الرئيسية / *الأمام الخامنئي / تحسين أوضاع العامل تعني تحسين أوضاع البلاد

تحسين أوضاع العامل تعني تحسين أوضاع البلاد

قائد الثورة الإسلامية المعظم خلال لقائه آلاف العمّال من أنحاء البلاد:

تحسين أوضاع العامل تعني تحسين أوضاع البلاد

إستقبل قائد الثورة الإسلامية المعظم سماحة آية الله الخامنئي آلاف العمال من جميع أنحاء البلاد، وذلك بمناسبة الأسبوع الوطني للعمل والعمّال في البلاد، وأشار سماحته خلال اللقاء الذي جرى صباح اليوم (الأربعاء: 2024/4/24) في حسينية الإمام الخميني (رض) الى الدور الرئيسي للمجتمع العمّالي في تحقيق قفزة الإنتاج وتحسين الوضع الاقتصادي في البلاد، وأوضح سماحته واجبات المسؤولين لحل مشاكل المجتمع العمّالي الكادح والنبيل، وأضاف: إن الوضع الجيّد للمجتمع العمّالي يجعل وضع الشعب جيداً أيضاً.

واعتبر سماحته الهدف الحقيقي لأمريكا والغرب من العقوبات والضغوط على إيران هو الاستسلام وانقياد الشعب والبلاد لهم تماما وأضاف: ان شعب إيران العظيم والأصيل والجمهورية الإسلامية لن يستسلما أمام الغطرسة والتجاوزات، وسيصلان الى اُفق المستقبل الوضّاء بتحويل العقوبات إلى فرص للتقدّم والازدهار.

ووجّه سماحة آية الله الخامنئي خالص الشكر والتقدير لجهود المجتمع العمّالي ونبله وجهده، واعتبر سماحته قبلة النبي (ص) على يدي العامل، أسمى تكريم للعمل والعمّال وأضاف: إن الإسلام يولي قيمة جوهرية واحتراماً للعمل، وبناءً على تعاليم القرآن والاحاديث، فإن جهد كل إنسان في كسب الرزق والخبز الحلال، مثل العبادات، يعتبر عملاً صالحاً.

واعتبر سماحته اهتمام الرأي العام بـ “نظرة الإسلام للعمل والعامل” ضرورة مهمة وأساساً لتقدم البلاد، وأضاف: إن العالم المادي يولي الاهمية للعامل، فقط كوسيلة لإنتاج الثروة، أما الإسلام، فبفضل إيلائه القيمة الأساسية للعمل، يَعتبِر العامل ذا قيمة جوهرية، بحيث أنه بحسب قول النبي (ص) فإن الله يحب كل من يؤدي عمله بشكل صحيح ومتقن وراسخ.

واعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم الاعتماد على النقاط الاقتصادية الحساسة في تسمية السنوات الأخيرة، نتيجة لأهمية القضية الاقتصادية، مؤكدا أن العامل الماهر والنشيط والمتحفز هو عماد “القفزة الإنتاجية”، وأوضح سماحته: إن تحقيق شعار هذا العام بناءً على رأي الخبراء والمختصين، يتطلب مشاركة الشعب، وفي هذه الحالة ستتقلص المشاكل ومع تعزيز اقتصاد البلاد ستتحسن معيشة العامل.

ووصف سماحته العامل ورجل الأعمال بأنهما زميلان في الخطوط الأمامية للحرب الاقتصادية التي يفرضها الأعداء على الشعب الإيراني وأضاف سماحته: كلما زاد عمل هذين العنصرين الرئيسيين في الحرب ضد أمريكا، وكلما زاد مجال الجهد الفعّال لهما، كلما زاد نجاح الوطن والشعب.

وأشار سماحته بأنه وفقاً للإحصائيات يمثل المجتمع العمّالي وأسرهم المحترمة، حوالي نصف سكان البلاد، مؤكداً في خطابه للمسؤولين: إذا أصبح وضع المجتمع العمّالي جيداً، فإن أوضاع نصف المجتمع على الأقل ستصبح جيدة، وهذا مهم للغاية.

وفي معرض شرحه لواجبات المسؤولين والمؤسسات تجاه مجتمع العمال، اعتبر سماحته ضمان الأمن الوظيفي من أهم القضايا وأضاف: العامل الذي يعمل بقناعة ونبل يجب أن يكون واثقاً من مستقبله المهني.

