الرئيسية / الاسلام والحياة / الإهتداء من الأثر على المؤثر لا يحتاج إلى تعلّم

الإهتداء من الأثر على المؤثر لا يحتاج إلى تعلّم

طبعاً هذا الأمر فطري ويكفي فيه مجرّد الإلتفات له، وهو لا يحتاج إلى الدرس ولا إلى التّعلُم، وهو ليس فيه أيّ مشقة فالإلتفات إلى الشيء من جهة كونه أثراً يجعل الإنسان ينتبه فوراً إلى أنّ له مؤثراً، فهذا الحادث له محدث وهذا الممكن ينتهي بالتأكيد إلى واجب أي الشيء الذي لا يكون الوجود عين ذاته فمن الممكن أنْ يكون أو لا يكون، فإذا كوِّن، حتماً فإن هناك قدرة أرادت فأوجدته.
لقد ذكّر القرآن الكريم الإنسان كثيراً بهذا النوع من المعرفة الإستدلالية منها ما جاء في سورة الروم المباركة في عدة آيات بهذا المضمون فقد ذكّر أوّلاً بخلق الإنسان من التراب وهو ما تمّ شرحه سابقاً.
القرآن دائماً يُذكر بخلق الإنسان:
هذه الحادثة والمراحل التي طواها هذا التراب منذ البداية فبلغ مرحلة النطفة ومن ثم التغير الكمي والكيفي وظهور جهاز البدن العظيم… الأعضاء المختلفة من كلية، وكبد، وقلب، وأمعاء وغيرها… كذلك الحواس الخارجية من عين وأذن وغيرهما بحيث لو كان جزءاً من أجزائها غير موجود لكان الجسم لذلك ناقصاً. وكمثال على ذلك، الـ (248) عظماً التي إن نقصت واحداً عُدّ الجسم ناقصاً. فانظروا كيف خلقناكم من التراب. إن هذا الحادث أي ظهوركم دليل على أية قدرة لا متناهية، على أي رسام رسم على هذا النحو. إنّ الرسم يجب أنّ يتم فوق جسم جامد وفي جوٍّ منير وعلى السطح بينما يد القدرة الإلهية قامت بذلك على قطرة الماء السائلة التي هي النطفة وفي الظلمات الثلاث ظلمة الرحه والمشيمة والبطن وفي باطن النطفة وليس على سطحها، ولهذا فهي فاقدة لشرائط الرسم الثلاثة.
إن تشكّل الأعضاء داخل جوف البدن هو الآخر أمر عجيب فشكل القلب الصنوبري له حكمة وكذلك شكلا الكبد والرّئة فكل منهما يناسب صاحبه، وكما أنّ الرسم العادي يدل على قدرة الرسّام كذلك هذا الرسم الإلهي فيما يتعلق بجسم الإنسان كم له من دلالة؟
الذكر والأنثى والمحبة بينهما من آيات الله:
يقول تعالى في الآية التالية من سورة الروم: (وخلق لكم من أنفسكم أزواجاً).
أرجو أن تمعنوا النّظر في مسالة الذكر والأنثى والمرأة والرجل… كيفية خلقهما والإختلاف الذي لهما في ما بينهما وما جعله الله من أمر الرحم في ما يعود إلى وضعه وإلى شرائط إستقرار الطفل داخله ونموه وكيفية الولادة.
لقد جعل الله المرأة سكناً للرجل، وإنّ جميع الإضطرابات التي تحصل للرجل تزول عند ملاقاته زوجته. قبل الزواج ربما لا يكون أحد قد رأى الآخر بتاتاً ولكن أي ألفة هذه التي يلقيها الله تعالى فيما بينهما فيصبح أحدهما منفس كرب الآخر. إن هذا من آيات الله الكبرى.

 

شاهد أيضاً

الفكر معيار قيمة الانسان – بالتفكّر تتكامل المعرفة الفطرية

بداية الدين الإلهي وأوّل دعوات الأنبياء ومناهج المذاهب الإلهية معرفة الله تعالى. أوّل نقلة فكرية ...