المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
و الحمد لله رب العالمين، واشرف الصلاة وأتم التسليم على سيد الرسل والأنبياء أبي القاسم محمد، وعلى آله الأطهار صلى الله عليهم
أجمعين.
سَلامٌ عَلى آلِ يس، ألسَّلامُ عَلَيْكَ يا داعِيَ اللهِ وَرَبّانِيَ آياتِهِ، ألسَّلامُ عَلَيْكَ يا بابَ اللهِ وَدَيّانَ دينِهِ، ألسَّلامُ عَلَيْكَ يا خَليفَةَ اللهِ وَناصِرَ حَقِّهِ، ألسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ وَدَليلَ إرادَتِهِ، ألسَّلامُ عَلَيْكَ يا تالِيَ كِتابِ اللهِ وَتَرْجُمانَهُ ألسَّلامُ عَلَيْكَ في آناءِ لَيْلِكَ وَأطْرافِ نَهارِكَ، ألسَّلامُ عَلَيْكَ يا بَقِيَّةَ اللهِ في أرْضِهِ، ألسَّلامُ عَلَيْكَ يا ميثاقَ اللهِ الَّذي أخَذَهُ وَوَكَّدَهُ، ألسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَعْدَ اللهِ الَّذي ضَمِنَهُ، ألسَّلامُ عَلَيْكَ أيُّهَا الْعَلَمُ الْمَنْصُوبُ وَالْعِلْمُ الْمَصْبُوبُ
وَالْغَوْثُ وَالرَّحْمَةُ الْواسِعَةُ، وَعْداً غَيْرَ مَكْذوُب.
إنَّ أكبر خسارةٍ يمكن أن تسجل في سجل المسيرة الإنسانية، هي البُعد عن الإمام صاحب الزمان وعدم معرفته، وقد ورد في الرواية عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
“المهدي من ولدي اسمه اسمي وكنيته كنيتي أشبه الناس بي خلقا وخلقا تكون له غيبة و حيرةٌ تضلُّ فيهِ الأمَم، ثُمَّ يقبل كالشهابِ الثَاقب ويملأها عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً “.
ومن الجوانب التي يجدر البحث فيها، وظيفة المكلف في فترة غياب الإمام روحي له الفداء، فما هو المطلوب منا في غيابه ؟ وهل يكفي مجرد الشوق ؟ وهل الإنتظار هو نفس الإستعداد ؟ وما هي الأدعية الخاصة بهذه الفترة ؟
هذه الأسئلة الكثيرة سنحاول الإجابة عنها في
هذه الصفحات القليلة سائلين الله تعالى أن يوفقنا لأداء حق معرفته عجل الله تعالى فرجه الشريف.
وقد استفدنا في الكثير من هذه الوظائف، من كتاب “وظيفة الأنام في غيبة الإمام “، لمؤلفه الميزا محمد تقي الموسوي الأصفهاني.
وفقنا الله تعالى جميعاً للقيام بواجباتنا تجاه ولي الأمر وإمام الزمان والحجة، وجعلنا من أنصاره وأعوانه والمحامين عنه والمستشهدين بين يديه عجل الله تعالى فرجه الشريف، إنه سميع مجيب.
جمعية المعارف الاسلامية الثقافية
الفصل الأول:
الوظائف الاعتقاديَّة
الوظيفة الأولى: معرفته عجل الله تعالى فرجه الشريف
“اللَّهمَّ عرّفني نَفْسَكَ فَانَّكَ إنْ لَمْ تَعرّفْني نَفْسَكَ لَمْ أعرِفْ نَبِيّك، اللَّهُمَّ عَرّفُني رَسَولَكَ فَإنَّكَ إن لَمْ تُعرّفْني رَسولَكَ لَمْ أعرفْ حُجّتَك، اللَّهُمَّ عَرّفْني حَجّتَكَ فَإنَّكَ إن لَمْ تُعرّفْني حُجّتَكَ ضَلَلْتُ عَن ديْني”1.
إن الوظيفة الإعتقادية الأولى للمكلف في غيبة الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف هي معرفته، والمعرفة تكون من خلال تشخيصه، وإدارك معنى إمامته، ومعنى أنه إمام مفترض الطاعة، ففي الرواية عن أبي جعفر الباقر عليه السلام: إنما يعبد الله من يعرف الله، فأما من لا يعرف الله فإنما يعبده هكذا ضلالاً قلت: جعلت فداك فما معرفة الله ؟ قال: تصديق الله عز
1- الكليني-الكافي- دار الكتب الإسلامية ,آخوندي-الطبعة الثالثة – ابن بابويه- علي- فقه الرضا-مؤسسة أهل البيت – ج 1 ص 337
وجل وتصديق رسوله صلى الله عليه وآله وموالاة علي عليه السلام والائتمام به وبأئمة الهدى عليهم عليهم السلام والبراءة إلى الله عز وجل من عدوهم، هكذا يعرف الله عز وجل.
وكذلك يكون من خلال إدراك أنه المنقذ للبشرية وراد الإنسانية إلى جادة الدين المستقيمة، و معيد الحق إلى أهله، وأنه المظهِرُ لأحكام الله وشرائعه، كما ورد في زيارة آل ياسين:
(السَّلامُ عَلَيكَ يَا بَابَ اللَّهِ وَديّانَ دينهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا خَلِيفَةَ اللَّهِ وَنَاصِرَ حَقِّهِ، السَّلأمُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللَّهِ وَدَليلَ إرادَتِهِ، السَّلأمُ عَلَيْكَ يَا تَالِيَ كِتَابِ اللَّهِ وتَرجُمانَهُ)