الرئيسية / من / الشعر والادب / مدارس آيات خلت من تلاوة ** ومنزل وحى مفقر العرصات

مدارس آيات خلت من تلاوة ** ومنزل وحى مفقر العرصات

اسمه ونسبه : هو دعبل بن على بن رزين بن سليمان بن تميم بن نهشل بن خداش بن خالد
بن عبد بن دعبل بن انس بن خزيمة بن سلامان بن اسلم بن حارثة بن عمرو بن عامر بن
مزيقيا ( 1 ) .

 
ويقول ابن حجر في لسانه : هو دعبل الشاعر وهو دعبل بن رزين بن سليمان الخزاعي
أبو على الشاعر المشهور كان جده رزين مولى عبد الله بن خلف الخزاعي والده طلحة
الطلحات ويقال انه من ولد بديل بن ورقاء الصحابي ( 2 ) .
هذا هو المشهور عند أكثرهم وقد اجمع على عودة نسبه إلى خزاعة احدى قبائل اليمن
الشهيرة .

 
ويكنى دعبل أبا على عند أبى الفرج والخطيب البغدادي وابن عساكر وأبا جعفر
عند محمد بن أيوب والمشهور الأول .
أصل كلمة دعبل : – دعبل لقب وهو بكسر أوله وثالثه وسكون المهملة بينهما وآخره
لام وهو اسم الناقة الشارف ويقال أيضا للشئ القديم ( 3 ) .
– الدعبل : الناقة التي معها ولدها أيضا : البعير المسن ( 4 ) .
– وعن لسان دعبل قال : كنت جالسا مع بعض أصحابنا ذات يوم فلما قمت سأل رجل – لم يعرفني – أصحابنا عنى فقالوا : هذا دعبل فقال : قولوا في جليسكم خيرا كأنه ظن اللقب شتما . وبهذا السند عن دعبل قال : صرع مجنون مرة بحضرتي فصحت في آذنه ثلاث مرات دعبل فآفاق ( 1 ) .

 
مولده :
ولد دعبل سنة 148 ه وهو الأرجح وقال ابن حجر في لسان ولد سنة 142 ه أصله من الكوفة ويقال انه من قرقيس وأقام ببغداد ( 2 ) .
صفته :
في تاريخ بغداد بسنة عن أبى بكر احمد احمد بن القاسم اخى آبى الليث
الفرائضي : كان دعبل بن على اطراوشا وكان في قفا سلع وفي راوية : في عنفقته ( 3 )
. وفي الأغاني بسنده : نظر دعبل يوما في المرآة فجعل يضحك وكان في عنفقته سلعة
فقلت له من اى شئ تضحك قال نظرت إلى وجهي في المرآة ورأيت هذه السلعة التي
في عنفقتى فذكرت قول الفاجر أبى سعد :
وسلعة سوء به سلعة
ظلمت أباه فلم ينتصر
معرفته باللغة وقدرته على الشعر :
في الأغاني بسند عن محمد بن زكريا بن ميمون الفرغاني : سمعت دعبل بن على يقول في
كلام جرى ( ليسك ) فأنكرته عليه فقال : دخل زيد الخيل على النبي صلى الله عليه وآله
وسلم فقال له يا زيد ما وصف لي رجل الا رأيته دون وصفه ليسك يريد غيرك .

 

و
كان جذابا في حديثه فالرشيد عندما سمع شعر دعبل
استحسنه وأرسل اليه عشرة آلاف درهم وخلعة من ثيابه ومركبا من مراكبه قبل آن
يراه ( 1 ) .

 
أساتذته :
في تاريخ دمشق انه حدث عن المأمون ومالك بن انس ويقال انه حدث عن يحيى بن
سعيد الأنصاري وشعبة بن الحجاج وسفيان الثوري وسالم بن نح ومحمد بن عمر
الواقدي وجماعة سواهم . ومن مشايخه في الأدب مسلم بن الوليد تخرج عليه وتعلم
منه . وفي لسان الميزان له رواية ان مالك شريك والواقدي والمأمون وعلى بن
موسى الرضا ويقال إن له رواية عن شعبة والثوري .

