الرئيسية / تقاريـــر / أردوغان يرفع سلاح “إسقاط الجنسية” ضد معارضيه – مجيد أمين

أردوغان يرفع سلاح “إسقاط الجنسية” ضد معارضيه – مجيد أمين

المعروف ان سياسة “اسقاط الجنسية” عن المواطنين لانشطتهم المعارضة للنظم السياسية، هي سياسة غير انسانية وتعسفية وغير قانونية ولا اخلاقية، الا ان الانظمة الاستبدادية والقبلية ، كثيرا ما تلجأ اليها كما كان الحال في العراق في ظل حكم الديكتاتور صدام حسين، وكما هو الحال في البحرين.

 

ممارسة هذه السياسة غير الانسانية من قبل بعض الانظمة الاستبدادية والقبلية تكشف حجم الهوة التي تفصل بين هذه الانظمة وشعوبها، كما تكشف مدى العجز والضعف الذي تشعر به هذه الانظمة ازاء شعوبها لذلك تلجأ هذه الانظمة المرعوبة الى حرمان الانسان من المواطنة والوطن وحقوقه الطبيعية، لمجرد انه انتقد رئيس او ملك او امير في بلاده، ظنا منها انها تكمم افواه المواطنين بزرع الرعب في قلوبهم.

 

رغم سير الاحداث في العراق والبحرين، اثبت عقم هذه السياسة اللانسانية ، التي لم تنجح في تكميم الافواه فحسب، بل ساهمت في خلق حالة من الرفض المضاعف للانظمة الاستبدادية والقبلية، نرى تهديد النظام التركي الذي يدعي الديمقراطية وحقوق الانسان، الى استخدام هذه السياسة كسلاح ضد معارضيه وبشكل علني وسافر، في الوقت الذي يتطلع فيه النظام التركي للانضمام الى الاتحاد الاوروبي.

 

الكوارث التي نُكبت بها تركيا بسبب سياسة اردوغان الداخلية والخارجية ، والتي دفعت بتركيا الى ان تكون من ضمن البلدان الاقل امنا في المنطقة، بعد ان كانت جزيرة هادئة تستقطب ملايين السياح من مختلف انحاء العالم، الذين كانوا يدرون على تركيا عائدات تصل الى ما بين 40 و60 مليار دولار في العالم، كان يمكن ان تكون عاملا ضاغطا يدفع اروغان الى اعادة النظر في سياسته التي اوصلت تركيا الى ماوصلت اليه الان، نراه على العكس تماما، تاخذه العزة بالاثم، ويلجأ الى رفع السلاح الاستبدادي والقبلي والقذر ضد معارضية، وهو سلاح اسقاط الجنسية عنهم .

 

اردوغان وفي كلمة له امام محامين اتراك في العاصمة أنقرة يوم الثلاثاء 5 نيسان/ ابريل، اعلن وبصراحه : نحن “عازمون على اتخاذ كافة التدابير ضد منظمة “ب ك ك ” الإرهابية (حزب العمال الكردستاني التركي )، بما في ذلك إسقاط الجنسية عن أنصارها، بغية عزلهم، فهؤلاء لا يمكن أن يكونوا مواطنينا، وهو ما اثار ردود فعل داخل تركيا، نظرا الى معرفة الشعب التركي بعقلية اردوغان، فهو عندما يضع حزب العمال الكردستاني كهدف لاي اجراء ، فان هذا الاجراء سينسحب على جميع معارضيه السياسيين، وليس غريبا على اردوغان ان يلصق تهمة التعاطف مع حزب العمال الكردستاني، بأي معارض يريد التخلص منه، وهو ما اشار اليه اردوغان بشكل واضح في تلك الكلمة عندما قال : “ان هناك محامين وأطباء وصحفيين وأكاديميين، يعملون كخلية تابعة للمنظمة الإرهابية”.

 

تخوف الاتراك من استهداف سلاح اردوغان الجديد لجميع معارضيه، هو تخوف في محله، فاردوغان أشار في كلمته، أن أحداث منتزه غزي بارك عام 2013، واعتبرها انها كانت “محاولة انقلاب ” ، قام بها الكيان الموازي، في 17 و25 ديسمبر/ كانون الأول 2013، كما اعتبر الاجواء السياسية، التي تشكلت عقب انتخابات 7 يونيو/ حزيران 2015، بانها كانت مؤامرة ضده ، وربط كل ذلك باستئناف حزب العمال الكردستاني عملياته، واضعا كل تلك الاحداث في سلة واحدة، فهي من وجهة نظره “مشاهد من مؤامرة واحدة”، فالجميع في خان حزب العمال الكردستاني، وبالتالي سيفتح اردوغان فوهة سلاحه الجديد على الجميع.

 

رغم اننا نتمنى كل الخير لتركيا البلد الاسلامي الكبير، الا انه وللاسف الشديد، جميع تصرفات وتصريحات اردوغان ازاء القضايا الداخلية والخارجية، لا تبشر بخير، فهي تشير الى ان تركيا مقبلة على سنين عجاف، امنيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا، مادام اردوغان بهذه العقلية المغلقة وبهذا العناد غير المفهوم.

 

شاهد أيضاً

سكان إسطنبول يقرعون الأواني في وجه أردوغان

اعترض عدد من سكان أحياء مدينة إسطنبول التركية على نتيجة الاستفتاء الدستورية الذي تقدم به ...