تزامناً مع العيد الوطني الفرنسي (يوم الباستيل) أقدم سائق شاحنة فرنسي من أصل تونسي على تنفيذ عملية دهس واسعة في مدينة نيس طالت المحتفلين في يوم الباستيل، ما أدّى إلى 85 مقتل شخصاً وإصابة أكثر من 100، منهم 18 جريحاً حالتهم “حرجة للغاية”.
وفي التفاصيل، دهست شاحنة جمعا من الناس احتشدوا في شارع “برومناد ديزانغليه” في مقاطعة الألب-ماريتيم في مدين نيس الذي يقصده السياح بكثرة، لمشاهدة الألعاب النارية بمناسبة احتفالات العيد الوطني، وعثرت أجهزة الأمن على أسلحة وذخائر داخل الشاحنة التي نفذت العملية. الصورة أدناه توضح مسير الشاحنة، حيث بدء بعملية الدهس من جنب فندق ” نجرسكو” لتنتهي حسب النقطة الثانية المشار إليها بـ”truck stopped”
ونقلت “رويترز” عن السلطات الفرنسية قولها: “إن الحادث كان هجومًا، وسُمع دوي طلقات نارية وأسفر عن سقوط 30 قتيلًا بحسب تلفزيون محلي”، في وقت سابق.
وكالة الصحافة الفرنسية، قالت إن شاحنة صغيرة دهست جمعًا من الناس في مدينة نيس كانوا محتشدين لمشاهدة الألعاب النارية بمناسبة احتفالات العيد الوطني، مما أسفر عن سقوط العديد من الجرحى، في حين اعتبرت السلطات المحلية ما جرى “اعتداء” داعية المواطنين للاحتماء وأخذ الحيطة والحذر.
وقالت مصادر أمنية إنه تم العثور على أوراق هوية لفرنسي من أصل تونسي بالشاحنة.
وأكدت السلطات الفرنسية مقتل سائق الشاحنة التي استخدمت في عملية الدهس، وقالت النيابة الفرنسية إن عملية الدهس امتدت على مسافة كيلومترين.
وأكدت أن الشرطة أغلقت كل الشوارع المؤدية إلى شارع “برومناد ديزانغليه” وأقامت قوات الأمن طوقا أمنيا في محيط موقع الحادث.
وأقيم مستشفى ميداني لعلاج المصابين.
وأفادت وسائل إعلام فرنسية باحتجاز رهائن في فندق ومطعم قرب موقع اعتداء نيس.
وقال مصدر مطلع على التحقيق إنه تم العثور في الشاحنة على قنبلة غير معدة للانفجار وأسلحة مزيفة.
وذكرت وسائل الإعلام المحلية أن المحققين المختصين بمكافحة الإرهاب يقودون التحقيق في الهجوم. وقال مسؤول محلي إن الشاحنة التي استخدمت في عملية الدهس كان بها أسلحة وقنابل.
وقال سيباستيان هومبرت المسؤول بالحكومة المحلية لإذاعة فرانس انفو إن الشرطة قتلت بالرصاص السائق الذي قاد الشاحنة وحمولتها 25 طنا وبدون لوحات معدنية لأكثر من 100 متر على امتداد شارع برومناد ديزانجليه في نيس ليدهس حشدا من الأشخاص.
وأفاد كريستيان استروسي رئيس الحكومة المحلية لوسائل الإعلام إن الرجل فتح النار على الحشد. ونقلت وسائل الإعلام عنه القول إنه تم العثور على أسلحة وقنابل بالشاحنة بعد مقتل السائق.
وأعلنت النيابة العامة في باريس أن فرع مكافحة الإرهاب سيتولى التحقيق في الاعتداء الذي شهدته مدينة نيس.
وعثرت السلطات الفرنسية داخل الشاحنة التي استخدمت مساء الخميس في تنفيذ اعتداء في نيس على أوراق ثبوتية لمواطن فرنسي-تونسي، كما أفاد مصدر أمني.
