الرئيسية / شخصيات أسلامية / نبذة عن حياة الامام السيد أبوالقاسم الموسوى الخوئي (قده) – صور

نبذة عن حياة الامام السيد أبوالقاسم الموسوى الخوئي (قده) – صور

 

ولد آية الله العظمى السيد الخوئي في ليلة النصف من شهر رجب سنة 1317 هـ الموافق 19/11/1899 م، في مدينة خوى من اقليم آذربيجان، وقد التحق بوالده العلامة المغفور له آية الله السيد علي أكبر الموسوي الخوئي الذي كان قد هاجر قبله إلى النجف الأشرف، وحيث كانت المعاهد العلمية في النجف الأشرف هي الجامعة الدينية الكبرى التي تغذي العالم الإسلامي وترفده بالآلآف من رواد العلم والفضيلة على المذهب الإمامي، فقد انضم سماحته وهو ابن الثالثة عشرة إلى تلك المعاهد، وبدأ بدراسة علوم العربية والمنطق والأصول والفقه والتفسير والحديث.
 03_09_2015_01_24_01
منهجه العلمي

يمتاز سماحة السيد الخوئي (قده) بمنهج علمي متميز وأسلوب خاص به في البحث والتدريس، ذلك أنه كان يطرح في أبحاثه الفقهية والأصولية العليا موضوعاً، ويجمع كل ما قيل من الأدلة حوله، ثم يناقشها دليلاً دليلاً، وما أن يوشك الطالب على الوصول إلى قناعة خاصة، حتى يعود الإمام فيقيم الأدلة القطعية المتقنة على قوة بعض من تلك الأدلة وقدرتها على الاستنباط، فيخرج بالنتيجة التي يرتضيها، ويسلك معه الطالب مسالك بعيدة الغور في الاستدلال والبحث، كما هو شأنه في تأليفاته القيمة، بما يجد المطالع فيها من تسلسل للأفكار وبيان جميل مع الدقة في التحقيق والبحث.

03_09_2015_01_23_57

ولا تقتصر أبحاثه وتحقيقاته على هذين الحقلين في الأصول والفقه، فهو فارس ميدان علم الرجال، وقد شيّد صرحاً علمياً قويماً لهذا العلم ومدخليته في استنباط المسائل الإسلامية، جمعها في كتابه الشهير «معجم رجال الحديث وتفصيل طبقات الرواة»، كما بذل جهداً كبيراً في التفسير وعلوم القرآن وضعها في مقدمة تفسيره «البيان في تفسير القرآن»، وغيرها من الحقول العلمية.

03_09_2015_01_24_08

ولهذا فقد جمع من حوله طيلة فترة تدريسه أعداداً كبيرة من طلبة العلوم الدينية والأساتذة اللامعين، ينتمون إلى بلدان العالم المختلفة، فكان هناك طلاب من سوريا ولبنان والأحساء والقطيف والبحرين والكويت وإيران والباكستان والهند  وأفغانستان ودول شرق آسيا وأفريقيا مضافاً إلى الطلبة العراقيين، ولم يكتف سماحته بتغذيتهم علمياً وثقافياً، ورعايتهم روحياً، بل امتد ذلك ليشمل تغطية نفقاتهم المعيشية من الحقوق الشرعية التي كانت تصل إليه، وهكذا فقد أسس سماحته مدرسة فكرية خاصة به ذات معالم واضحة في علوم الفقه والتفسير والفلسفة الإسلامية والبلاغة وأصول الفقه والحديث.

 03_09_2015_01_24_12

 

مشايخه

تتلمذ سماحة السيد الخوئي (قده) على كوكبة من أكابر علماء الفقه والأصول، ومراجع الدين العظام في بحوث الخارج، ومن أشهر أساتذته البارزين:

– آية الله الشيخ فتح الله المعروف بشيخ الشريعة، المتوفى سنة 1339 هـ.

– آية الله الشيخ مهدي المازندراني، المتوفى سنفة 1342 هـ.

– آية الله الشيخ ضياء الدين العراقي، 1278-1361 هـ.

– آية الله الشيخ محمد حسين الغروي، 1296-1361هـ.

– آية الله الشيخ محمد حسين النائيني ، 1273 – 1355 هـ، الذي كان آخر أساتذته.

– آية الله السيد حسين البادكوبي،  1293– 1358 هـ، في الحكمة والفلسفة.

– آية الله الشيخ محمد جواد البلاغي، 1282 – 1352 هـ، في علم الكلام والتفسير.

