ما أُرِيدُ مِنَ الله
15 مايو,2017
الشعر والادب
1,226 زيارة
ما أُرِيدُ مِنَ الله
مِنْكَ الْبَلاءُ كَمِثْلِ الشَّهْدِ والْعَسَلِ = إنْ كَانَ يَا رَبُّ فِي حُبِّ الإمَامِ عَلِي
فِي حُبِّ آلِ رَسُولِ اللهِ قَادَتِنَا = إنَّ الْبَلاءَ لَنَا أحْلَى مِنَ الْعَسَلِ ..
وَإنَّنِي أنَا فِي هَذَا السَّبِيلِ كَأيِّ = مُؤْمِنٍ هُوَ فِي هَذَا السَّبِيلِ بُلِي
سَألْزَمُ الصَّمْتَ والصَّبْرَ الْجَمِيلَ عَلَى = مَا حِيكَ أوْ سَيُحَاكُ مِنْ مَشَاكِلَ لِي
أغُضُّ طَرْفِي عَنِ التَّعْرِيضِ مُبْتَسِماً = وَلَسْتُ أنْسَاقُ مَدْفُوعاً إلَى الْجَدَلِ
هَذَا إلَى الأبَدِ الْحَقُّ الْحَقِيقُ مِنَ اللـ = ـهِ كَمَا كَانَ مَحْفُوظاً مِنَ الأزَلِ
لَدَى عَلِيٍّ وَأهْلِ الْبَيْتِ .. لَيْسَ لَدَى = (رَفْعِ الْمَصَاحِفِ) للتَّحْكِيمِ ، وَ(الْجَمَلِ)
أمْ أنَّ رَبِّي سَيَرْضَى عَنْ أولِئَكْ مِثْـ = ـلَ هَؤُلاءِ ؟ !! فَيَا لِلْجَهِلِ والْخَبَلِ !!
أمْ أنَّ مَنْ طَلَبُوا الْحَاجَاتِ مِنْ بَشَرٍ = مُطَهَّرِينَ مِنَ الأدْنَاسِ والْخَطَلِ
وَهُمْ يَرَوْنَ يَقِيناً أنَّ قُدْرَتَهُمْ = كَانَتْ مِنَ اللهِ رَبِّ النَّاسِ لا الْعَضَلِ ..
كَمَنْ يُرَاؤُونَنَا مِنْ مُشْرِكِينَ وَمِنْ = مُنَافِقِينَ وَهُمْ مَالُوا إلَى هُبَلِ ؟ !!
**********
يَا مَرْحَباً بِبَلاءِ اللهِ فَهْوَ لَنَا = مِثْلُ الضِّيَاءِ يُنَقِّينَا مِنَ الطَّفَلِ
فَمَا هِيَ آثَارُ الْبَلاءِ بِدُنْـ = ـيَايَ الَّتِي هِيَ أمْواجٌ مِنَ الْعِلَلِ ؟ !!
فَهَلْ هِيَ إلْغَاءُ الْوَظِيفَةِ ، أوْ = تَشْدِيدُهَا لِيَ ، أوْ طَرْدِي مِنَ الْعَمَلِ ؟ !!
فَكُلُّ ذَلِكَ عِنْدِي هَيِّنٌ بِإزَا = ءِ مَا أرِيدُ مِنَ اللهِ بِكُلِّ وَلِي
إنِّي أُرِيدُ بِهِمْ مِنْهُ النَّجَاةَ غَداً = فِي هَيْئَةِ (الْحُرِّ) ، أوْ فِي صُورَةِ (الْبَجَلِي)
إنِّي أُرِيدُ بِهِمْ مِنْهُ الْخُلُودَ بِجنَّـ = ـاتٍ جِوارَ النَّبِيِّ سَيِّدِ الرُّسُلِ
إنِّي أُرِيدُ بِهِمْ مِنْهُ الْخُلُودَ كَشَا = عِرٍ لَمْ يُصِبْهُ الْخَوْفُ بِالشَّلَلِ
وَلَسْتُ أنْسَى نَصِيبِي فِي الْجَمَالِ مِنَ الدُّ = نْيَا الَّذِي أنَا لَمْ أحْصُرْهُ فِي الْحُلَلِ
وَإنَّمَا هُوَ عِنْدِي فِي الْعِبَادَةِ للـ = ـهِ الَّتِي هِيَ تَجْرِي دَاخِلَ الْفِلَلِ
وَفِي طُمَأنِينَةٍ أحْيَا بِهَا لِرَضَا اللـ = ـهِ الَّذِي سَوْفَ يَبْقَى دَائِماً أمَلِي
فَلَسْتُ أطْمَعُ إلاَّ فِي تَحَقُّقِهِ = وَلَسْتُ أرْضَى لَهُ مَا عِشْتُ مِنْ بَدَلِ
**********
لَكِنْ رِضَا اللهِ لا يَأتِي بِظَاهِرَةِ السُّـ = ـكُوتِ عَنْ حَقِّنَا والْخَوْفِ والْوَجَلِ
بِلِ الرِّضَا مِنْهُ يَأتِي فِي تَحَرُّكِنَا = كَمَا يُرِيدُ إزَاءَ الظُّلْمِ فِي الدُّوَلِ
فاللهُ يَرْضَى عَنِ الإنْسَانِ حِينَ يَرَا = هُ فِي الْمَبَادِئِ لا يَهْتَزُّ كَالْجَبَلِ
واللهُ يَرْضَى عَنِ الإنْسَانِ حِينَ يَرا = هُ يَدْعُو إلَى الْحَقِّ والأخْلاقِ والْمُثُلِ
وَيَسْتَمِرُّ وَلَوْ بالطَّبْعِ مَا رَضِيَتْ = عَنْهُ مِنِ امْرَأةٍ فِي النَّاسِ أوْ رَجُلِ !!