وقال المصدر إن “عملية التعرف على هوية سائق الشاحنة لا تزال جارية”، مشيرا إلى أن الأوراق الثبوتية التي عثر عليها تعود لرجل عمره 31 عاما ومقر إقامته نيس.
عملية الدهس إمتدت لمسافة كيلومترين
من جانبه، قال رئيس بلدية نيس كريستيان إستروسي إن عملية الدهس بالشاحنة التي أسفرت عن سقوط عشرات القتلى في مدينة نيس امتدت لمسافة كيلومترين اثنين.
وأضاف رئيس بلدية نيس أن سائق الشاحنة أطلق الرصاص على الحشود، ودهسهم بالشاحنة، وتابع أنه جرى العثور على أسلحة ومتفجرات في الشاحنة.
هولاند يعلن الحرب على الإرهابيين في سوريا والعراق
الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، أعلن ، فجر الجمعة، أن بلاده “ستعزز” تدخلها ضد الإرهابيين في سوريا والعراق.
وقال هولاند في خطاب عبر التلفزيون من قصر الإليزيه “ما من شيء سيجعلنا نتخلى عن عزمنا على مكافحة الإرهاب وسوف نعزز أكثر تحركاتنا في سوريا كما في العراق. أولئك الذين يستهدفوننا على أرضنا سنواصل ضربهم في ملاجئهم“.
وأوضح هولاند أنه سيتم تمديد حالة الطوارئ المفروضة منذ هجوم باريس في نوفمبر الماضي لمدة 3 أشهر أخرى.
وعقد هولاند اجتماع أزمة في الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة عقب الهجوم الدامي، وأعلن استدعاء احتياط الجيش من المواطنين لتعزيز صفوف الشرطة والدرك.
وقال هولاند في خطابه المتلفز: “قررت استدعاء الاحتياط العملاني، أي كل الذين خدموا في وقت من الأوقات في صفوف الجيش أو في الدرك، لتعزيز الصفوف”، مشيرا إلى إمكان استخدام هؤلاء الاحتياطيين في “مراقبة الحدود”.
من جهته، ادان الرئيس الامريكي باراك اوباما بشدة “ما يبدو انه اعتداء ارهابي مروع”. وقال في بيان “نحن متضامنون مع فرنسا، أقدم حليف لنا، في الوقت الذي تواجه فيه هذا الاعتداء”. واكد الرئيس الاميركي ان الولايات المتحدة مستعدة لمساعدة السلطات الفرنسية في التحقيق لكشف المسؤولين عن هذه المأساة.
كذلك، عبرت الحكومة البريطانية عن “صدمتها” ازاء الاعتداء “المروع”، مؤكدة ان رئيسة الوزراء تيريزا ماي تتابع تطورات الوضع وان حكومتها مستعدة لمساعدة نظيرتها الفرنسية.
مجلس الأمن الدولي يدين اعتداء نيس “الهمجي والجبان“
على صعيد متّصل، دان مجلس الأمن الدولي “بأشد الحزم الاعتداء الإرهابي الهمجي والجبان” الذي أوقع في مدينة نيس في جنوب فرنسا.
وفي بيان صدر بالإجماع قالت الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن إنها تعرب عن “تعاطفها العميق وتقدم تعازيها” لعائلات الضحايا وللحكومة الفرنسية.
وجدد مجلس الأمن التأكيد على أن “الإرهاب بكل أشكاله يمثل أحد أخطر التهديدات للسلام والأمن الدوليين“.
وأضاف أن “كل عمل إرهابي هو عمل إجرامي وغير مبرر”، مجددا التأكيد على “ضرورة أن تكافح كل الدول” التهديد الارهابي “بكافة السبل” في إطار القوانين الدولية.
ولفت البيان الى أن الدول الاعضاء في مجلس الامن “تشير أيضا الى ضرورة ان يلاحق امام القضاء المسؤولون عن أي عمل إرهابي“.