– آية الله السيد علي القاضي، 1285 – 1366 هـ، في السير والسولك والعرفان.

وقد نال درجة الاجتهاد في فترة مبكرة من عمره الشريف، وشغل منبر الدرس لفترة تمتد إلى أكثر من سبعين عاماً، ولذا لقب بـ«أستاذ العلماء والمجتهدين».

وله أجازة في الحديث يرويها عن شيخه النائيني عن طريق خاتمة المحديثين النوري، المذكورة في آخر كتاب «مستدرك الوسائل» لكتب الإمامية، وأهمها الكافي، ومن لا يحضره الفقيه، والتهذيب، والاستبصار، ووسائل الشيعة، وبحار الأنوار، والوافي، كما وله إجازة بالرواية عن طرق العامة، عن العلامة الشهير السيد عبدالحسين شرف الدين العاملي قدس سره، المتوفي سنة 1377 هـ.

 62

 

تلامذته

لقد تتلمذ بين يدي سماحته عدد كبير من أفاضل العلماء المنتشرين في المراكز والحوزات العلمية الدينية الشيعية في أنحاء العالم، والذين يعدون من أبرز المجتهدين من بعده، ومنهم:

1-  آية الله السيد علي البهشتي – العراق.

2-  آية الله السيد علي السيستاني – العراق.

3-  آية الله الشيخ محمد إسحاق الفياض – العراق.

4-  آية الله الشيخ ميرزا علي الفلسفي – إيران.

5-  آية الله الشيخ ميرزا جواد التبريزي – إيران.

6-  آية الله السيد محمدرضا الخلخالي – العراق.

7-  آية الله الشيخ محمد آصف المحسني – أفغانستان.

8-  آية الله السيد علي السيد حسين مكي – سوريا.

9-  آية الله السيد تقي السيد حسين القمي – إيران.

10- آية الله الشيخ حسين وحيد الخراساني – إيران.

11-  آية الله السيد علاء الدين  بحر العلوم – العراق.

12-  آية الله المرحوم الشيخ ميرزا علي الغروي – العراق.

13-  آية الله المرحوم الشيخ يوسف الإيرواني – ايران.

14-  آية الله المرحوم السيد محي الدين الغريفي – البحرين.

15-  آية الله الشهيد السيد عبد الصاحب الحكيم – العراق.

 
مرجعيته

تدرج سماحته في نبوغه طالباً للعلم، فأستاذاً،  ثم مجتهداً ومحققاً، وما أن التحق في عنفوان شبابه بدورس الخارج وتقرير بحوث أساتذته، سرعان ما عقب شيوخه في أروقة العلم، بالتصدي لتدريس بحث الخارج، فانهالت عليه هجرة طالبي العلم من كل مكان، وقلدته المرجعية العليا جميع مسؤولياتها وشؤونها، حتى أصبح مرجعاً للمسلمين الشيعة، يقلده ملايين المؤمنين من أتباع مذهب الإمامية في مختلف بقاع العالم، وطبعت رسائله العملية لبيان الأحكام الشرعية لمقلديه بعدة لغات، وذلك بفضل نبوغه وتضلعه في مختلف العلوم الإسلامية، وبلوغه الغاية من التقوى، واهتمامه البالغ برفع مستوى الطلاب علمياً ومعيشياً، ورعايته للمسلمين عموماً.

مؤلفاته

لقد ألف سماحته عشرات الكتب في شتى الحقول العلمية المختلفة نذكر المطبوع منها:

1-  أجود التقريرات، في أصول الفقه.

2-  البيان، في علم التفسير.

3-  نفحات الإعجاز، في علوم القرآن.

4-  معجم رجال الحديث وتفصيل طبقات الرواة، في علم الرجال، في 24 مجلداً.

5-  منهاج الصالحين، في بيان أحكام الفقه، في مجلدين وقد طبع 28 مرة.

6-  مناسك الحج، في الفقه.

7-  رسالة في اللباس المشكوك، في الفقه.

8- توضيح المسائل، في بيان أحكام الفقه، الرسالة العملية لمقلديه، طبع أكثر من ثلاثين مرة وبعدة لغات.

9- المسائل المنتخبة، في بيان أحكام الفقه، الرسالة العملية لمقلديه باللغة العربية، طبع أكثر من عشرين مرة.

10-  تكملة منهاج الصالحين، في بيان أحكام الفقه، في القضاء والشهادات والحدود والديات والقصاص.

