الرئيسية / تقاريـــر / الاعلام المأجور استخفاف بالعقل العربي – رائد دباب

الاعلام المأجور استخفاف بالعقل العربي – رائد دباب

لطالما سمعنا في الفترة الاخيرة تصاعد نبرة بعض الابواق العربية المستفيدة او المأجورة في الترويج لأمرين، الأول التدخل الفارسي والثاني الذي يصنفونه اصحاب الثروة من البادية العربية بالمد الايراني الشيعي الذي اصبح عند البعض يتجاوز خطر العدو الصهيوني وذلك في مؤامرة مكشوفة لدى أولي الالباب من المثقفين العرب.

فحين يتحدث هؤلاء عن تدخل ايران في الامن القومي العربي ( لو بقي امن عربي حقا) . هم من البداوة بمكان بحيث يصورن ايران وكأنها على كوكب اورانوس وتتدخل في شؤون العرب على كوكب الارض . متناسين ان لأيران حدود برية تبلغ حوالي 1200 كيلومتر مع العراق فقط ، ناهيك عن الحدود البحرية المشتركة مع مجلس التعاون في الخليج الفارسي . وكما قيل من قبل ،

من كان بيته من زجاج لا يرمي بيوت الاخرين بالحجر. ومن يتحدث عن خطر تدخل الاخرين لايبدأ بالتدخل في شؤونهم … ولنعيد الذاكرة علها تنفع الذكرى كي لايستخف اصحاب الثروة بالعقل العربي الاصيل الذي حمل آخر رسالات السماء الى العالم .فلو عدنا الى عام 1979 سنعرف معنى التدخل ومن بدأ هذا التدخل . فبينما رفضت حتى امريكا من استقبال الشاه على اراضيها ولم تتقبل حضوره حتى دول امريكا الجنوبية ، استقبلته الحكومة المصرية بكل حفاوة ، ولم يروا ذلك تجريحا للشعب الايراني .

ولان السعودية كانت مسرورة من سقوط الشاه وخائفة من الشاه الجديد المتمثل بصدام حسين الذي اصبح البديل لأخذ الاتاوة من دول الخليج الفارسي. دعوه الى السقيفة ونفخوا فيه وحرضوه على ايران ووصفوها بالرياح الصفراء وهي لازالت فتية لم تبدي أي تهديد لأحد الا للكيان الصهيوني . وانطلت الخدعة والوعود على صدام وكانت المعادلة ،المال مقابل اشغال صدام وتدمير القدرات العراقية ووأد الثورة الايرانية الفتية (عصفورين بحجر واحد) فبدأ الهجوم البري على ايران برا وبحرا وجوا ،

الم يكن ذلك تهديدا للامن القومي الايراني ، وهل ايران كانت تهدد امن الاردن حين سحب الملك حسين واطلق قذيفة المدفع متبخترا الى جانب صدام المقبور، الم تكن اموال الخليج الفارسي وسلاحها والمرتزقة من السودان ومصر واستخدام الاراضي الكويتية لضرب ايران تدخلا في الشأن الايراني ؟ وهل الامن القومي هو من جانب واحد ؟

ثم بمن قاتل صدام الجمهورية الاسلامية ؟ الم يقاتل بالشعب العراقي سنة وشيعة ويسمونهم اليوم بالروافض؟ كل هذا وغيره كثير، ولم تكن لايران قناة فضائية خبرية مقابل كل التضليل والتهويل من عشرات القنوات المدعومة بدول النفط العربية ضد الجمهورية الاسلامية . حتى جاء عام 2003 وظهرت قناة العالم الاخبارية لتسجل حضورا فاعلا وصادقا على الساحة الاقليمية . وبدئت تنسج خيوط الحقيقة الاعلامية الملتزمة ،

لتعري بذلك كذب واباطيل الاعلام المأجور . فمن الطبيعي ان تضطرب قنوات التضليل وتروج لاتهامات لاوجود لها على ارض الواقع .ويبدو هذا الاستياء والعداء اوضح حين تقول الجزيرة مايلي
وصفت القنوات الناطقة باسم طهران والمؤيدة لها عملية “عاصفة الحزم” التي شنتها دول عربية على المقاتلين الحوثيين باليمن “بالعدوان السعودي”، “والمخطط الأميركي السعودي”. … فهل حقا زورت قناة العالم واقعا ملموسا حين سمت الاشياء بمسمياتها ،ام أن الجزيرة واخواتها لازالت تسخف بالعقل العربي . أم هي سياسة اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الاخرون؟ وكما يقال تعرف الاشياء باضدادها ولا يمكن حجب الشمس بغربال …. فلو عدنا الى الجزيرة نفسها ،

فهل ينكر احد وجود برنامجها الاسبوعي الثابت الذي يسمى بالاتجاه المعاكس ، وبنظرة سريعة على مجريات هذا البرنامج والمواضيع التي ينتخبها والضيوف الذين يدعوهم ،

سيعرف كل لبيب ما تكرس له الجزيرة من خلال هذا البرنامج . فلماذا للأتجاه المعاكس ومن خلفه الجزيرة وقطر الحق في الاستخفاف بعقل الشعوب العربية في بث الطائفية المصطنعة ومساعدة الكيان الصهيوني في الاستفراد بالشعب الفلسطيني المظلوم .

في حين اذا ما جائت قناة العالم وصححت البوصلة نحو عدو الامة الاسلامية عامة والعربية خاصة .

وسمت العدوان عدوانا فهذه مصيبة لاتغتفر…هل يختلف اثنان ان امريكا هاجمت العراق تحت ذريعة الاسلحة المحرمة وقتلت الشعب العراقي ؟ فاذا ما جائت قناة لا تريد الانبطاح امام الارادة الاستعمارية كقناة العالم الاخبارية ،

وسمت ذلك الاجتياح بالاحتلال الامريكي فهل ظلمت امريكا والواقع الموجود على الارض لانها لم تسميها كما سمتها العربية والجزيرة وغيرها بحرب تحرير العراق ارضاءا للمحتل الذي لازال يهدر الدم العربي الاحمر ويأخذ دمهم الاسود ايضا بثمن بخس حتى يصيرها قذائف وطائرات تذبح اطفال غزة العرب والمسلمين …

ولو لم تكن هذه الابواق الاعلامية المأجورة لكان الشباب العربي اليوم ينعم ولو بزهرة من الربيع العربي المزعوم … انه استخفاف بالعقل العربي المتعب اساسا من الاعيب المتخمين باموال النفط حتى اصبحوا يضنون انفسهم من الدول العظمى. وهذا ما يذكرنا بالضفدعة التي نفخت نفسها كي تصير بحجم البقرة فانفجرت … والحليم تكفيه اشارة.