الرئيسية / بحوث اسلامية / تقدم الشيعة في علوم القرآن

تقدم الشيعة في علوم القرآن

الصحيفة الثالثة
في أول من صنف في أحكام القرآن
فاعلم أن أول من صنف في ذلك محمد بن السائب الكلبي، من أصحاب الباقر المتقدم ذكره، قال ابن النديم في «الفهرست» عند ذكره للكتب

[ 30 ]
المؤلفة في القرآن ما لفظه: كتاب أحكم القرآن للكلبي رواه عن ابن عباس قلت: وقد عرفت أن وفاة ابن السائب الكلبي كانت سنة ست وأربعين ومائة، فقول السيوطي: «أول من صنف أحكام القرآن الإمام الشافعي» محل تأمل، لأن وفاة الإمام الشافعي سنة أربع ومائتين، وله من العمر أربع وخمسون سنة، وكذا ما ذكره في «طبقات النحات» من أن أول من كتب في أحكام القرآن هو القاسم بن أصبع بن محمد بن يوسف البياني القرطبي الأندلسي الأخباري اللغوي، توفي سنة أربعين وثلاث مائة، عن ثلاث وتسعين سنة وأيام.

 

الصحيفة الرابعة
في أول من صنف في غريب القرآن
فاعلم أن أول من صنف في ذلك شيخ الشيعة أبان بن تغلب، وقد نص على تصنيفه في ذلك علماؤنا، وكذلك نص عليه ياقوت الحموي في «معجم الأدباء» والجلال السيوطي في «للبغية الوعاة» ونصوا على وفاته في سنة إحدى وأربعين ومائة.
وقال السيوطي في كتاب «الأوائل» أول من صنف غريب القرآن أبو عبيدة معمر بن المثنى، ونص على تاريخ وفاته – هو وغيره – أنها كانت سنة تسع، وقيل ثمان، وقيل عشرة، وقيل إحدى عشرة ومائتين، ولا أظن أن السيوطي غفل عما ذكره هو في ترجمة أبان بن تغلب، أن له كتاب «غريب القرآن» لكنه يريد أول من صنف في ذلك من أهل البصرة، وليس أبو عبيدة، من أهل السنة، حتى يقال أنه أراد أول أهل السنة،

[ 31 ]
لأنه من الخوارج الصفوية بنص الجاحظ في «كتاب الحيوان» المطبوع في هذه الأيام بمصر.
ثم أعلم أن المصنفين في غريب القرآن بعد أبان جماعة من الشيعة منهم: أبو جعفر الرواسي. وهو متقدم أيضاً على أبي عبيدة، ومنهم أبو عثمان المازني، المتوفى سنة ثمان وأربعين ومائتين. والفراء المتوفى سنة سبع ومائتين، وابن دريد الكوفي اللغوي، المتوفى سنة 221 هـ، وعلي بن محمد السيمساطي، وسيأتي تراجم هؤلاء في فصل علم النحو، وفصل علم اللغة، والدلالة على تشيعهم.
الصحيفة الخامسة
في تقدم الشيعة في التصنيف في معان شتى من القرآن
فاعلم أن أول من صنف من الشيعة كتاب «معاني القرآن» هو أبان بن تغلب، المتوفى سنة إحدى وأربعين ومائة هـ، ونص على كتابه هذا ابن النديم في «الفهرست» والنجاشي في «أسماء مصنفي الشيعة» وغيرهما، ولم أعثر على أحد صنف فيه قبل إبان. نعم صنف فيه منا: الرواسي، والفراء
قال ابن النديم كتاب «معاني القرآن» للفراء، ألفه لعمر بن بكر، وهما من الشيعة أيضاً.
وأول من صنف كتاباً في الناسخ والمنسوخ عبد اللّه بن عبد الرحمن الأصم المسمعي البصري، من شيوخ الشيعة، من أصحاب أبي عبد اللّه الصادق عليه السلام، وبعده دارم بن قمصة بن نهشل بن مجمع أبو الحسن التميمي الدارمي، من شيوخ الصدر الأول من الشيعة، عمر حتى أدرك الإمام الرضا ومات في أواخر المائة الثانية، له كتاب «الوجوه والنظائر» وكتاب

[ 32 ]
«الناسخ والمنسوخ» وقد ذكرهما النجاشي في ترجمته في فهرست أسماء المصنفين من الشيعة، وصنف بعدهما في ذلك الحسن بن علي بن فضال، صاحب الإمام علي بن موسى الرضا، وتوفى سنة أربع وعشرين ومائتين، والشيخ الأعظم أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري القمي، صاحب الرضا أيضاً، وعاش حتى أدرك الإمام أبا محمد الحسن العسكري.
ويظهر من الجلال السيوطي أن أول من صنف في ذلك أبوعبيد القاسم ابن سلام، المتوفى سنة أربع وعشرين ومائتين، وهو من المعاصرين للحسن بن علي بن فضال المصنف في ذلك، ومتأخر عن المسمعي بكثير، بل وعن دارم بن قبيصة.
وعلى كل حال فالشيعة هم المتقدمون في ذلك، وأول من صنف في نوادر القرآن (علي بن الحسين بن فضال) أحد شيوخ الشيعة في المائة الثالثة.
قال ابن النديم في الفهرست: وكتاب الشيخ علي بن ابراهيم بن هاشم في نوادر القرآن، شيعي: كتاب علي بن الحسن بن فضال من الشيعة، كتاب أبو النصر العياشي من الشيعة، انتهى.
قلت: ولأحمد بن محمد السياري الكاتب البصري أيضاً كتاب «نوادر القرآن» كان السياري يكتب للطاهر في زمن الإمام العسكري، ولأبي الحسن محمد بن أحمد بن محمد المعروف بالحارثي، كتاب «نوادر علم القرآن».
قال النجاشي: كان وجهاً من وجوه أصحابنا، ثقة.
وأول من صنف في متشابه القرآن: حمزة بن حبيب الزيات الكوفي، من شيعة أبي عبد اللّه الصادق وصاحبه، المتوفى سنة ست وخمسين بعد المائة بحلوان.