11-  مباني تكملة المنهاج، في أسانيد الأحكام الفقهية، في القضاء والشهادات والحدود والديات والقصاص.

12-  تعليقة العروة الوثقى، لبيان آرائه الفقهية على كتاب «العروة الوثقى» لفقيه الطائفة المرحوم آية الله العظمى السيد محمد كاظم اليزدي قدس سره.

ولا يزال البعض الآخر من مؤلفاته مخطوطاً.

65

تقريرات بحوثه

لقد ترك آية الله العظمى السيد الخوئي (قده) أبحاثاً قيمة كثيرة في حقلي الفقه والأصول، وهي الدروس التي كان يلقيها سماحته خلال مدة تزيد على نصف قرن على عدد كبير من أفاضل العلماء وأساتذة الحوزة العلمية الدينية في النجف الأشرف، من المجتهدين ذوي الاختصاص في الدراسات الدينية العليا،  المعروفة بـ«البحث الخارج» (فقد ابتدأ رضوان الله تعالى عليه، بتدريس بحث الخارج سنة 1352 إلى 1410 هـ، من دون انقطاع)، وقد قررت ودوّنت نظرياته الجديدة، وآرائه العلمية القيمة تلك، في تقريرات كثير من السادة والمشايخ العلماء من تلامذته الأفاضل، والتي تعتبر اليوم من أمهات المصادر الفقهية والأصولية الحديثة للباحثين والعلماء، مما لا يستغني منها الأساتذة والطلاب معاً، وعليها يدور رحى  البحوث والدروس في هذين الحقلين في جميع الحوزات الدينية المعروفة.

ومن تلك البحوث التي عرضت على ساحته وأجاز طبعها هي:

1- التنقيح في شرح العروة الوثقى: تقرير آية الله الشهيد الشيخ علي الغروي رحمه الله، مجلد واحد في الاجتهاد والتقليد، وتسع مجلدات في الطهارة.

2- تحرير العروة الوثقى: تقرير الشيخ قربان علي الكابلي (قده)، جزء واحد في الفقه.

3- دروس في فقه الشيعة ، تقرير السيد محمد مهدي الخلخالي، أربعة أجزاء في الفقه.

4-  محاضرات في أصول الفقه: تقرير آية الله الشيخ محمد إسحاق الفياض حفظه الله، أربع مجلدات في مباحث أصول الفقه، قسم الألفاظ .

5- المستند في شرح العروة الوثقى: تقرير آية الله الشهيد الشيخ مرتضى البروجردي رحمه الله، عشر مجلدات في الصلاة، ومجلدان في الصوم، ومجلدان في الزكاة، ومجلد واحد في الخمس، ومجلد واحد في الإجارة.

6- الدرر الغوالي في فروع العلم الاجمالي: تقرير الشيخ رضا اللطفي، جزء واحد في الأصول.

7- مباني الاستنباط: تقرير السيد أبوالقاسم الكوكبي، أربعة أجزاء في الأصول.

8-  مصباح الفقاهة: تقرير آية الله الشيخ ميرزا محمد علي التوحيدي رحمه الله، مجلد واحد في المكاسب المحرمة.

9-  مصابيح الأصول: تقرير آية الله الشهيد السيد علاء الدين بحر العلوم رحمه الله، مجلد واحد في مباحث الألفاط لعلم الأصول.

10- المعتمد في شرح العروة الوثقى وفي شرح المناسك: تقرير آية الله الشهيد السيد محمد رضا الموسوي الخلخالي رحمه الله، أربع مجلدات في الحج.

11- مصباح الأصول: تقرير آية الله الشهيد السيد محمد سرور واعظ بهسودي رحمه الله، مجلدان في مباحث أصول الفقه، قسم الحجج والأصول العملية.

12- المباني في شرح العروة الوثقى: تقرير حجة الإسلام والمسلمين الشهيد السيد محمد تقي الخوئي رحمه الله، مجلدان في النكاح، ومجلد واحد في المضاربة والمساقاة.

13- دراسات في الاصول العملية: تقرير السيد علي الحسيني الشاهرودي (قده)، جزء واحد في الأصول.

14- فقه العترة في زكاة الفطرة: تقرير الشهيد السيد محمد تقي الجلالي (قده)، جزء واحد في الفقه.

15- الرأي السديد في الاجتهاد والتقليد: تقرير الشيخ غلام رضا عرفانيان (قده)، جزء واحد في الفقه.

