وقفة تأملية
التدبّر في آيات الخلق وأحوال الأمم الغابرة:
حثّ القرآن الكريم على التدبّر في آيات الخَلقِ واستكشاف مظاهر العظمة الإلهيّة الكامنة فيها؛ بوصفها حاكية عن وجود مدبّر حكيم يرجع إليه أمر هذه الآيات الكونية الباهرة:
وقال تعالى: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾36.
وقال تعالى: ﴿وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لَّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾37.
قال تعالى: ﴿أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ *وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ﴾38.
فالتفكّر في هذه الآيات الكونية الزاهية بجمال مبدعها؛ يقود النفس إلى إدراك عظمة هذا الصانع الحكيم والقدير، وجزيل نعمه التي أسبغها على الخلق أجمعين.
كما حثّ القرآن الكريم على الاستفادة من أحوال الأمم والمجتمعات الغابرة، واستلهام الدروس والعبر من أحوالها الماضية؛ حيث إنّهم انصرفوا عن الاستجابة لدعوة الحقّ تعالى وانقطعوا إلى الأسباب الزائفة؛ فأصابهم ما أصابهم من خزي وعذاب أليم.
قال تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾39.
وقال تعالى:﴿قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذَّبِينَ﴾40.
________________________________________
36- آل عمران: 190-191.
37- الجاثية: 13.
38- الغاشية: 17-20.
39- يوسف: 111.
40- آل عمران: 137.
شاهد أيضاً
مركز السيدة زينب الطبي يستخدم احدث الاجهزة المختصة في مجال فحص العيون
استخدم مركز السيدة زينب (عليها السلام) الطبي التابع لقسم الشؤون الطبية في العتبة الحسينية المقدسة ...