 
تلاميذه :
في تاريخ دمشق روى عنه احمد بن داود ومحمد بن موسى الترمذي وآخوه إسماعيل
اه . ومر آن احمد بن القاسم روى عن قصيدته التائية . والأغاني آنه خرج الفضل بن
العباس جعفر بن محمد بن الأشعث الذي قال أبو الفرج انه ان دعبلا كان مؤدبا
قديما . وفي لسان الميزان روى عنه أخوه على بن على ئ ولم يذكر رواية أخيه
إسماعيل عنه . وقد مر عن النجاشي انه يروى عنه موسى بن حماد اليزيدي . وعن جامع
الرواة أنه نقل رواية على بن الحكم عنه في باب مولد أبى جعفر الثاني عليه السلام
من الكافي .
مؤلفاته :
– كتاب طبقات الشعراء ( 2 ) .
– كتاب الواحدى مثالب العريب ومناقبها ( 3 ) .

 
– ديوان شعر .
ديوان شعره :
له شعر كثير مجموع في ديوان . وقد كان هذا الديوان مشهورا في العصور السابقة
ولكنه اليون مفقود كما فقد غيره من نفائس الدواوين الشعرية .
ويدل على كثرة شعره ما ذكر صاحب الأغاني عن هاشم بن محمد الخزاعي وعن الجاحظ
عن دعبل : مكثت نحو ستين سنة ليس من يوم ذر شارقة الا وآنا أقول فيه شعرآ .
وقد نظم في جميع فنون الشعر . ومن الأسباب التي أدت إلى اتلاف ديوان دعبل و
اضطهاده لمهاجته الخلفاء والحكام .
ولهذا نرى شعر دعبل مششتا في صفحات الكتب الأدبية منها والتاريخية .

 
وأشهر قصائد تلك التي مدح فيها أهل البيت عليهم السلام والتي تعرف
بالتائية مطلعها :
* مدارس آيات خلت من تلاوة
ومنزل وحى مفقر العرصات
ولم يبق أديب أو مؤرخ أو شاعر الا وذكر بعضا من أبياتها .

 
وفى الأغاني ( قصيدته مدارس آيات . . . ) من أحسن الشعر وفاخر المدائح المقولة في
أهل البيت عليهم السلام وكتبها فيملا يقال على ثوب واحرم فيه وامر ان يكون في
أكفانه . وسنأتى على ذكر القصيدة بالتفصيل لاحقا .

 
أقوال العلماء والمترجمين فيه :
في الخلاصة : دعبل بكسر الدال ئ اسكان العين المهملتين وكسر الباء الموحدة و
بعدها لام ابن على الخزاعي أبو على الشاعر مشهور في
أصحابنا حاله المشهور في الايمان وعلو المنزلة عظيم الشأن رحمة الله ( 1 ) .
النجاشي ( 2 ) : دعبل بن على الخزاعي أبو على الشاعر مشهور في أصحابنا صنف كتاب
طبقات الشعراء وكتاب الواحد في مثالب العرب ومناقبها .

 
الكشي في رجاله : دعبل بن على الخزاعي الشاعر من أصحاب الرضا عليه السلام .
المزبانى في النبذة المختارة من كتاب تلخيص اخبار الشعراء الشيعة كما في نسخة
المخطوطة التي عند الأمين ( 3 ) وفيها ذكر ترجمة 28 شاعرا منهم دعبل وهو الثاني
والعشرون منهم قال : دعبل بن على الخزاعي كان شاعرا مجيدا وكان على غاية من
الفقر . ثم ذكر خبره مع الرشيد الذي كان سببا في حسن حاله .
وعن دولتشاه السمرقندي في تذكرته عن ( مجالس المؤمنين ) انه قال ما ترجمته : دعبل
بن على الخزاعي : له فضل وبلاغة ريادة عن الوصف . وكان متكلما أديبا شاعرا عالما .

 
الذهب في ميزانه : دعبل بن على الخزاعي الشاعر المفلق رافضي بغيض هرب من
المتوكل وعاش نحوا من تسعين سنة
ابن حجر في لسانه ( 4 ) : هو دعبل بن على بن رزين بن سليمان الخزاعي أبو على
الشاعر المشهور من الكوفة وتعاطى في أول امره الأدب حتى مهر فيه وقال الشعر
الفائق .