16- محاضرات في الفقه الجعفري، السيد علي الحسيني الشاهرودي (قده)، ثلاثة أجزاء في الفقه.

17- جواهر الأصول: تقرير آية الله الشيخ فخر الدين الزنجاني حفظه الله.

18- رسالة في الأمر بين الأمرين: تقرير آية الله الشيخ محمد تقي الجعفري رحمه الله، في الكلام.

19- رسالة في الرضاع: تقرير آية الله الشيخ محمد تقي الإيرواني رحمه الله وآية الله السيد محمد مهدي الموسوي الخلخالي حفظه الله.
خدماته الاجتماعية

لم تتوقف قضية الخدمة والاهتمام بالشؤون الاجتماعية لديه عند حد دون حد، أو بلد دون بلد بل كان للأمة بحق بمثابة الأب المشفق على أبنائه، فقد كان سماحته يحمل بين جنبيه قلباً كبيراً يتحرق ويتألم لمعاناة المسلمين، وبذل كل ما بوسعه لمساعدتهم عمليا، وتخفيف معاناتهم. وكان رضوان الله تعالى عليه يتابع بنفسه أخبار المسلمين ويصرف وقتاً كبيراً من وقته الثمين، لمتابعة أهم الأخبار التي تتعلق بالاسلام والمسلمين، ويمكن تناول عدة محاور رئيسية لتوضيح اهتمامه  ورعايته بشؤون الأمة:

أولا: الحوزات العلمية

لقد تجاوزت رعاية سماحة السيد الخوئي رضوان الله تعالى عليه للحوزات العلمية كل الحدود السابقة التي كانت مألوفة قبل مرجعيته العامة. فبعد أن كان الاهتمام منصباً على رعاية طلاب ومدرسي حوزة النجف الأشرف وقم المقدسة ومشهد المقدسة في خراسان، فقد توسع اهتمامه رضوان الله تعالى عليه ليشمل الحوزات العلمية في كل المدن العراقية والإيرانية بتوسع أكثر، بل وفي سائر البلدان كباكستان والهند وتايلند وبنغلاديش وأفريقيا وأوروبا وأمريكا.

وقد أمر بإنشاء عشرات المدارس العلمية التي أصبحت مراكز للتعليم والتعلم في بلدان كثيرة.

ثانيا : المشاريع

لقد تصدى سماحة السيد الخوئي رضوان الله عليه إلى تأسيس مشاريع كبيرة في مختلف البلدان منها:

– إنشاء مدينة متكاملة لطلاب العلم ومدرسي الحوزة العلمية في قم المقدسة باسم «مدينة العلم».

– إنشاء مدرسة علميه في مدينة مشهد المقدسة.

– إنشاء دار كبير للأيتام في لبنان يضم اليوم أكثر من ألف ومائتي يتيم ويتيمة.

– إنشاء مجمع ثقافي ضخم قرب مدينة بومبي، يشمل مدارس وثانويات وكليات أكاديمية، ومدارس حوزوية، ومعاهد مهنية، ومستشفى كبيراً، ومسجداً ضخماً وتوابع كثيرة، تجعل من المشروع مدينة متكاملة.

– إنشاء مركز إسلامي ومدرسة للأطفال في نيويورك.

وهناك مشاريع كثيرة تفضل سماحته بدعمها مادياً ومعنوياً منتشرة في أنحاء العالم كالمكتبات العامة والمشاريع المتعددة في العراق وباكستان والهند وتايلند وأفريقيا وغيرها من البلاد.

ثالثا : مواقفه في معالجة أضرار الكوارث الطبيعية:

كان السيد الخوئي رضوان الله تعالى عليه سباقا لإغاثة الملهوفين ونجدة المنكوبين في أية بقعة من بقاع الأرض يسكنها أتباع آل البيت ويتوطن فيها التشيع، وليس أدل على ذلك موقفه الرائع لإغاثة المنكوبين في زلزال ضرب أجزاء من شمال إيران، حتى أسعفهم بمبلغ تجاوز المليون دولار لإعادة الإعمار وبناء وتعمير المدارس والمنازل والمرافق العامة والقرى المتضررة، وكذلك مساعدته الفورية لمنكوبي الخسف الذى أصاب كركيل في كشمير، وكذلك مساعدته لضحايا الجفاف في  الهند.

