الرئيسية / بحوث اسلامية / في صفة الصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر، وشرطها الأكبر1

في صفة الصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر، وشرطها الأكبر1

(2) 1 – ذكر الكراجكيّ في كتاب كنزالفوائد، قال: جاء في الحديث أنّ أباجعفر المنصور خرج في يوم‏جمعة متوكّئاً على يد الصادق جعفربن محمّد(ع)، فقال رجل – يقال له: رزام مولى خالد (2) بن عبداللَّه -: من هذا الذي بلغ من خطره ما يعتمد أميرالمؤمنين على يده؟ فقيل له: هذا أبو عبداللَّه جعفر بن محمّد الصادق(ع) فقال: إنّي واللَّه ما علمت، لوددت أنّ خدّ أبي جعفر نعلٌ لجعفر.
ثمّ قال: فوقف بين يدي المنصور، فقال له: أسأل (3) يا أمير، فقال المنصور: سل هذا، فقال: إنّي اُريدك بالسؤال، فقال له المنصور: سل هذا(4).

 
فالتفت رزام إلى الإمام جعفر بن محمّد (ع) فقال: أخبرني عن الصلاة وحدودها، فقال له (5) الصادق (ع): «للصلاة أربعة آلاف حدّ لست تؤاخذ بها».
فقال: أخبرني بما لايحلّ تركه ولاتتمّ الصلاة إلّا به، فقال أبوعبداللَّه(ع): «لاتتمّ الصلاة إلّا لذي طهر سابغ، وتمام‏(6) بالغ، غير نازع ولا زائغ، عرف فوقف، وأخبت (7) فثبت، وهو واقف بين اليأس والطمع، والصبر والجزع، كأنّ الوعد له صُنع والوعيد به وَقع، بذل عَرَضَه (8). وتمثّل غَرَضَه‏(9)، وبذل في اللَّه المهجةَ، وتنكّب إليه المحجّة (10)، غير مرتغم بإرغام (11) يقطع علائق الاهتمام، بعين (12) من له قصد، وإليه وفد، ومنه (13) استرفد، فإذا أتى بذلك كانت هي الصلاة التي بها اُمروا وعنها اُخبروا، إنّها هي الصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر.

 

 
فالتفت المنصور إلى أبي عبداللَّه (ع) فقال له: يا أبا عبداللَّه، لا نزال من بحرك نغترف، وإليك نزدلف (14)، تُبَصِّر من العمى، وتجلو بنورِك الطخياء(15)، فنحن نقوم في سبحات قدسك، وطامي (16) بحرك (17).
أقول: وربّما لا أذكر صورة ألفاظ النيّات في كثير من مواضع العبادات، اتّكالاً على ما نبّهت عليه في خطبة هذا الكتاب، من كون العبد يعبد اللَّه جلّ جلاله لأنّه أهل للعبادة، وأوضحت ذلك على وجه الصواب، ولأنّ قصد الإنسان للعبادة كما نشير إليه هو النيّة، وما ذلك ممّا يخفى عليه.
أفلا ترى مولانا الصادق (ع) لمّا ذكر شروط الصلاة، ما احتاج إلى ذكر نيّتها، لأنّها تدخل فيما أشار (ع) إليه.

شاهد أيضاً

[ يا أَيُّها الصَّدْرُ الشَّهِيدُ الْبَطَلُ ] – قصيدةٌ من ديوان السّباعيّ الذّهبيّ في الشّعر العربيّ

[ يا أَيُّها الصَّدْرُ الشَّهِيدُ الْبَطَلُ ] – قصيدةٌ من ديوان السّباعيّ الذّهبيّ في الشّعر ...