السلام عليكم نحن نعلم أنّ كتب الشيعة ليست كلّها صحيحة، ففيها أحاديث قوية وفيها السقيم، فهل الأحاديث التي ذكرت في إيمان أبو طالب في كتب الشيعة صحيحة؟ وإن كانت صحيحة نريد أسماء العلماء الذين صحّحوها، وشكراً.
الجواب: الاخ احمد المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك أدلّة كثيرة على إيمان أبي طالب(عليه السلام) حتّى أنّها احتاجت في ذكرها لتأليف المؤلّفات، ولا يسعنا في هذه الأسطر ذكر كلّ الروايات التي تشير لذلك، بل نحن نرشدك لقراءة ما كتبه علماء الشيعة عن أبي طالب(عليه السلام) ونذكر لك من الكتب ما يلي:
1- إيمان أبي طالب، للشيخ المفيد.
2- الحجّة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب، لشمس الدين أبي علي فخار بن معد الموسوي.
3- أبو طالب حامي الرسول(صلّى الله عليه وآله وسلّم) وناصره، للشيخ نجم الدين العسكري.
4- إيمان أبي طالب، للشيخ الأميني.
5- أبو طالب مؤمن قريش، للشيخ عبد الخنيزي.
ومع ذلك فنحن نذكر لك بعض من تلك الروايات:
الأولى: في أمالي الصدوق: ((عن ابن الوليد، عن الحسن بن متيل الدقّاق، عن الحسن بن علي بن فضّال، عن مروان بن مسلم، عن ثابت بن دينار الثمالي، عن سعيد بن جبير، عن عبد الله بن عبّاس: أنّه سأله رجل، فقال له: يا ابن عمّ رسول الله، أخبرني عن أبي طالب، هل كان مسلماً؟
فقال: وكيف لم يكن مسلماً، وهو القائل:
وقد علموا أنّ ابننا لا مكذّب ****** لدينا ولا يعبأ بقيل الأباطل
إنّ أبا طالب كان مثله كمثل أصحاب الكهف حين أسرّوا الإيمان وأظهروا الشرك، فآتاهم الله أجرهم مرّتين))(1).
وسند هذه الرواية معتبر؛ فمحمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، قال عنه النجاشي: ((شيخ القمّيين وفقيههم ومتقدّمهم، ووجههم… ثقة ثقة, عين, مسكون إليه))(2).
أمّا الحسن بن متيل، فقد وصفه النجاشي والطوسي والعلاّمة بـ: ((وجه من وجوه أصحابنا، كثير الحديث))(3)، وصحّح العلاّمة (رحمه الله) طريق الصدوق (قدس سره) إلى جعفر بن الناجية والحسن بن السري وفيها الحسن بن متيل(4).
وقال الشيخ الطوسي عن الحسن بن علي بن فضّال: ((ثقة في الحديث ورواياته))(5).
وأمّا مروان بن مسلم، فقد قال النجاشي عنه: ((كوفي ثقة، له كتاب يرويه جماعة))(6).
وأمّا ثابت بن دينار، أبو حمزة الثمالي، فقد قال عنه النجاشي: ((كوفي ثقة))(7).
أمّا سعيد بن جبير، فقد روى الكشي عن الصادق(عليه السلام): (أنّ سعيد بن جبير كان يأتم بعليّ بن الحسين(عليهما السلام)، وكان عليّ(عليه السلام) يثني عليه، وما كان سبب قتل الحجّاج له إلاّ على هذا الأمر وكان مستقيما)(8).
أمّا عبد الله بن العبّاس، فهو حبر الأمّة، وقد قال عنه العلاّمة في (الخلاصة) أنّه: ((كان محبّاً لعليّ(عليه السلام) وتلميذه, حاله في الجلالة والإخلاص لأمير المؤمنين(عليه السلام) أشهر من أن يخفى))(9).