 
ابن خلكان : كان شاعرا مجيدا الا انه كان بذىء اللسان مولعا بالهجو
هجا الخلفاء فمن دونهم وطال عمره فكان يقول : لي ثلاثون سنة احمل خشبتى على
كتفي ما أجد من يصلبنى عليها .

 
أبو الفرج الاصفهاني في أغانيه ( 1 ) : شاعر متقدم مطبوع هجا خبيث اللسان لم يسلم
عليه أحد من الخلفاء ولا من وزرائهم ولا أولادهم ولا ذو نباهة أحسن اليه أو لم
يحسن ولا أفلت منه كبير أحد وكان من الشيعة المشهورين بالميل إلى علي صلوات
الله عليه ولم يزل مرهوب اللسان وخائفا من هجائه للخلفاء فهو دهر كله هارب متوار .
الخطيب البغدادي في تاريخه ( 2 ) : أصله من الكوفة ويقال من قرقيسيا – وكان
ينتقل في البلاد واقام ببغداد مدة ثم خرج منها هاربا من المعتصم لما هجاه عاد
إليها بعد ذلك وكان خبيث اللسان قبيح الهجاء وقد روى عنه أحاديث مسندة عن
مالك بن انس وغيره وكله باطلة .

 
الحموي في معجمه ( 3 ) : شاعر مطبوع يقال ان أصله من الكوفة وقيل من قرقيسيا وكان
أكثر مقامه ببغداد وسافر إلى غيرها من البلاد فدخل دمشق ومصر . وكان هجاء
خبيث اللسان لم يسلم منه أحد من الخلفاء والوزراء ولا أولادهم ولا ذو نباهة
أحسن اليه أم لم يحسن وكان بينه وبين الكميت بن زيد وأبى سعد المخزومي
مناقضات وكان من مشاهير الشيعة .
وكثير من رجال التراجم ذكر دعبل وشعره الرائع السلسل واجتمعوا على خبث لسانه
وفحش هجائه ما يطول ذكره . لذا اكتفيت بذكر هذه المجموعة من أقوال العلماء و
المترجمين فيه .

 
بعض اخباره :
ابن عساكر في تاريخه : حكى عبد الله بن طاهر انه كان في مبدأ امره
غلاما خاملا لا يوبه به وكان بينه وبين مسلم بن الوليد ( أستاذه ) ازار لا يملكان
غيره فإذا أراد دعبل الخروج جلس مسلم في البيت عاريا وإذا خرج مسلم جلس
دعبل كذلك . وكانا إذا اجتمعا لدعوة يتلاصقان فيطرح هذا شيئا منه عليه والآخر
الباقي .

 
دعبل مع هارون الرشيد
تعود قصة دعبل مع هارون إلى اليت الذي قال فيه دعبل :
لا تعجبي يا سلم من رجل
ضحك المشيب برأسه فبكى ( 1 )

 
سمع الرشيد هذا البيت من المغنين لشيوعه فطرب له وسال عن قائله فقيل دعبل بن
على وهو غلام نشا من خزاعة . فامر باحضار عشرة آلاف درهم وخلعة من ثيابه و
مركبه من مراكبه ودفع ذلك إلى خادم من خاصته وقال : اذهب إلى خزاعة فا سال عن
دعبل بن على واعطه هذا وقل له ليحضر ان شاء وان لم يحب ذلك فدعه . فسار
الغلام إلى دعبل وأعطاه الجائزة وأشار عليه بالمسير إليه . فلما دخل عليه وسلم
امره بالجلوس واستنشده الشعر فأنشده فاستحسنه وأمره بملازمته واجرى عليه
رزقا سنيا فكان أول من حرضه وجراه على قول الشعر وبعثه عليه . قال عبد الله بن
طاهر : فوالله ما بلغه ان الرشيد مات حتى كافأه على ما فعله من العطاء السنى
والغنى بعد الفقر والرفعة بعد الخمول بأقبح مكافاة وقال قصيدة مدح بها أهل البيت
عليهم السلام وهجا الرشيد ( 2 )

 

-يتبع

شاهد أيضاً

20-21-22-23-24 صلوات الليالي ودعوات الايّام في شهر رمضان

صلوات اللّيلة العشرين والحادِية والعشرين والثّانِيَة والعِشرين والثّالِثَة والعِشرين والرّابعة والعِشرين: في كُل مِن هذه ...