نشرت صحيفة “راي اليوم” تقريرا استعرضت فيه موقف الكيان الاسرائيلي من الرئيس السوري بشار الاسد وجماعة “داعش” الارهابية حيث استند التقرير الى تصريحات كبار القادة الصهاينة الذين اكدوا ان رحيل الاسد مصلحة استراتيجية لكيانهم مستبعدين خطر جماعة “داعش” عليهم .
وفي هذا الاطار كتبت الصحيفة ان معالم السياسة الإسرائيلية في ما يتعلق بالحل السياسي، الذي تراه مناسبا لمصالحها الإستراتيجية في الشرق الأوسط بدأت تطفو على السطح . فالمسار السياسي الدولي المرتبط بإيجاد حل للحرب السورية، يرتبط على نحو وثيق بالتجاذب حول موقع الرئيس السوري، بشار الأسد، في أي تسوية مقبلة.
واضافت انه يتضح يوما بعد يوم أن الدولة العبرية تنظر أبعد من الحل في سوريا، إذْ أنها تركز على إيران، التي تعتبرها العدو الأول، الذي..، وبطبيعة الحال يحل حزب الله اللبناني في المرتبة الثانية… بالإضافة إلى ذلك، فإن التقدير الإستراتيجي الأمني الإسرائيلي أشار بوضوح إلى أن تنظيم “داعش” لا يشكل خطرا على الدولة العبرية .. لا من الجبهة الجنوبية (سيناء)، ولا من الجبهة الشمالية (مرتفعات الجولان).
بناء على ما تقدم، فإن إضعاف إيران وحزب الله هو الهدف الرئيسي لـ”إسرائيل”، خصوصا وأن حزب الله بات بحسب وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، أقوى عسكريا من عدة دول في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وإضعاف إيران ومنع بسط سيطرتها وهيمنتها على الشرق الأوسط، يتساوق مع مصالح الدول العربية المصنفة إسرائيليا، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، وربما هذا هو التفسير للتقارب بين الرياض وتل أبيب وعدد من دول الخليج (الفارسي)، إضافة لكل من مصر والأردن.
وعلى سبيل الذكر لا الحصر، صدر عن رئيس مركز أبحاث الأمن القومي، الجنرال في الاحتياط عاموس يدلين، وهو الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)، موقف واضح ومباشر من الحلول المطروحة لسوريا، والتوصية حولها، حيث أكد، بدون لف أوْ دوران على أن الأسد يجب أنْ يرحل. وشدد في مقال نشره على موقع المركز على أن إعادة تشكيل المنطقة التي بدأت قبل خمس سنوات، ترتبط بمصالح “إسرائيل” الإستراتيجية التي ترى أن من مصلحتها منع تعزيز قوة الإيرانيين وحزب الله، في الشرق الأوسط الجديد، موضحا أنه بالميزان الاستراتيجي، يعد رحيل الأسد مصلحة إسرائيلية واضحة، إذ إن تعزز المحور الذي تقوده إيران ويمر عبر الأسد إلى حزب الله، هو التهديد الأكثر حضورا على أمن الدولة العبرية.
ولفت إلى أن معالجة محور طهران – بغداد – دمشق – بيروت، يجب أنْ يحظى بالأولوية الإستراتيجية، وليس التصدي لجماعة “داعش”.
وفي هذا السياق أكد يدلين على أن معالجة “داعش” دون إسقاط نظام الأسد، يعني إبقاء “إسرائيل” وحدها بلا مساعدة في وجه محور طهران – الأسد – نصر الله…
مشددا على ضرورة أنْ يعرف العالم أن “إسرائيل” كانت إلى جانب وإلى يمين السنة، لدى إزالة وإسقاط الأسد. كما دعا صناع القرار في تل أبيب إلى وضع إستراتيجية عمل متعددة الطبقات، ضمن تحالف إقليمي …، مع السعودية ودول الخليج (الفارسي) وتركيا والأردن ومصر، إضافة إلى شراكة مع واشنطن، وأيضا تفاهم سري مع روسيا ..، في مواجهة محور طهران – الاسد – حزب الله.
وحدد يدلين نقاطا من شأنها أن تشكل إستراتيجية شاملة، لتحقيق اهداف كيانه وإسقاط الأسد منها: تشجيع الخطوات السياسية ضد نظام الأسد وطلاق حملة لتقديم المسؤولين السوريين للمحاكم الدولية، والتمظهر بمظهر الكيان الذي يتمتع بالمبادئ الأخلاقية، فضلا عن القيام بأعمال عسكرية محدودة …وتشجيع الخطوات العربية ضد حزب الله وإيران، وتقديم الدعم لها.