الطريق إلى الله تعالى للشيخ البحراني25
18 مارس,2023
الاسلام والحياة, زاد الاخرة
1,001 زيارة
25)فيا أيها الأخ !.. اعلم أنّ طريقة أهل البيت (ع) على أن تعرف بأنها ليست شيئاً في نفسها ، فمهما رأيتها شيئاً وتريد أن تتركها لشيءٍ آخر أحسن منها ، فأنت لم تهتدِ إلى طريقة أهل البيت (ع) .
فأجمع فكرك وتضرّعك إلى ربّك في أن يعرّفك الدنيا على ما هي عليه عند أهل البيت ، لتكون في الذين يقتفون آثارهم ، ويتبعون منهاجهم ، وإلا فنحن بوادٍ والعذول بوادٍ.
وإذا تبدّه عندك بعض النظر الصحيح ، والفكر الثابت المليح أن الدنيا ليست شيئاً يطلب ، ولا مما يصح أن يتوجّه إليه القصد ، فلا مناص لك عن انحصار قصدك وتوجّهك فيما يرجع إلى الله ، وفيما يطلب الله.
فإذا اتفق أنه يصدر منك بعــد ذلك شيءٌ لا لله سبحانه بل لمقتضى الطبع ، أو لميل النفس ، أو لمخادعة الشيطان (لعنه الله) فهذا مما لم يكن داخلاً تحت قصدك ، ولا مندرجاً تحت إرادتك وعزمك ، بل أشبه شيءٍ بالكلام الذي يقع منك غلطاً ، أو الكلام الذي أوقعك فيه الغير بحيلةٍ ، أو خديعةٍ ، أو أنه وقع منك نسياناً لما أنت بانٍ عليه ، أو سهواً عما أنت عازمٌ عليه ، فيصحّ لك على هذا أن تقول في الزيارة الجامعة:
( مطيعاً لكم )
حيث أنك في حال القصد والتخلية لا تطيع إلا لهم ، ولا ترى غيرهم من أعدائهم أهلاً للطاعة إلا أن تُخدع ، أو تفرّ أو تسهو ، أو تغلط فتقع في غير مرادك ، وخلاف قصدك ، فيتأتى منك حينئذ التوبة الصادقة ، والاستغفار الصادق ، حيث إنك دائماً عازم على عدم العود في الإثم ، وعلى الاستمرار على الطاعة (8) …..
________________________________________
(8) هذه صورةٌ من صور الواقعة التي اتبعها المؤلف في نهجه الأخلاقي ، فإنّ الزلل الحاصل من الغفلة أو السهو لا ينبغي أن يبعث اليأس في نفس السالك ، فإنّ القلب كثير التقلب بطبيعته ، والله تعالى يحب التوابين كما يحب المطهرين ، وقد شبهت بعض الروايات المؤمن بالسنبلة التي تخرّ تارةً وتستقيم أخرى .. ومن المعروف عند أهل المعرفة أنّ حركة العبد التكاملية بعد كلّ إنابةٍ وتوبةٍ ، قد تشتدّ لتكون سبباً لتعويض المراحل التي خسر في طيّها عند الغفلة أو الشهوة.( المحقق )
________________________________________
الاسلام . بحوث اسلامية الاسلام والحياة 2023-03-18