وأشار قائد الثورة الإسلامية المعظم إلى إغلاق وحدات الإنتاج وحتى المصانع الكبيرة في بعض الأحيان، وأضاف: في العام أو العامين الأخيرين تم إحياء آلاف المصانع المغلقة أو شبه المغلقة، ويجب الاستمرار في هذا العمل المهم.

واعتبر سماحته سلامة القوى العاملة وتحسين مهارات العمل، إحتياجين آخرين لمجتمع العمل وأضاف: إن زيادة مهارات ومعارف القوى العاملة تساعد على تقدّم البلاد وزيادة مستوى جودة العمل، ويعود بالنفع على العمّال وأصحاب العمل.

واعتبر سماحته التعليم فعّالا للغاية في المساعدة على تحسين المهارات في البلاد، وأضاف: يمكن للمدارس والمدارس الثانوية والجامعات توفير التدريب الفني والمهني بالإضافة إلى التدريب النظري، ومن خلال منح شهادات المهارات، يمكنهم مساعدة الشباب في الحصول على العمل المناسب.

وفي جانب آخر من كلمته، اعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم أنه من المستحيل الحديث عن القضايا الاقتصادية دون الالتفات إلى العقوبات الموصوفة بأنها غير مسبوقة بحسب الولايات المتحدة والأوروبيين، وقال سماحته: الغربيون يكذبون في الهدف من وراء فرض العقوبات على ايران بطرحهم قضايا مثل الأسلحة النووية وحقوق الإنسان ودعم الإرهاب.

وفي شرحه لتناقضات الغربيين وتبريراتهم الكاذبة، أشار سماحته إلى مثال غزة وأضاف: في نظرهم، فإن الأشخاص الذين يتعرّضون للقصف في غزة هم إرهابيون، لكن الحكومة الصهيونية الخبيثة والمزيّفة والقاسية التي قتلت ما يقرب من 40 ألف شخص، بينهم عدة آلاف من الأطفال، في غضون ستة أشهر، ليست إرهابية.

واعتبر سماحة آية الله الخامنئي إن الهدف الحقيقي للمناوئين للجمهورية الإسلامية الايرانية هو تضييق الخناق عليها للانصياع لخطوط الاستعمار والاستكبار والاستسلام لغطرستهم ، وأضاف: إن البعض – نتمنى ان تكون نواياهم خيّرة – ينصحون دائماً بالقبول بأحد مطالب أمريكا ليتم حل المشكلة، في حين أن مطاليب وتوقعات الأميركيين لا نهاية لها.

وأشار سماحته إلى خطابه قبل سنوات حول الملف النووي وقوله إنه “على الأميركيين أن يحددوا إلى أي مدى سيرضون بتراجع إيران في الملف النووي”، وأضاف: إنهم ليسوا مستعدين أبداً لتعيين هذا الحد لأنهم يريدون من خلال التقدّم خطوة بخطوة، أن يتم في نهاية المطاف جمع المعدّات النووية للبلاد مثل تلك الدولة الواقعة في شمال إفريقيا، وإغلاق الصناعة النووية الإيرانية، في حين أن قطّاعات مختلفة مثل الصحة والطب وغيرها من المجالات تحتاج إلى نتائج الأنشطة النووية.

وأكد قائد الثورة الإسلامية المعظم مجدداً على الهدف الأساسي للأميركيين من العقوبات وهو الطاعة الكاملة والاستسلام لهم من قبل الشعب الإيراني والجمهورية الإسلامية في المجالات السياسية والاقتصادية، وأضاف: إنهم يريدون ان تكون ثروة وسمعة وسياسات إيران في أيدي اميركا، مثل بعض الدول، لكن الجمهورية الاسلامية والحمية الإسلامية والشعب الايراني العظيم والاصيل من المستحيل أن يخضع لغطرستهم.

ووصف سماحته العقوبات بأنها تُضر باقتصاد البلاد وتخلق مشاكل اقتصادية، لكنه أضاف أيضاً: هذه العقوبات نفسها أدت أيضا إلى ازدهار المواهب وظهور القدرات داخل البلاد.

واعتبر سماحة آية الله الخامنئي خلق الفرص من عداوة العدو، أنها من سمات الأمة الحية وأضاف: هذه هي نصيحتي الدائمة للشباب والمسؤولين والمواطنين الغيارى والمتدينين.

