باكستان على الحياد. وتركيا موقفها «متطابق» مع إيران. مصر لم تحسم موقفها بعد، لكن يبدو من الصعب مشاركتها في عدوان بري في غياب اسلام اباد. الرياض وحيدة، هي وطائراتها في مواجهة المدنيين اليمنيين.
فهل تتلقف الجهود الدبلوماسية للحل؟
تطور مفصلي شهده مسار العدوان السعودي على اليمن تمثل امس باعلان اسلام اباد «الحياد» لتتمكن من القيام بجهد دبلوماسي للحل، تقاطع مع رغبة أنقرة التي أكدت «تطابق» مواقفها مع طهران. وفي وقتٍ لم تسجّل فيه العمليات العسكرية الجوية والبحرية أي هدفٍ من الأهداف التي حدّدتها الرياض مع بدء العدوان، ولا سيما عودة الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي إلى عدن وممارسة مهماته كرئيسٍ شرعي، تتجه الأنظار اليوم إلى الموقف المصري، وخصوصاً بعد لقاء وزيري الدفاع المصري والسعودي في الرياض.
وفيما لم تفلح العمليات حتى الساعة في تقويض القوة الميدانية لـ»أنصار الله» والجيش، شنّت طائرات العدوان يوم أمس، هجمات كثيفة على الجنوب، تحديداً محافظة شبوة التي تمكنت الجماعة من تحريرها قبل يومين، من عناصر «القاعدة»، في ما وُصف بأنه انتقامٌ للتنظيم الذي مني بخسائر كبرى في الأيام الماضية في مناطق كانت تُعدّ معقلاً له منذ سنوات.
وبعد أيامٍ من مناقشة البرلمان الباكستاني لطلبٍ سعودي بالتعاون العسكري الباكستاني في الحرب على اليمن، أقر البرلمان، بالاجماع أمس، مشروع قانون يحث البلاد على «الالتزام بالحياد» في الحرب الدائرة في اليمن، مؤكداً في الوقت نفسه على الدعم للسعودية. ودعا قرار البرلمان الفصائل كافة في اليمن إلى حلّ خلافاتها سلمياً، معبراً عن «قلقه الشديد لتدهور الوضع الأمني والإنساني في اليمن وتداعيات ذلك على السلام والاستقرار في المنطقة». وأضاف أن البرلمان «يود أن تلتزم باكستان الحياد في الصراع في اليمن حتى تتمكن من اداء دور دبلوماسي وقائي لإنهاء الأزمة». وقال وزير الإعلام الباكستاني، برويز رشيد، «هذه هي المرة الأولى التي لا تُصنع فيها السياسة الخارجية الباكستانية خلف الأبواب المغلقة»، مضيفاً انها «المرة الأولى التي تصنع فيها السياسة من خلال البرلمان وممثليه الذين اختارهم 180 مليوناً من سكان البلاد. كل كلمة في مشروع القرار لها قدسية»