03_11_2015_10_30_26

رابعا : مواقفه في الأزمات والمحن

كان سماحته حريصاً على أن يتابع الأزمات والمحن التي يتعرض لها المؤمنون والمسلمون في أنحاء الأرض ويسعي بكل جهده لمساعدتهم ففي أيام الحرب العراقية الإيرانية، قدم رضوان الله تعالى عليه لمنكوبي ومشردي الحرب كل أنواع الرعاية والمساعدات الممكنة. وكان في الوقت نفسه طوداً شامخاً أمام الظالم الطاغية الذي حاول بكل وسائل الضغط والإيذاء أن ينتزع منه ولو كلمة واحدة لصالح نظامه الجائر فلم يفلح وانتصر الصبر الحسن والجهاد الراسخ له رضوان الله تعالى عليه على ظلم الطاغية ودهائه.

وكان موقفه رضوان الله تعالى عليه من محنة المسلمين في أفغانستان واضحاً جلياً، فقد قدم كل أنواع الدعم، حتى أنه أجاز المؤمنين بدفع الحقوق الشرعية لتمويل عمليات الجهاد ضد الغزاة السوفيت وكان رضوان الله تعالى عليه يرسل مبالغ كبيرة مباشرة لدعم جهاد المؤمنين الأفغان ضد الكفار.

وفي لبنان وفلسطين كان رضوان الله تعالى عليه يشجب باستمرار أعمال أعداء الإسلام، ويستنهض المسلمين لجمع صفوفهم في مواجهة عدوهم، وكان إضافة إلى ذلك يرعى فقراء لبنان بتوزيع المواد الغذائية عليهم، ويدعم الوجود الإسلامي لهم بكل الوسائل الممكنة.

كما وفي أثناء غزو الكويت من قبل النظام الجائر في العراق عام 1990 م، كان لسماحته رضوان الله تعالى عليه أروع المواقف في احتضان أبناء الكويت المشردين والمنكوبين.

وكذلك موقفه الخيّر في مساعدة المظلومين العراقيين قبل الانتفاضة وبعدها في الخارج، ورعاية أهلهم في الداخل، وغير ذلك من المواقف التي تثبت أنه كان رضوان الله تعالى عليه، كهفا يلوذ به اللائذون ويلجأ اليه المؤمنون.
 03_09_2015_01_23_57

وفاته

لبى نداء ربه في 8 صفر سنة 1413 هـ الموافق 8 / 8 / 1992 م عن عمر قضاه في خدمة الإسلام والمسلمين، وصلى على جثمانه آية الله العظمى السيد علي السيستاني (دام ظله) في مرقد الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، ودفن سراً بعد منتصف الليل في مسجد الخضراء في النجف الأشرف، حسب أوامر قوات النظام.

وعلى أثر ذلك، أصدر قائد الثورة الإسلامية، سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي (دام ظله) بياناً جاء فيه:

«لقد كان ذلك العالم الكبير بقية السلف الصالح ومن جهابذة العلوم الإسلامية وكبار مراجع التقليد في الفترة المعاصرة. وكان سماحته من كبار الأساتذة الذين يقل نظيرهم في الكثير من العلوم الإسلامية المتداولة في الحوازات العلمية؛ فقيه كبير، وأصولي متعمّق، ومفسّر مُبدع، ورجاليّ مضطلع، ومتكلم بارع…

كان هذا العالم الجليل من الأوائل الذين أوقفوا الحوزة العلمية في النجف الأشرف على أحداث إيران بعد بدء النهضة الإسلامية بقيادة الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه، وبذل جهداً جهيداً في مواكبة الحركة العظيمة للعلماء والشعب الإيراني.

وكان قطب الرحى ومركزاً لصدور أحكام النهضة الإسلامية في انتفاضة الشعب العراقي الدامية التي اندلعت في شهر رمضان عام 1411 هـ، ولهذا وبعد قمع هذه الانتفاضة على يد أزلام النظام البعثي الجائر، تعرض هذا العالم الكبير للأذى والتعذيب والإهانة من قبل جلاوزة البعث، وعاش بعد أن نجا بفضل الله من خطر جدي ولفترة طويلة تحت مراقبة السلطات البعثية في ظل ظروف عصيبة.

إن العمر الطويل والمبارك لهذا العالم الجليل الذي امتدّ إلى ما يقرب من قرن، زاخرٌ بالابتلاءات الإلهية ومسرح يعرض جهد وجدّ إنسان مؤمن تقي…».

شاهد أيضاً

شهر رمضان الذي أنزل فيه القرءان هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان

قال المولى جل وعلا في الآية (١٨٥)من سورة البقرة ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرءان ...