الرئيسية / الاسلام والحياة / في صفات المؤمنين – الحسن بن ابي الحسن الديلمي

في صفات المؤمنين – الحسن بن ابي الحسن الديلمي

03

مصفرة من خشية الله ، وألوانهم متغيرة، وبطونهم خميصة «اتخذوا الأرض فراشاً، والتراب بساطاً، والماء طيباً، والقرآن شعاراً، والدعاء دثاراُ».
وأتبعه بفصل من الأدب والخلق الرفيع ومكارم الأخلاق ، ولم ينس الغنى والفقر والأرزاق ، فعقد لها فصولاً.
أعقبها بفصل في ذكر الموت والقتل ، والفرق بينهما.
وجاء بعده بفصل في كلام أميرالمؤمنين عليه السلام في الاخوان وآداب الاخوة في الايمان .
وفصل مما ورد في ذكر الظلم .
وذكر وصية النبي لأبي ذر، وهي وصية مفصلة مطوَلة، وفيما أنزل الله على عيسى بن مريم عليه السلام من الوعظ . وهما من نوادر النصوص التى تستحق التدبر والاعتبار بها .
ورجع فذكر فصلاً مفصّلاً في ذكر حقوق الاخوان من أحاديثه .
ولم يهمل العبادة التي فيها تهذيب النفس وتكميلها وتحليتها بالفضائل ، فعقد فصلاً في قيام الليل والترغيب فيه .
ولم يهمل المؤلف أقوال الحكماء والمؤمنين الصادقين ، ومواقفهم البطولية في مجابهة طواغيت زمانهم ، فقد روى لنا من حكمة لقمان وصيته لولده تلك الوصيّة الخالدة المعروفة .
وروى لنا موقف خالد بن معمر لما سأله معاوية : على ما أحببت علياً؟ قال : على ثلاث خصال : على حلمه إذا غضب ، وعلى صدقه إذا قال ، وعلى عدله إذا ولي.
وكانت للشعر الحكمي والعرفاني عند الديلمي منزلة سامية، فقد ذكر المؤلف من هذه الأشعار مجموعة طريفة .
وذكر مواعظ بعض العلماء للحكام ، كما روى لنا كتاب الحسن البصرى إلى عمر بن عبدالعزيز.
ويذكر مآل المؤمنين الصالحين إلى الجنة والسعادة الأخروية حيث الحور

 

والولدان المخلدون ، والأنهار الجارية، ومنابر الياقوت الأحمر في خيام اللؤلؤ الرطب . . .
ويعقبه بقول أميرالمؤمنين عليه السلام : «فيا عجباً لمن يطلب الدنيا بذل النفوس والتعب ، ولا يطلب الآخرة بعز النفوس والراحة؟!» ويعقد بابأ مهشاً في حسن الظن باللّه تعالى جاء فيه الحديث إلقدسي الشريف :«أنا عند ظن عبدي بي ، فلا يظن بي إلآ خيراً».
ويعرج على قول النبي الأكرم صلى الله عليه وآله : «من حفظ عنّي أربعين حديثاً حشره الله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً».
ويستطرد بذكر الأربعين حديثاً المعروفة بالأربعين الودعانية لابن ودعان الموصلي .
وللأسماء الالهية الحسنى مكانها الشامخ في الكتاب ، استهلّها المؤلف بالحديث النبويَ الشريف:«إن لله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها ودعا بها دخل الجنة».
ثمَ يذكر فضائل قراءة القرآن الكريم وثواب تلاَوته ،ويستطرد في فضائل السور الكريمة سورة سورة.
ولآل البيت عليهم السلام النصيب الأوفر، حيث روى المؤلف عدة أحاديث في فضلهم ومكانتهم العليا عند الله تعالى.
وذكر المؤلف الخواتيم والفصوص فعقد لها فصلا ذكرفيه فضل التختّم بالفيروزج والياقوت والعقيق وأشباه ذلك .
وعقد فصلا لذكر الموت وما بعد الموت ، ساق فيه الأحاديث المبشرة للمؤمن والرادعة عن المعاصي ، والتي فيها أوصاف أهوال الموت والقبر والحساب. . .
وذكر الدعاء وأهميته في الدين الاسلامي وكونه من العبادة، فذكر أحاديث كثيرة منها، قوله عليه السلام : « ادعوا الله وأنتم موقنون بالاجابة، وإعلموا

 

أن الله لا يقبل دعاء من قلب غافل».
وختم كتابه بنصائح قيمة للقارئ اللبيب ، وهي خلاصة معاناة المؤَلف في حياة زاهدة تقية مؤمنة .
ومن ميزات الكتاب انفراده بأحاديث لم يعثرعليها في الكتب الروائية الموجودة، نقلها صاحب البحار عن كتابنا هذا.

شاهد أيضاً

في صفات المؤمنين – الحسن بن ابي الحسن الديلمي

21 تفسير سورة الإخلاص (قل هواللّه أحد) معناه أنه غيرمبعض ، ولا مُجَزّأ، ولا موهم ...