فادت مصادر وكالة “تسنيم” الدولية للانباء ، اليوم الثلاثاء ، ان الجيش اليمني ومعه “أنصار الله” ، استعادوا زمام المبادرة بعد دخول «الكورنيت» الحرب حيث قاموا امس بهجمات على طريقة حرب العصابات، مستخدمين لأول مرة ، صواريخ «كورنيت» المضادة للدروع ، موقعين خسائر كبيرة في صفوف الغزاة وعملائهم، وذلك بعدما تدخلت قوات الغزو الاماراتية والسعودية مباشرة بالمعارك داخل اليمن وحققت خروقات مهمة بمحافظات جنوبية أبرزها عدن ولحج وابين، فيما الخلافات خرجت للعلن بعدد من مناطق الجنوب !
فبينما تنتظر مفاوضات مسقط عودة المبعوث الدولي اسماعيل ولد شيخ من زيارة سريعة للسعودية ، طرأت تطورات “نوعية” على الواقع الميداني في اليمن تمثلت في لجوء قوات «أنصار الله» الى استخدام صواريخ الكورنيت المضادة للدروع في المواجهات القائمة مع قوات الغزو الاماراتية و السعودية و عملائهما في عدد من المحافظات الجنوبية .
و افادت مصادر ميدانية أن مجموعات خاصة من «أنصار الله» عملت أمس على نصب مجموعة من الكمائن للقوافل المدرعة التابعة لقوات الغزو ، و من ثم أمطرتها بعدد من صواريخ الكورنيت الروسية الصنع، ما أدى الى مجزرة حقيقية بدبابات «لوكلير» Leclerc التي تستخدمها القوات الإماراتية .
وتحدثت المصادر الميدانية عن «محرقة إماراتية» حصلت أمس في كل من منطقة كرش في محافظة لحج ، و في معسكر النصر في خور مكسر في عدن ، و على طريق العلم بين عدن و أبين وداخل أبين نفسها ، مع الاشارة الى أن دولة الامارات تعتمد بقوة على هذه الدبابة ، وهي دبابة قتال رئيسية من صنع فرنسا معروفة بـ«الأي أم أكس ــ 56 لوكلير» . و هي تستخدم حالياً من قبل الجيش الفرنسي (أرسل منها عينة الى جنوب لبنان بعد حرب عام 2006) ، و دخلت الخدمة عام 1995 مع جيش الإمارات الذي اشترى منها 388 دبابة . وقد عمد الاماراتيون الى إرسال العشرات منها الى اليمن خلال الاسبايع الثلاثة الماضية، ونشرها في بعض مناطق عدن و أبين و لحج .
و قالت المصادر إن عدداً غير قليل من الدبابات والآليات والسيارات قد دمّر جراء صليات عدة من الصواريخ المضادة للدروع ، و إن جنديين إماراتيين على الاقل و6 عناصر من «مرتزقة العدوان» لقوا مصرعهم جراء تدمير آليتهم العسكرية المدرعة أمام معسكر النصر في خور مكسر ، بينما لم يتم إحصاء بقية الخسائر في المناطق الاخرى ، علماً بأن خمسة إماراتيين كانوا قد لقوا مصرعهم على طريق عدن ــ أبين قبل يومين.
وبحسب المصادر ذاتها ، فإن الايام القليلة الماضية شهدت مراجعة ميدانية من قبل الجيش اليمني و«أنصار الله» ، انتهت الى وضع خطة تحرك مختلفة عن السابق ، وتقدمت مجموعات مجهزة بالصواريخ الموجهة لتحتل مواقع متقدمة في جبل يسوف المشرف على مناطق رئيسية في أبين ، وعمدوا الى قطع الطرقات بالنار ، ثم أمكنهم ترك المدرعات تتقدم قبل أن يتم ضربها مباشرة و تحقيق إصابات كبيرة، وحتى التقدم صوب القوافل وغنم العديد من الاسلحة والمدرعات. وفي موازاة ذلك ، تقدمت مجموعات إضافية من «أنصار الله» الى المنطقة وتموضعت على كامل التلال المشرفة على أبين ، بينما ظهرت مجموعات تعمل خلف خطوط انتشار قوات الغزو الاماراتية في مدينة عدن نفسها .
من جهة ثانية ، بدأت الخلافات تخرج الى العلن في عدد من مناطق الجنوب ، بعد محاولة قوات الغزو الاماراتية فرض قواعد على تحرك الفصائل المقاتلة هناك ، وسعي الفار للرياض عبد ربه منصور هادي الى وضع تشكيل عسكري خاص . لكن المشكلة الأبرز كانت في انتشار الأنباء عن وصول علي محسن الاحمر الى عدن ، و الأخير أحد قادة الشمال المكروهين جنوباً ، و متّهم بالعمل مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح على ضرب الجنوب. وهو الآن يعمل بإمرة السعودية. هذا وتفيد الانباء الواردة أن دعوات خرجت أمس إلى أبناء عدن بالتظاهر احتجاجاً على وجود الاحمر ، وسط عمليات استنفار ذات طابع أمني و عسكري ، و لجوء بعض الفصائل الى إطلاق النار على كل تجمّع يضمّ يمنيين من أبناء الشمال . أما في حضرموت ، فقد وُجّه إنذار الى مجموعات «القاعدة» بوجوب إخلاء المدينة خلال ساعات قليلة ، وبالفعل تم انسحاب قوة «القاعدة» من معسكر الريان القريب من مطار المكلا من مخابئهم في الوديان التابعة لقبائل العكابرة القريببن من المكلا . وتعيش مدينة المكلا حالة استنفار ، حيث تنتشر نقاط التفتيش وتُسحب الآليات المعطلة .