اكد رئيس مجلس الشورى الاسلامي علي لاريجاني بان الغرب اثار ضجة مفتعلة حول موقع “بارتشين” العسكري قرب طهران للتاثير على الساحة الدولية.
وفي تصريح ادلى به للصحفيين يوم السبت لمناسبة يوم الصحفي، اعتبر لاريجاني ان الساحة الدولية تعج بالكثير من القضايا القاسية وقال، ان الجميع يعلم بان الحرب المفروضة (من قبل النظام العراقي السابق خلال الفترة 1980-1988) كانت حربا ظالمة اثاروها ضد ايران وفي القضية النووية ايضا واجهنا ظروفا معينة ومن المقرر ان ندخل مشهدا اخر بعد مضي 12 عاما عليها.
واشار الى اننا اليوم نشهد ظروفا جديدة بشان القضية النووية واضاف، ان المهم ان نعلم باننا مضينا بدقة في هذا المسار على مدى 12 عاما وان متابعتنا للقضية خلال العامين الاخيرين لم يكن نابعا من رؤية تكتيكية بل وفق خطة مدروسة نوقشت في مختلف الاجتماعات.
وقال لاريجاني، انه تم بحث ودراسة جميع نواحي القضية ولم يكن امرا يقرره شخص واحد او بناء على مقترح سطحي، بل كان طريقا اختاره النظام.
ووصف المفاوضات النووية بانها كانت من ضمن اصعب المفاوضات على مر التاريخ وشهدت الكثير من النقاشات المحتدمة، وما نشهده اليوم مصاغا على الورق يمثل وجها واحدا من المفاوضات النووية وهو بالطبع اطارها الاساس.
واعرب عن اعتقاده بان اولئك الذين خلقوا التحديات امام ايران على مدى الاعوام الـ 12 الماضية سيتخذون نهجا مشاكسا بعد المصادقة على الاتفاق ايضا كالضجة التي افتعلوها حول موقع “بارتشين”، بغية التاثير على الساحة الدولية، واضاف، ان محاولتهم تعميم الانشطة الجارية في (منطقة) “بارتشين” على المعسكر واثارة الضجيج حول ذلك انما هي رواية مفبركة هدفها التاثير على الساحة الدولية.
يذكر ان وسائل اعلام اميركية زعمت قيام ايران بعملية تطهير لموقع “بارتشين” فيما كانت الحقيقة اجراء عملية ترميم وتعبيد طريق في منطقة “بارتشين” خارج الموقع العسكري مما استدعى القيام باعمال انشائية هندسية واستخدام مكائن ثقيلة لهذا الغرض.
واعتبر الاتفاق النووي بانه لا يعود بتداعيات مضرة للبلاد، موضحا بان الاتفاق يتضمن قضيتين مهمتين؛ الاولى الغاء الحظر الاقتصادي والثانية تثبيت حق ايران بتخصيب اليورانيوم وهو امر مهم جدا، ومن ثم التوجه نحو الطابع الصناعي في هذا المجال بعد فترة زمنية معينة.
واضاف، ان اجراءات الحظر الاقتصادي يجب ان تزال وفقا للاتفاق وقد جاء في فقرات منه كلمة “الالغاء” وفي فقرات اخرى “التجميد” والسؤال المطروح هنا هو هل ان الغاء الحظر سيتم في الحقيقة ام لا؟.
وفي جانب اخر من حديثه اشار الى احداث المنطقة الملتهبة وممارسات الغرب غير الناضجة في التعاطي مع القضايا ومنها القضية السورية واضاف، ان الغرب يقول بانه يتصدى لداعش ولهذا السبب فقد شكّل تحالفا ضده لكننا نرى من جانب اخر بانهم يقصفون الاخرين بدلا عن داعش في غاراتهم الجوية، ولقد سمعت على سبيل المثال بانه من بين 300 طلعة جوية تم استهداف داعش في 3 منها فقط فيما تم في بقيتها قصف المناطق الكردية في سوريا، اذن اي تحالف هذا؟.
واكد بان الغرب خاطئ لو تصور بانه يمكنه تحويل سوريا الى ليبيا جديدة بتصرفاته غير المدروسة، لان سوريا تحظى بقوة عسكرية قوية كما ان تحقيق هذا المخطط لا يصب في مصلحة الغرب ايضا.
واوضح انهم قد اشعلوا نار الحرب وارتكبوا المجازر بدعمهم لرئيس جمهورية مفلس في اليمن واضاف، انهم بتصرفهم هذا قد ساقوا التيارات الارهابية بايديهم الى المنطقة.
وصرح لاريجاني بانه كما تصرف الغرب بصورة غير مدروسة فقد خلق التيارات والجماعات الارهابية وهو ما حدث في افغانستان وكذلك في العراق واليوم في اليمن.
واكد رئيس مجلس الشورى الاسلامي بان الغرب قد اوجد الجماعات الارهابية بيده وخلق المشاكل للمنطقة واضاف، ان ظروف المنطقة اليوم حساسة جدا وبحاجة الى الدقة في الرؤية.
واكد بانه على الغرب ان يعلم بان التيارات الارهابية التي خلقها بنفسه سترتد عليه يوما ما وينتهي الامر بما يضره.