ عِنْدِي هَيِّنٌ بِإزَا = ءِ مَا أرِيدُ مِنَ اللهِ بِكُلِّ وَلِي
إنِّي أُرِيدُ بِهِمْ مِنْهُ النَّجَاةَ غَداً = فِي هَيْئَةِ (الْحُرِّ) ، أوْ فِي صُورَةِ (الْبَجَلِي)
إنِّي أُرِيدُ بِهِمْ مِنْهُ الْخُلُودَ بِجنَّـ = ـاتٍ جِوارَ النَّبِيِّ سَيِّدِ الرُّسُلِ
إنِّي أُرِيدُ بِهِمْ مِنْهُ الْخُلُودَ كَشَا = عِرٍ لَمْ يُصِبْهُ الْخَوْفُ بِالشَّلَلِ
وَلَسْتُ أنْسَى نَصِيبِي فِي الْجَمَالِ مِنَ الدُّ = نْيَا الَّذِي أنَا لَمْ أحْصُرْهُ فِي الْحُلَلِ
وَإنَّمَا هُوَ عِنْدِي فِي الْعِبَادَةِ للـ = ـهِ الَّتِي هِيَ تَجْرِي دَاخِلَ الْفِلَلِ
وَفِي طُمَأنِينَةٍ أحْيَا بِهَا لِرَضَا اللـ = ـهِ الَّذِي سَوْفَ يَبْقَى دَائِماً أمَلِي
فَلَسْتُ أطْمَعُ إلاَّ فِي تَحَقُّقِهِ = وَلَسْتُ أرْضَى لَهُ مَا عِشْتُ مِنْ بَدَلِ
**********
لَكِنْ رِضَا اللهِ لا يَأتِي بِظَاهِرَةِ السُّـ = ـكُوتِ عَنْ حَقِّنَا والْخَوْفِ والْوَجَلِ
بِلِ الرِّضَا مِنْهُ يَأتِي فِي تَحَرُّكِنَا = كَمَا يُرِيدُ إزَاءَ الظُّلْمِ فِي الدُّوَلِ
فاللهُ يَرْضَى عَنِ الإنْسَانِ حِينَ يَرَا = هُ فِي الْمَبَادِئِ لا يَهْتَزُّ كَالْجَبَلِ
واللهُ يَرْضَى عَنِ الإنْسَانِ حِينَ يَرا = هُ يَدْعُو إلَى الْحَقِّ والأخْلاقِ والْمُثُلِ
وَيَسْتَمِرُّ وَلَوْ بالطَّبْعِ مَا رَضِيَتْ = عَنْهُ مِنِ امْرَأةٍ فِي النَّاسِ أوْ رَجُلِ !!
فَالنَّاسُ تَرْضَى فَقَطْ عَمَّنْ دُعِي وَدَعَا = لِلْعَيْشِ ، والْمُتَعِ الْحَمْراءِ ، والْكَسَلِ
لِذَاكَ هُمْ سَوْفَ يُرْضِيهِمْ وَيعْجِبُهُمْ = شِعْرُ التَّمَلُّقِ لِلْحُكَّامِ والْغَزَلِ
أمَّا سِوَاهُ فَلَنْ يَرْضَوا بِهِ أبَداً = وَإنْ يَكُنْ أفْضَلَ (الْمُجْتَثِّ) و(الرَّمَلِ)
وَإنْ أتَى أحَدٌ يَدْعُو بِهِ أحَداً = إلَى التَّحَدِّي ، وللإصْرارِ ، والْعَمَلِ
تَلَقَّفُوهُ بِأيْدٍ كُلُّهَا تُهَمٌ = إنْ لَمْ يَكِيدُوا لَهُ بالْمَكْرِ والْحِيَلِ !!
أوِ اكْتَفَوا ضِدَّهُ بِالْقَوْلِ : يَحْسَبْ أنَّـ = ـهُ يُمَثِّلُ فِينَا صَوْلَةَ الْبَطَلِ !!
كُلْ تَمْرَةَ واحْمُدِ اللهَ فَلَسْتَ سِوَى = عَبْدٍ لِحُكَّامِنَا مِنْ سَائِرِ الْخَوَلِ
فَأكْثَرُ النَّاسَ لَمَّا أنْكَرُوا لِوِلا = يَةِ الأئِمَّة يَبْكُونَ عَلَى الطَّلَلِ
يَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي أدْنَى بِمَا هُوَ خَيْـ = ـرٌ مِثْلَ تَرْكِ الْيَهُودِ الْمَنَّ لِلْبَصَلِ !!
**********
مَوَدَّةُ النَّاسِ أهْلَ الْبَيْتِ أجْمَعَهُمْ = أجْرُ الرِّسَالَةِ فِيهَا بَيِّنٌ وَجَلِي
فَلَيْتَ أنَّ لَنَا فِي نَصْرِ قَائِمِهِمْ = دَوْراً يَكُونُ وَلَوْ بالْقَتْلِ مِنْ قُبُلِ
لأنَّنَا لَوْ رَفَضْنَا قَتْلَ أنْفُسِنَا = فَلَسْنَا نَحْيَا بِهَا إلاَّ إلَى أجَلِ
وَلَسْنَا نَضْمَنُ لَوْ نَحْيَا لُزُومَ سَبِيـ = ـلِ اللهِ أمْ أنَّنَا نَصْغَى إلَى السُّبُلِ !!
يَا رَبُّ فَافْعَلْ بِنَا مَا سَوْفَ يُدْخِلُنَا = إلَى رِضَاكَ وَلِلْجَنَّاتِ فِي عَجَلِ ..
فَالْعَيْشُ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا هُوَ الْخَطَرُ الـ = ـدَّاهِي لَنَا ، وَهْيَ لا تَخْلُو مِنَ الْمَلَلِ
فَأغْلَبُ النَّاسِ يَحْيَوْنَ الْحَيَاةَ عَلَى = دِينٍ مِنَ الزَّيْفِ ، والإسْفَافِ ، والدَّجَلِ !!
فَاحْفَظْ إلَهِيَ كُلَّ الْمٌؤْمِنِينَ ، وَسُقْ = رِيحَ الشَّهَادَةِ مِنْ أجْلِ الْهُدَى قِبَلِي
فَإنَّ عِنْدِي لِهَذَا مَا يُبَرِّرُهُ = : نَجَاحُهُمْ فِي حَيَاتِهِمْ إلَى فَشَلِي
فَالْفَاشِلُ الْغِرُّ أوْلَى بالتَّخَلُّصِ مِنْ = أولِئَكَ الْبِيضِ بَيْنَ النَّاسِ والشُّعَلِ ..

https://t.me/wilayahinfo

شاهد أيضاً

قصيدة الصاحب بن عباد في أمير المؤمنين علي أبن ابي طالب عليه السلام

أمير المؤمنين وأمام المتقين وقائد الغر المحجلين علي أبن ابي طالب عليه وعلى أصحاب الكساء ...