فَالنَّاسُ تَرْضَى فَقَطْ عَمَّنْ دُعِي وَدَعَا = لِلْعَيْشِ ، والْمُتَعِ الْحَمْراءِ ، والْكَسَلِ
لِذَاكَ هُمْ سَوْفَ يُرْضِيهِمْ وَيعْجِبُهُمْ = شِعْرُ التَّمَلُّقِ لِلْحُكَّامِ والْغَزَلِ
أمَّا سِوَاهُ فَلَنْ يَرْضَوا بِهِ أبَداً = وَإنْ يَكُنْ أفْضَلَ (الْمُجْتَثِّ) و(الرَّمَلِ)
وَإنْ أتَى أحَدٌ يَدْعُو بِهِ أحَداً = إلَى التَّحَدِّي ، وللإصْرارِ ، والْعَمَلِ
تَلَقَّفُوهُ بِأيْدٍ كُلُّهَا تُهَمٌ = إنْ لَمْ يَكِيدُوا لَهُ بالْمَكْرِ والْحِيَلِ !!
أوِ اكْتَفَوا ضِدَّهُ بِالْقَوْلِ : يَحْسَبْ أنَّـ = ـهُ يُمَثِّلُ فِينَا صَوْلَةَ الْبَطَلِ !!
كُلْ تَمْرَةَ واحْمُدِ اللهَ فَلَسْتَ سِوَى = عَبْدٍ لِحُكَّامِنَا مِنْ سَائِرِ الْخَوَلِ
فَأكْثَرُ النَّاسَ لَمَّا أنْكَرُوا لِوِلا = يَةِ الأئِمَّة يَبْكُونَ عَلَى الطَّلَلِ
يَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي أدْنَى بِمَا هُوَ خَيْـ = ـرٌ مِثْلَ تَرْكِ الْيَهُودِ الْمَنَّ لِلْبَصَلِ !!
**********
مَوَدَّةُ النَّاسِ أهْلَ الْبَيْتِ أجْمَعَهُمْ = أجْرُ الرِّسَالَةِ فِيهَا بَيِّنٌ وَجَلِي
فَلَيْتَ أنَّ لَنَا فِي نَصْرِ قَائِمِهِمْ = دَوْراً يَكُونُ وَلَوْ بالْقَتْلِ مِنْ قُبُلِ
لأنَّنَا لَوْ رَفَضْنَا قَتْلَ أنْفُسِنَا = فَلَسْنَا نَحْيَا بِهَا إلاَّ إلَى أجَلِ
وَلَسْنَا نَضْمَنُ لَوْ نَحْيَا لُزُومَ سَبِيـ = ـلِ اللهِ أمْ أنَّنَا نَصْغَى إلَى السُّبُلِ !!
يَا رَبُّ فَافْعَلْ بِنَا مَا سَوْفَ يُدْخِلُنَا = إلَى رِضَاكَ وَلِلْجَنَّاتِ فِي عَجَلِ ..
فَالْعَيْشُ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا هُوَ الْخَطَرُ الـ = ـدَّاهِي لَنَا ، وَهْيَ لا تَخْلُو مِنَ الْمَلَلِ
فَأغْلَبُ النَّاسِ يَحْيَوْنَ الْحَيَاةَ عَلَى = دِينٍ مِنَ الزَّيْفِ ، والإسْفَافِ ، والدَّجَلِ !!
فَاحْفَظْ إلَهِيَ كُلَّ الْمٌؤْمِنِينَ ، وَسُقْ = رِيحَ الشَّهَادَةِ مِنْ أجْلِ الْهُدَى قِبَلِي
فَإنَّ عِنْدِي لِهَذَا مَا يُبَرِّرُهُ = : نَجَاحُهُمْ فِي حَيَاتِهِمْ إلَى فَشَلِي
فَالْفَاشِلُ الْغِرُّ أوْلَى بالتَّخَلُّصِ مِنْ = أولِئَكَ الْبِيضِ بَيْنَ النَّاسِ والشُّعَلِ ..
الامام علي الشعر والادب 2017-05-15