وأخيراَ أعلن المشير السيسي ماكان متوقعاَ وماطال إنتظاره من الكثيرين وهو الترشح لرئاسة جمهورية مصر العربية ، والمناصب الرسمية الكبرى فى مصر وخاصة هذا المنصب الرفيع لم تعد منحة تعطى لرجل ولكنه محنة يتعرض لها ، أو قل بالمصطلح القرأنى هو إبتلاء شديد ، وفى هذا المقال لن أذكر من سننتخب السيسي أم حمدين أم غيرهما ؟
، بل سأحاول أن أذكر بعض مانريده من رئيس الجمهورية القادم كواحد من أبناء الشعب المصرى :
1 ـ تحقيق العدالة بين جميع أبناء الشعب المصرى ، فالعدالة هى التكليف الألهى للحاكم : يقول تعالى :
( وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ) …. والخطاب لأولى الأمر ، والعدالة هنا هى فى جميع مجالات الحياة ، وبها يحصل الأمن والسلام الإجتماعى المفقود بين أبناء المجتمع المصرى .
2 ـ وضع خطة وبرنامج واضح وصريح لكيفية حل المشاكل الحياتية المتراكمة والمعقدة ، والضرورية فى نفس الوقت للحياة الكريمة للشعب ، مثل مشكلة البطالة ، والتعليم ، والصحة ، والإسكان ، وبدون حل هذه المشاكل لن نستطيع أن نطلب من الشعب أن يكون فعالا فى حمل هموم الوطن ، ففاقد الشئ لا يعطيه ، فهو عاجز عن حمل هم نفسه فكيف يحمل هموم الوطن .
3 ـ تحقيق الأمن والأمان فى الداخل وعلى الحدود على أساس أن مصر مستهدفة وهى تخوض حرب فعلية تشنها عليها أمريكا والعدو الصهيونى ، وبعض الدول الإقليمية التابعة ، وليس على أساس أن ماتتعرض له مصر هو بعض الإضطرابات الداخلية ، فتشخيص العدو والمخاطر ضرورى فى تحديد أسلوب المواجهة …. حتى نصل فى النهاية لتحقيق قوله تعالى : إدخلوا مصر إن شاء الله أمنين .
4 ـ تحقيق إستقلال القرار والإرادة المصرية ، ومصارحة الشعب بحجم الضغوطات التى يتعرض لها القرار المصرى ، حتى يساهم الشعب فى تحمل تبعات إستقلال القرار المصرى .
5 ـ فى مجال السياسة الخارجية لايوجد مبررا كبيرا أو صغيرا لإستمرار قطع العلاقات مع جمهورية إيران الإسلامية ، خاصة وأن مصر لها علاقات مع دول تدبر لها المؤامرات ليلا ونهارا ولم تعد تخفى ذلك ، مثل إسرائيل التى قتلت عشرات الألا ف من الشعب المصرى ومع ذلك نحتفظ بعلاقة معها ، ومثل أمريكا التى شاهدنا فى الأونة الأخيرة تصرفاتها العدائية ضد ثورة 30 / 6 وضد طلبات الحكومة المصرية من الأسلحة ، وكذلك تركيا وقطر ،، فهل إيران قتلت لمصر جندى واحد … ؟ إن إيران قوة عالمية صاعدة فى جميع المجالات من النووى إلى الفنون ، وشعبها له حضارة عريقة كالشعب المصرى ، وهى مع مصر من الممكن أن تشكل نواة قوة عالمية مؤثرة ، وكل الدول الخليجية التى تعارض عودة العلاقات مع إيران ، لها علاقاتها المميزة جدا مع إيران فى جميع المجالات ، كذلك إعادة العلاقات مع سوريا الشقيقة ، فمن الغريب أنه بعد الثورة على نظام مرسى الذى أعلن قطع العلاقات مع سوريا لصالح العصابات التكفيرية ـ أن تسير مصر الثورة على نفس الخط ، فمصر وسوريا يواجهون عدواَ واحداَ هو الفكر التكفيرى والسلفى الجهادى ضد الدول العربية والإسلامية
6 ـ السعى للتكامل والتنسيق والتعاون بين الدول العربية والإسلامية ، وإستعادة مصر لدورها الريادى فى المنطقة والعالم ،
7ـ تفعيل مادة الحريات العامة فى الدستور المصرى ، وخاصة حرية العقيدة وحق المواطنة ، وتجريم التمييز على أساس الدين أو العرق أو اللون … إلخ … فليس من المعقول أن العالم من حولنا يتقدم ونحن مازلنا نتصارع فى حروب القرون الوسطى بين المسلمين والمسيحين أ وحروب فتنة صدر الإسلام ( الجمل وصفين والنهروان ).
وأخيراَ :
القائمة طويلة جدا ، والمسئولية ثقيلة جدا ، ولكن لو نجحنا فالمستقبل أيضاَ سيكون مشرقاَ جدا