الرئيسية / بحوث اسلامية / الأثر الخالد في الولد والوالد

الأثر الخالد في الولد والوالد

الأثر الخالد في الولد والوالد

الاسلام دين الله الخالد قد أنزلت شريعته من السماء جاء لسعادة البشر وكماله وايصاله الى مطلق الكمال والكمال المطلق بتهذيبه وتعليمه البيان وتعديل الغرائز والقوى المكنونة في جبلته وتنظيم حياته الفردية والاجتماعية على صعيد القسط والموازنة بين ما أودع الله في طبعه وطبيعته وكونه وتحكيم الاسس التربوية في بيته وعلاقاته في اطار القوى الورع والخط المتبلور بالاستقامة وعدم الانحراف والمنصب في اساليب الهداية والارشاد ، والهادف الى الخير الاحسان والمتفتح أزهاره بالكفار وبالنضال والجهاد .

فالاسلام دين الانسانيه ينظم بأحكامه وتشريعاته العادله وقوانينه القويمة وجميع شئون الحياة في مختلف الحقول الفردية والاجتماعية من الثقافة والسياسية والاقتصاد والخلاق المجتمع وغير ذلك ، وأنه يطرح برامجه السامية متماشية مع كل عصر وفي كل مواطن فيربى الامم والشعوب تربية سامية صالحة وفي مساره لا يعرضه الهبوط والسكون أذ يبتني صرحه الشامخ على الفطرة والسجايا الانسانية .

وما من صغيرة أو كبيرة الا وللاسلام العظيم فيه حكم ودستور وتشريع رصين فأنه يعلمنا كيف نعيش وكيف يكون الانسان متقمصا برداء الانسانية وينظم حياته الفردية والاجتماعية ومنها علاقاته مع الاخرين ، واليكم قرائنا الاعزاء نموذج حي وصورة بارزة من تلك المفاهيم السامية


( 6 )

والحقائق الناصعة ، وتلك علاقة الاباء والأبناء وبالعكس ومن ثم حقوقهم وما يجب عليهم كل اتجاه الاخر ، بلا ظلم وتعدّي ولا اجحاف وافراط بل في افق المحبة والمودّة وعالم الصفاء والصداقة وعدم توتر علاقات الابوة والبنوة فأنا جعلناكم أمة وسطاً .

وأن علاقة الابوين والاولاد لهي محط أنظار علماء النفس والمجتمع ، بل وللفقهاء مباحث قيمة تدور حول الوالدين والابناء في مسائل فقهية فرعية عديدة في كتاب الحج والحدود والنكاح ، وأكثر أبواب الفقه ، ولو أردنا جمعها لأدى ذلك الى كتاب ضخم ، ولو أردنا تحقيقها والبحث حولها مسبغاً جامعا لوصل بنا الأمرالى تأليف عشرات من الكتب والرسائل .

وزبدة المخاض أن للولد على الوالدين حقوقاً كما للوالدين على الأولاد حقوقاً ، كما هو معلوم ذلك في جميع الأديان السماوية والأنضمة الاجتماعية والقوانين البشرية ـ وان كانت ناقص ـ .
وأمّا في الشريعة الاسلامية السماء ، فنري مايعجب الناضر ويدهش المحقق وذلك في كيفية بناء العلاقة ورصانتها وتحكيمها في المجتمع والاسرة وحتى الانسان نفسه .

والجدير بالذكراّن الولايه للأب وأن علا دون الام ، ولكنّ المحبة والشفقة والعطوفة للأم أوّلاً ثّم الأب ، وهناك لطائف وأسرار كثيرة في بيان علاقة الأبوة والبنوة من زاوية الاسلام العظيم يقف عليها مطالعنا الكريم في هذا السفر الجليل .
اذ قد تصّدى والدي المرحوم سماحة العّلامه آية الله السيد على بن الحسين العلوي تغمّده الله برحمته الواسعة وأسكنه فسيح جنانه


( 7 )

باسلوب شيّق وقلم بارع وتنسيق لطيف وتبويب ظريف لبيان وظائف الاباء والابناء في كتابه القيّم ( الأثر الخالد في الولد والوالد) مستلهماً ذلك من الايات القرانية والأحاديث الشريفة النبوية والولوية من الرسول الأكرم والعترة الطاهرة عليهم السلام ، اذ خلّف رسول الله صلّى الله عليه واله وترك لنا من بعده الثقلين ، كتاب الله وعترته وهما الرّكنان الاساسيان للاسلام ، بل الاسلام ، كلّه بتشريع الرسول الأكرم منجى عالم البشرية من حضيض الجهل والشقاء الى وادي السعادة الخصبة بالعلم والايمان .
جزى الله المؤلف خير الجزاء وأحسن العطاء وأجزل الثناء ، ووفقنا الله لما يحب ويرضى وقد نقّحت الكتاب وأضفت عليه فصولا والله من وراء القصد ، وما توفيقي الاّ بالله العلّي العظيم .
عادل العلوي
ايران ـ قم المقدّسة ـ الحوزة العلمية


( 8 )

الاهداء

اليكم صاحب الزمان امامنا المنتظر الحجة الثاني عشر
أرواحنا فداه وعجّل الله فرجه الشريف .
الى كلّ والد وما ولد .
الى كّل الشباب الناهض المتعطّش لمعارف الاسلام .
الى طّلاب السعادة وروّاد الحياة الرغيدة .
اليكم هذه الفصول قبسات من نور .

 

شاهد أيضاً

الزهراء الصديقة الكبرى المثل الأعلى للمرأة المعاصرة / سالم الصباغ‎

أتشرف بأن أقدم لكم نص المحاضرة التي تشرفت بإلقائها يوم 13 / 3 في ندوة ...