بعد ساعات على انطلاق عملية تحرير مدينة الفلوجة، اعلنت القوات المسلحة العراقية، تحرير منطقة الشهابي وسط القضاء، وتحرير منطقة الدواية شمال قضاء الكرمة.
وتمكنت القوات الأمنية والحشد الشعبي من تحرير مناطق المخازن والسجر والصبيحات وجسر التفاحة ومساحات واسعة من منطقة الشهابي، فضلا عن اقتحام منطقة النعيمية والتوجه نحو منطقة حي الشهداء، وذلك بعد ساعات على إعلان رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي انطلاق عمليات تحرير الفلوجة.
وعلق القائد العام للقوات المسلحة العراقية ورئيس الوزراء حيدر العبادي على النجاحات في معركة الفلوجة قائلاً:” إن نجاح خطة تحرير قضاء الفلوجة فاقت التوقعات، معرباً عن أمله بأن يتم تحرير المدينة بالكامل خلال الفترة المقبلة”.
و ذكر العبادي في كلمه له بمقر قيادة عمليات تحرير الفلوجة إنّ “القوات تقدمت منذ الصباح الباكر على مختلف المحاور، باتجاه تحرير كل المناطق، التي تحتلها داعش حول الفلوجة وان شاء الله تنتهي العملة بتحرير المدينة بالكامل “.
وتابع “أن الخطة وضعت لتقدم القوات من عدة محاور، وجاء نجاح الخطة افضل من ما كان متوقعاً، والعدو ينهار بشكل كبير والأبطال يدكون أوكار الدواعش بشكل مستمر، مشيراً إلى أنّ “الخطة وضعت منذ اكثر من شهرين، وكان يفترض أنّ تبدأ سابقاً لكن المشاكل في بغداد اخرت بعض التحضيرات “.
وأضاف أن ” هذه العملية جاءت لتحرير المدنيين من قبضة عصابات داعش الارهابية التي انتهكت كل القوانين السماوية والقوانين في الارض “.
وأكد أنّ “من يشترك في هذه العملية قطعات الجيش العراقي ومكافحة الارهاب الشرطة الاتحادية والحشد الشعبي وابناء العشائر وشرطة الفلوجة، لتحريرالمدينة، ونتمنى ان يتم تحرير المدينة في الفترة القريبة المقبلة ، مبينا ان” الفلوجة سقطت بيد الدواعش قبل عامين ، وهناك تحدي خطير والمهم ان يتم حفظ سلامة المدنيين، مضيفا انه “تم توجيه المدنيين بان هناك مناطق امنة، ليتم اخراجهم ومن لم يتمكن من الخروج فليبقى في منزله لحين تحرير المدينة”.
من جانبه قال قائم مقام قضاء الكرمة، احمد مخلف الدليمي، الاثنين، أنه تم رفع العلم العراقي فوق مجلس الكرمة، مضيفاً ان “القوات الامنية تمكنت اليوم، من تحرير منطقة الشهابي وبناية مجلس القضاء وسط الكرمة (٥٣ كم شرق الرمادي)، ورفع العلم العراقي فوقهما“، وأضاف الدليمي ان “عملية التحرير جاءت بعد تكبد داعش خسائر مادية وبشرية”، مشيرا الى ان “باقي عناصر التنظيم هربوا من المنطقة وبناية المجلس“.
الى ذلك أعلنت قيادة الحشد الشعبي، الاثنين، عن اكمال الصفحة الأولى من تحرير الكرمة وصولا إلى النهر، فيما قللت من أهمية انفاق وملاجئ تنظيم “داعش” الاجرامي في الفلوجة.
وقال عضو هيئة الرأي بالحشد الشعبي كريم النوري إن “قوات الحشد الشعبي والقوات الأمنية قطعت مسافات مهمة في تحرير منطقة الكرمة”، مؤكدا “اكمال الصفحة الاولى من تحرير المنطقة وصولا الى النهر”.
