دعا رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، الحكومة إلى تأسيس “لجنة الحد من الهجرة” كجزء من إصلاحاتها وذلك لمحاصرة هجرة الشباب والحد منها. ونقل بيان لمكتب رئيس البرلمان، عن الجبوري، في كلمته خلال الملتقى الشبابي الاول للتباحث والتناقش حول ظاهرة هجرة الشباب خارج الوطن،
القول “إبارك لكم شعاركم الذي رفعتموه في مواجهة ظاهرة الهجرة وخطرها على حاضر العراق ومستقبله، ومن هنا ادعوكم لبحث هذه الظاهرة من كل جوانبها الموضوعية والشكلية وان يتم دراستها من خلال الأسباب والنتائج، وان لا تكون المخرجات شعارات لوم وخطابات تنديد بهذه الظاهرة دون النظر الى الحلول الناجعة لإعادة من هاجر من شبابنا والحد من التفكير به لقطاع اخر من الشباب قد ينوي الهجرة مع استمرار الظروف”، داعيا الحكومة الى “تبني أفكار هذا الملتقى وكل الجهود التي تبذلها موسسات المجتمع المدني والمراكز البحثية بهذا الإطار، للحد من هذه الظاهرة ومعالجتها بأسرع وقت قبل ان تتفشى وتفقدنا زمام المبادرة”.
واوضح ان “انطلاقا من فكرة مثل هذه الملتقيات ادعو الجهات الحكومية كجزء من التزامات الإصلاح التي تعهدت بها ولا زلنا ننتظر تحقيقها الى تأسيس [لجنة الحد من الهجرة] تسهم فيها وزارة الشباب ووزارة الهجرة والمنظمات الفاعلة بهذا الاتجاه، والبرلمان ممثلا بلجنة الهجرة والشباب ستقدم كل الدعم المناط بها لانجاح عمل هذه اللجنة والإسراع بتقديم برامجها لمحاصرة هذه الكارثة التي تفتك بمجتمعنا وتفقدنا العنصر الاقوى في بناء مستقبلنا وهم شبابنا، الذين ألجأهم لهذا القرار الظرف العصيب الذي يمرون بهم والحاجة الماسة التي جعلتهم يتخذون مثل هذا القرار المؤلم”.
وأكد الجبوري “اننا ندرك حجم اليأس الذي يهيمن على نفوس شبابنا بسبب استمرار تردي الأوضاع المعاشية غير ان ذلك لا يمكن بأي حال ان يكون عذرا للتخلي عن الوجود في العراق، فإذا هاجر الشباب وتركوا العراق فمن سيبني العراق ويعيده الى جادة القمة كبلد متطور ومتحضر، ولقد حدث في التاريخ ان بلداننا اخرى تعرضت الى ظروف أشد قساوة مما يتعرض اليه العراق اليوم، فكان للشباب الدور الكبير في اعادة نهضة بلدانهم وبناءها”.
وخاطب الشباب قائلا: “الثبات الثبات، فاني والله ارى النصر قريب والعراق القوي المتحضر المتطور قريب العهد بالفرج، وهذا لن يكون الا بكم وبتكاتفكم، وما هي الا ساعة صبر حتى يبزغ الفجر من جديد ويتعافى العراق، فالراية ستحملونها أنتم في قيادة البلد في المرحلة القادمة، وسيندحر الارهاب على ايديكم فمنكم ابطالنا الذي يواجهون العدو في جبهات القتال من ابناء القوات العسكرية والأمنية والمتطوعين، وجلهم من الشباب وليس من الانصاف ان ينزف منكم الدم للدفاع عن بلده ويعلن التخلي شطر اخر مهما كانت الظروف والأحوال”.
واضاف ان “العراق اليوم بانتظار مبادرتكم للعبور به الى ضفة الأمن والسلام والاستقرار والتنمية، بعد أن اثبتم جدارتكم في مواجهة الارهاب ورفض مبدأه والثبات على وطنيتكم واعتزازكم بهويتكم الواحدة هوية العراق الكبير بتاريخه وحضارته، العراق الذي تجاوز كل الصعاب التي واجهته في جميع مراحل التاريخ حين كان على مفترق الطرق بين الدولة واللادولة وبين الوحدة والتفرق وبين الوجود والضياع، وكان الشباب هم عامل الحسم الاكيد الذي يبدد اطماع الأعداء ويحبط كل مؤامراتهم لتفتيت وحدتنا وتكاتفنا”.
وتابع الجبوري “وفي ذات الوقت الذي نواجه فيه الارهاب فان ظروفا اخرى يعاني منها اهلنا النازحون تتطلب منا جهدا نوعيا لتقديم العون والمساعدة لهم وقد اسهم الشباب في ذلك بمبادرات كبيرة تليق بهم الا انها لا زالت تنتظر العون الأكبر لمحاصرة الازمة وهذا يتطلب دعما اكبر من الحكومة العراقية وكذلك الداعمون الدوليون، ومن هنا اجدد الدعوة لكل الدول التي وقفت ولا زالت تقف مع العراق في محنته لمزيد من المساعدات لحل مشكلة النازحين خصوصا ونحن نواجه فصلا قاسيا من الأمطار والبرد حيث كانت باكورته قبل ايام مأساة حقيقية في غرق مخيمات النازحين وتعرضهم لظرف مؤلم”