بعد ان ادعت السعودية القاء القبض عن خلية تجسس تقودها ايران وبدء محاكمة اعضائها تناولت صحيفة اندبندت البريطانية هذا الموضوع وكشفت عن اهداف السعودية الخفية من هذا الادعاء.
وجاء في تقرير للصحيفة : انه في عالم الاعلام الذي يخضع بشدة للرقابة في السعودية فإن انتشار قصة مثل ادعاء القاء القبض على خلية تجسس على يد مسؤولي البلاد سيشغل اذهان السعوديين.
ان المسؤولين السعوديين اعلنوا ان من تم محاكمتهم خلال هذا الاسبوع كانت ايران تديرهم وانهم كانوا ينشطون في السعودية واستطاعوا تسجيل نجاحات كبيرة.
ان معظم المتهمين في هذه القضية هم شيعة المنطقة الشرقية الغنية بالنفط في السعودية والتي تشهد احتجاجات في شوارعها ومطالبات بالاصلاحات الديمقراطية وقد بلغ غضب اهالي هذه المنطقة ذروته مع اعدام الشيخ نمر النمر في شهر يناير الماضي.
وتقول تقارير وسائل الاعلام السعودية ان هذه الخلية التجسسية نقلت الى ايران معلومات حساسة عن المنشآت والمراكز العسكرية السعودية وقامت بعمليات تخريبية ضد الاقتصاد السعودي وأججت نيران الخلافات الطائفية. وانتشرت اجزاء هذه الخلية في عدة مدن مثل مكة والرياض وادعت السعودية ان عناصر هذه الخلية كانوا قد التقوا قائد الثورة الاسلامية في ايران ايضا.
واشار تقرير صحيفة اندبندنت الى الاهداف الخفية السعودية من وراء مثل هذا الاعلان، وتابع : ان النائب العام السعودي قد طلب حكم الاعدام للعدد الاكبر من هؤلاء الـ 32 شخصا المعتقلين بتهمة التجسس لكن المقربين من المتهمين والمواطنين الشيعة بشكل عام يؤكدون ان دوافع سياسية كانت وراء اعتقال هؤلاء.
ويجب القول ان هذه الاعتقالات والقصص المتعلقة بها ستشرد اذهان الرأي العام السعودي عن قطع الدعم الحكومي للمواطنين والذي يعتبر ضربة كبيرة للمواطنين العاديين في السعودية كما يمكن القول ان هذه القصة ستهمش موضوع الحرب السعودية في اليمن والتي افتعلها قبل نحو عام وزير الدفاع السعودي “محمد بن سلمان” والذي يعتبر الابن المدلل للملك السعودي.
وتشير الاندبندنت في تقريرها الى اوضاع احد المواطنين الشيعة الذي اعتقلته السلطات السعودية وتقول: ان الشيخ “بدر آل طالب” هو من الشخصيات التي اعتقلتها السلطات السعودية في عام 2013 وقد تفاجأت عائلته واصدقائه بسبب هذا الاعتقال فهذا الشخص الذي هو أب لستة اولاد كان له نشاط اقتصادي صغير وكان صاحبا لمطعم ويدير الشؤون الدينية للشيعة في مكة المكرمة، وقد قال احد اصدقائه الذي لم يرد ذكر اسمه ان الشيخ كان انسانا هادئا ومتدينا قويا وانسانا نجيبا ولم يكن يتكلم عن القضايا السياسية ولم يكن ينتقد الحكومة.
ومنذ اعتقال “الشيخ بدر” لم تتمكن عائلته من الاتصال به الا بشكل محدود جدا فقد كان مسموحا للشيخ بالتكلم هاتفيا مع عائلته لمدة 3 دقائق فقط كل شهرين او ثلاثة اشهر وعندما قابلته عائلته بعد فترة طويلة تحدث الشيخ لهم عن احراق جسده بالسجائر واحتجازه في السجن الانفرادي ومنعه من النوم لثلاثة ايام وغير ذلك.
والآن تتحاشى عائلة الشيخ التكلم عن هذا الموضوع ومتابعته بشكل اكبر خشية الاجراءات العقابية للسلطات السعودية وهناك جدار من الصمت قد بني امام هؤلاء وتركتهم السلطات وحيدين وفي حالة الخوف.
وعندما نسأل صديق الشيخ هل يجب على الدول الغربية ان تقوم بخطوات من اجل التدخل في مثل هذه القضايا أم لا؟ يجيب “بالتأكيد، ان هؤلاء يدعون بأنهم حماة الديمقراطية والان قد حان الوقت ليثبتوا ادعاءاتهم”.