وأضاف النوري، أن “الحديث عن انفاق وملاجئ داعش في افلوجة يراد منه تهويل قدرة داعش”، مؤكدا أن “قوات الحشد الشعبي والقوات الأمنية ستدفن الدواعش في انفاقهم”.
وتمكنت القوات الأمنية والحشد الشعبي من تحرير منطقة المخازن ومساحات واسعة من منطقة الشهابي، ومنطقتي السجر والصبيحات فضلا عن اقتحام منطقة النعيمية والتوجه نحو منطقة حي الشهداء، وتحرير جسر التفاحة جنوب شرق الفلوجة، والمجلس البلدي في الكرمة وذلك بعد ساعات على إعلان رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي انطلاق عمليات تحرير الفلوجة.
من جانبه أوضح القيادي في الحشد الشعبي يوسف الكلابي أن من أسباب انكسار تنظيم داعش الإجرامي في معركة تحرير الفلوجة هي مشاركة قوات النخبة الخاصة بحرب المدن، فضلاً عن تشكيل حشدٍ من ابناء المدينة للقتال معهم.
وقال الكلابي في تصريح لوكالة “المعلومة” العراقية إن “القطعات العسكرية المشاركة في معركة تحرير الفلوجة من سيطرة تنظيم داعش الإجرامي ما زالت تواصل تقدمها باتجاه أوكار التنظيم، إضافة لتطهير المباني والطرق من العبوات والمواد المتفجرة، بهدف إنهاء المعركة بأقل الخسائر المادية والبشرية الممكنة”، موضحاً أن “عناصر تنظيم داعش الإجرامي بدؤوا بالهروب أمام تقدم القطعات العسكرية نتيجة انكسار خطوطهم الدفاعية الأمامية”.
وأضاف أن “الحشد الشعبي فاجئ تنظيم داعش الإرهابي بإستراتيجيتين جديدتين من بينها مشاركة قوات النخبة المدربة لأكثر من أربعة أشهر على إدارة حرب المدن والتي تتمتع بكفاءات قتالية كبيرة، فضلاً عن تشكيل حشدٍ مكون من أهالي مدينة الفلوجة ومشاركتهم في عملية التحرير”، مبيناً أن “الإستراتيجيتين المذكورتين أجبرتا تنظيم داعش على الانسحاب من مساحات واسعة”، وتابع الكلابي أن “الحكومة العراقية هيأت مجمعاً في عامرية الفلوجة لإيواء المدنيين النازحين”.
وكانت فصائل الحشد الشعبي اكملت استعداداتها وتحشيداتها في محاور قضاء الفلوجة المختلفة خلال الايام القليلة الماضية، فيما وصلت تعزيزات عسكرية هي الاولى من نوعها إلى محيط القضاء.
ويعيش تنظيم داعش الإرهابي حالة من الانكسار والذعر نتيجة تقدم القوات الأمنية في المناطق التي تسيطر عليها عناصر التنظيم، فيما تمكنت القطعات العسكرية من اقتحام مدينة الفلوجة في ليلة متأخر من الأمس وتدمير الخطوط الدفاعية لداعش.
ويتوقع خبراء أن تكون معركة الفلوجة “اسهل واسرع” معركة يمكن ان تخوضها القوات المسلحة العراقية والحشد الشعبي نظرا لحجم الاستعدادات والتحضيرات التي سبقت انطلاق العملية بالاضافة الى انهيار تنظيم داعش داخل الفلوجة، والذي تمكن من فرض سيطرته على القضاء الفلوجة قبل حوالي ثلاثة اعوام، حيث أعلنها التنظيم أول ولاية له في العراق، وذلك ابان حركة ما سميت بــ”ساحات الاعتصام” الذي شهدته محافظة الأنبار وانتهت باجتياح داعش لاجزاء واسعة من المحافظة.