[ 33 ]
قال ابن النديم: وكتاب «متشابه القرآن» لحمزة بن حبيب، وهو أحد السبعة من أصحاب الصادق، انتهى بحروفه.
وكذلك الشيخ أبو جعفر الطوسي، عده في أصحاب الصادق، وقبلهما ابن عقدة عده في أصحاب الصادق في رجاله، وقد صنف جماعة من أصحابنا المتقدمين في ذلك كمحمد بن أحمد الوزير المعاصر للشيخ الطوسي، له كتاب «متشابه القرآن» وللشيخ رشيد الدين محمد بن علي بن شهر اشوب المازندراني، المتوفى سنة 588 كتاب «متشابه القرآن».
وأول من صنف في مقطوع القرآن وموصوله هو الشيخ حمزة بن حبيب، وقد ذكر محمد بن إسحاق – المعروف بابن النهيم – في «الفهرست» كتاب مقطوع القرآن وموصوله لحمزة بن حبيب، أحد السبعة من أصحاب الصادق.
وأول من وضع نقط المصحف وأعربه وحفظه عن التحريف في أكثر الكتب، هو أبو الأسود، وفي بعضها يحيى بن يعمر العدواني تلميذه، والأول هو الأصح، وأيهما كان: فالفضل للشيعة، لأنهما من الشيعة بالاتفاق، وقد أكثرنا في الأصل نقل النصوص والشواهد على ذلك.
وأول من صنف في مجال القرآن – فيما أعلم – الفراء يحيى بن زياد، المتوفى سنة سبع ومائتين، والآتي ذكره في أئمة علم النحو، وقد نص المولى عبد اللّه أفندي في «رياض العلماء» على أنه من الشيعة الإمامية.
ثم قال: وما قال السيوطي من ميل الفراء إلى الاعتزال، لعله مبني على خلط أكثر علماء الجمهور بين أصول الشيعة والمعتزلة، وإلا فهو شيعي إمامي، أنتهى.

[ 34 ]
وقد كتب في مجازات القرآن جماعة، وأحسن ما صنف فيه كتاب «مجازات القرآن» للسيد الشريف الرضي الموسوى أخي السيد المرتضى.
وأول من صنف في «أمثال القرآن» هو الشيخ الجليل محمد بن محمد بن الجنيد، وقد ذكر ابن النديم في «الفهرست» في آخر تسمية الكتب المؤلفة في معان شتى من القرآن، ما لفظه كتاب «الأمثال» لابن جنيد، انتهى. ولم أعثر على أحد صنف في ذلك قبله.
وأول من صنف في فضائل القرآن أبي بن كعب الأنصاري الصحابي نص عليه ابن النديم في «الفهرست» وكأن الجلال السيوطي لم يطلع على تقدم أبي في ذلك، فقال: أول من صنف في فضائل القرآن الإمام محمد بن إدريس الشافعي، المتوفي سنة أربع ومائتين، إنتهى.
ثم إن السيد علي بن صدر الدين المدني صاحب السلافة قد نص على تشيع أبي بن كعب في كتاب «الطبقات» أعني الدرجات الرفيعة في «طبقات الشيعه» واكثر من الدلالات والشواهد على تشيعه، وقد زدت أنا عليه شواهد ودلالات في الأصل.
وقد صنف منا أيضاً جماعة في ذلك منهم الحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني، ومحمد بن خالد البرقي، وهما في عصر الرضا، وأحمد بن محمد السياري أبوعبد اللّه الكاتب البصري، كان في زمن الظاهر، والإمام العسكري ومحمد بن مسعود العياشي، وعلي بن إبراهيم بن هاشم شيخ الكليني وأحمد ابن محمد بن عمار أبو علي الكوفي المتوفى سنة ست وأربعين وثلثمائة وغيرهمم من شيوخ أصحابنا.
وأول من صنف في أسباع القرآن كتاباً وكتاباً في حدود آي القرآن،

[ 35 ]
حمزة ابن حبيب الكوفي الزيات، أحد السبعة من الشيعة، كما تقدم النص على ذلك من الشيوخ، وقد ذكر كتاب «أسباع القرآن» وكتاب «حدود آي القرآن» ابن النديم في «الفهرست» لحمزة المذكور ولا أعلم أحداً تقدمه فيها.

شاهد أيضاً

تقدم الشيعة في علوم القرآن

الصحيفة السابعة في أول التفاسير الجامعة لكل علوم القرآن فاعلم أن أول تفسير جمع فيه ...