صرح وزير النقل الإيراني عباس أخوندي بأن بلاده ستوقع عقدا لشراء 114 طائرة خلال زيارة حسن روحاني لفرنسا المقررة في 27 كانون الثاني/يناير، والتي سيرافقه فيها عدد كبير من رجال الأعمال الإيرانيين. ولم يوضح الوزير قيمة الصفقة ولا مدتها. وكانت العقوبات الدولية المفروضة على إيران تمنع الجمهورية الإسلامية من اقتناء طائرات جديدة.
تنوي إيران توقيع عقد لشراء 114 طائرة “إيرباص” خلال زيارة مقررة للرئيس حسن روحاني إلى فرنسا في 27 كانون الثاني/يناير، وذلك في أول اعلان عن صفقة تجارية مهمة منذ رفع العقوبات الدولية عنها مع دخول الاتفاق النووي حيز التنفيذ.
وقال وزير النقل الإيراني عباس أخوندي في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام الإيرانية الأحد “خلال الزيارة التي سيقوم بها الرئيس إلى فرنسا، سيوقع عقدا لشراء 114 طائرة إيرباص”، من دون أن يوضح قيمة العقد أو مدته.
وردا على سؤال لوكالة الأنباء الفرنسية، رفض متحدث باسم “إيرباص” التعليق على هذا الإعلان الذي صدر من طهران.
أبعاد دبلوماسية واقتصادية لجولة روحاني الأوروبية
وتوقيع الاتفاق يمر عادة بمراحل عدة بينها توقيع “رسالة النوايا” أو “بروتوكول اتفاق”، وهذا ما يمكن أن يحدث خلال زيارة روحاني إلى فرنسا.
ويتوجه الرئيس الإيراني الإثنين إلى إيطاليا ثم إلى فرنسا في أول زيارة رسمية لأوروبا بعد انتهاء عزلة إيران. وكان يفترض أن يقوم بهذه الرحلة في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، لكنه اضطر لإلغاء الزيارة إثر اعتداءات باريس في الثالث عشر من الشهر نفسه.
وتتسم هذه الزيارة ببعد دبلوماسي كبير لكنه اقتصادي أيضا، لأن باريس وروما تؤكدان رغبتهما في استعادة مكانتيهما كشريكتين رئيسيتين لطهران كما كانتا، قبل تعزيز العقوبات في 2012. وسيرافق روحاني عدد كبير من رجال الأعمال.
العقوبات الدولية المفروضة منذ 36 عاما منعت إيران من تحديث أسطولها
وتشكل الصناعات الجوية قطاعا مهما للأوروبيين لأن إيران التي يبلغ عدد سكانها حوالى 79 مليون نسمة، تريد تجديد وتطوير أسطولها الجوي المتقادم وخصوصا شركة الطيران الوطنية “إيران إير”.
وقال وزير النقل الإيراني “نحن في حاجة إلى 400 طائرة للرحلات الطويلة ومئة طائرة للرحلات المتوسطة”. وأشار إلى أن إيران تملك حاليا 256 طائرة “150 منها تعمل حاليا (…) بمعدل عمر 20 سنة تقريبا”.
وسمح دخول الاتفاق النووي حيز التنفيذ قبل أكثر من أسبوع برفع العقوبات الدولية وخصوصا الأمريكية والأوروبية المفروضة منذ 36 عاما، وكانت تمنع إيران من شراء طائرات جديدة.
وكان روحاني صرح في مقابلة مع شبكتي فرانس-2 وأوروبا-1 في 11 تشرين الثاني/نوفمبر أن طهران ستشتري “على الأرجح” طائرات إيرباص بعد رفع العقوبات.
وجاء الإعلان عن هذا العقد بينما يشارك ممثلو 85 شركة أجنبية للطيران في قمة حول الطيران في طهران ينظمها مركز “كابا” الاستشاري في مجال الطيران.
وقال رئيس المركز بيتر هاربيسون إنها “لحظة مهمة. لم يشهد التاريخ وضعا مماثلا” مع آفاق “نمو سريع” للسوق الإيرانية. وأضاف أن “الصناعات الجوية من القطاعات التي تؤمن تدفقا في الأرباح، وعلى غرار السياحة، إنه قطاع يتطلب بنى تحتية مثل الفنادق”.
مفاوضات مع “بوينغ” الأمريكية
وقال أخوندي إن مفاوضات تجري مع مجموعة بوينغ الأمريكية، المنافسة الكبرى لـ”إيرباص”، لشراء طائرات. وأشار أيضا إلى أن محادثات تجري مع واشنطن لإعادة الرحلات المباشرة بين إيران والولايات المتحدة التي توقفت منذ الثورة الإسلامية في 1979.
إلا أن هاربيسون أكد أنه على الرغم من “الحماسة” التي يثيرها هذا التبدل، فإن التغييرات لن تحدث بسرعة “لأنها تتطلب استثمارات مالية كبيرة وقوانين متينة وشفافة”.
وفي مجال النقل أيضا، أعلن وزير النقل الإيراني توقيع عقد بقيمة ملياري دولار مع الصين لاستخدام الكهرباء في تشغيل رحلات القطارات بين طهران ومشهد (شمال شرق)، ثاني مدن البلاد التي تبعد حوالي ألف كيلومتر عن العاصمة.