تطرق المفکر المصري الدکتور احمد راسم النفیس الى العدوان السعودي على شعب الیمن المقاوم و کتب فی مقال : قبل ثمانیة أشهر وصفنا العدوان السعودي الجائر ، بعاصفة الخذلان المبین و شبهناها بعاصفة الأحقاف (الیمن) التي ظنها القوم عارضا مستقبل أودیتهم قبل أن یتبین أنها ریح فیها عذاب ألیم (فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِیَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِیحٌ فِیهَا عَذَابٌ أَلِیمٌ * تُدَمِّرُ کُلَّ شَیْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا یُرَى إِلَّا مَسَاکِنُهُمْ کَذَلِکَ نَجْزِی الْقَوْمَ الْمُجْرِمِینَ)!! .
وجاء في مقال الدکتور النفیس : هکذا اعتقد المفتخرون بقوتهم وبطشهم الذین ظنوا أنهم إلى الله لا یرجعون قبل أن یروا بأم أعینهم حجم الکارثة التی قادهم إلیها الشیطان المضل والنفس الأمارة بالسوء.
الآن .. و بعد مرور أکثر من ثمانیة أشهر تآکل الصلف السعودي الوهابي وبدا عسیري الصحاف مهزوزا محاولا تبریر فشل العدوان عبر الحدیث عن امتلاك أنصار الله والجیش الیمني کمیة ضخمة من الأسلحة تعادل وتتفوق على کثیر مما تملکه دول عربیة!!.
ماذا کانت تفعل طائراتکم التي عاثت في الأرض فسادا ولم تترك حجرا في الیمن الفقیر إلا ودمرته، طیلة هذه الأشهر الثمانیة؟!، ألم تقولوا أنها دمرت مخازن السلاح والصواریخ ووو؟!.
أین انتصاراتکم الوهمیة التي کان الصحاف عسیري یتبجح بها في مؤتمراته الصحفیة وعروضه الإعلامیة؟!.
کل هذا تبدد أمام صلابة المقاتل الیمني الذي یقاتل الآن داخل العمق السعودي بما استولى علیه من أسلحة هذا الجیش الذي کان یظن أنه لا یقهر!!.
الآن یقف المقاتل الیمني على مشارف نجران وجیزان ویکتفي الإعلام السعودي والعربي المسعود بالصمت والتفرج على ما یجری انتظارا لمعجزة لن تقع، تخرج آل سعود من ورطتهم التي ذهبوا إلیها بأقدامهم ولم یصغوا لصوت من طالبهم بوقف عدوانهم والبحث عن مخرج (مشرف) تتآکل فرص الوصول إلیه یوما بعد یوم وهي الآن توشك على الاختفاء والزوال.
وبغض النظر عما إذا کان المقاتلون الیمنیون سیدخلون جیزان ونجران غدا أو بعد غد فلا شك أن جیش آل سعود یتعرض لاستنزاف بالغ الخطورة ولن یکون هناك سبیل للخروج من هذه الحرب إلا عبر الإقرار بالهزیمة والقبول بما یملیه الطرف المنتصر من شروط لن تکون أبدا کما کانت عند البدء.
تماما کما قال سید المقاومة السید حسن نصر الله عند بدء العدوان : السعودیة ستهزم وسیکون في هزیمتها فرج لکل شعوب المنطقة التي تتعرض لحرب تدمیر وتخریب وهابیة سعودیة داعشیة قال عنها أبواق آل سعود الکثیر والکثیر.
قالوا أن هذه الحرب ستغیر موازین المنطقة وسترفع السعودیة إلى القمة وتضعها في مصاف القوى العظمى ، إلا أن شیئا من هذه الأوهام لم ولن یتحقق بل العکس هو الصحیح.
کان یمکن للسعودیة أن تکون قوة عظمى لو التزمت المعاییر الأخلاقیة الإسلامیة التي تتشدق بها ولم تعتد على شعب مظلوم لم یرتکب جرما سوى أنه یرید نیل حریته وامتلاك إرادته.
کان یمکن لهذا البلد أن یکون قوة عظمى لو تحالف وتعاون مع الشعب الیمني بدلا من أن یقتل الأطفال والنساء وتدمر المدارس والمساجد والمستشفیات والمطارات. ضاق ما کان متسعا من خیارات أمام العدوان السعودي .. وها هی فرص الخروج (المشرف) تتلاشى رویدا رویدا وعلى الباغي تدور الدوائر.