ووصف سماحته المنجزات التسليحية بأنها مثال على تحويل العقوبات إلى فرص، وأضاف: هذا التقدّم، الذي ظهر في مكان ما، جعل جميع الأعداء يتساءلون كيف تمكنت إيران الإسلامية من إنتاج هذا العدد الكبير من الأسلحة المتطورة في ظل ظروف العقوبات.

وأضاف قائد الثورة الإسلامية المعظم: سيتم إن شاء الله إنتاج أسلحة أفضل وأكثر تقدّماً، وطبعا التقدم لا يقتصر على الأسلحة، ففي مختلف القطاعات الطبية والصحية وبعض القطاعات الصناعية والهندسية، تُعد ايران من بين الدول المتقدّمة والبارزة في العالم. وفي الوقت نفسه، نحن متخلفون في بعض المجالات، والتي سوف نتقدّم فيها لو عملنا بجد ومثابرة.

واعتبر سماحته تأثير العقوبات بأنه آيل الى الانخفاض وأضاف: في الآونة الأخيرة، ورد في أحد تقارير المصادر الدولية تحقيق زيادة في الناتج القومي الإجمالي لإيران، مما يعني القيام بعمل أكثر وأفضل في البلاد.

وقال سماحته: لم يتم عقد الآمال على المساعدة من الخارج ولم تتمكن العقوبات من شل إيران ويجب تعزيز هذه الروح في البلاد.

وأشار سماحة آية الله الخامنئي الى مسيرات ومظاهرات الشعوب لنصرة الفلسطينيين ورفع أعلام فلسطين وحزب الله في شوارع أوروبا وأميركا، واعتبر إتهام الجمهورية الإسلامية الإيرانية بدعم الإرهاب بحجة دعم أهل غزة المظلومين، بأنه أدى الى فضيحة الموجّهين لهذا الاتهام وأضاف: الآن ليس الشعب الايراني فقط، بل كل الشعوب تدعم فلسطين.

وتساءل سماحة آية الله الخامنئي: هل هذا الفلسطيني الذي يقف ضد ظلم المستوطن الغاصب لأرضه هو إرهابي؟ هل جبهة المقاومة الأبية والمناهضة للظلم، هي جبهة إرهابية أم أولئك الذين يخلقون الكارثة بقصف الناس؟ وبالطبع هم لم يحققوا شيئاً ولن يحققوا شيئاً.

وفي تلخيصه لهذا الجزء من كلمته، قال سماحته: يجب أن يكون واضحاً لشعب إيران ومن الواضح أيضا أن سبب عداوة المتغطرسين له ليس الأكاذيب التي يطلقونها، بل حقيقة أن إيران المستقلة لا تخضع لتنمّرهم، وليست مستعدة لإتباع سياساتهم الفاشلة والمتخلفة وغير الناجحة والمخالفة لقيمها الإلهية وطبيعتها الإنسانية؛ سياسات يعترف بعض المحللين الغربيين بأنها تدمر سمعة أمريكا على مدى 200 عام.

وشدد قائد الثورة الإسلامية المعظم على أنه من العبث أن نتوقع من الشعب الإيراني العريق والأصيل أن يتبع هذه السياسات الفاشلة، وأضاف: إن الشعب الإيراني صامد وثابت، وبالطبع يجب أن نظهر وقوفنا في العمل والابحاث والوحدة الوطنية، وبهذه الطريقة، وبشرط تجنّب الكسل والتراخي، ستظهر من صلب المصاعب والمتاعب التي يفرضها المناوئون، المزيد من فرص التقدم والانفراجات، وسوف يصل الشعب الايراني إلى الأفق المشرق للمستقبل.

في بداية اللقاء تحدّث وزير العمل والتعاون والرعاية الاجتماعية السيد صولت مرتضوي عن خفض معدّل البطالة إلى 8.1 في المئة وحقيقة خلق مليون وظيفة في عام 2023 بإعتبارها من أهم إنجازات الحكومة في مجال التوظيف.

كما أشار السيد مرتضوي في تقريره إلى تطوير التأمين العام ، ومشروع بطاقات الدعم الإلكترونية لأكثر من 50 مليون شخص، ودفع رواتب المتقاعدين دون الاقتراض من البنوك، ودفع 160 ألف مليار تومان من التسهيلات المصرفية لقطاع الإنتاج، وتشكيل حوالي 300 تعاونية إسكان عمّالية في جميع أنحاء البلاد.

شاهد أيضاً

مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم 14

الصادق جعفر بن محمد، ثم الكاظم موسى بن جعفر، ثم الرضا علي بن موسى، ثم التقي محمد بن ...