الرئيسية / تقاريـــر / الصحوة المصرية وتوابعها – الدكتور أحمد راسم النفيس

الصحوة المصرية وتوابعها – الدكتور أحمد راسم النفيس

شكل التصريح الرسمي المصري دعما للجيش السوري والذي جاء على لسان الرئيس السيسي إعلانا طال انتظاره يقضي بانتهاء مرحلة من الحيرة والتخبط امتدت لعقود.

خطآن كبيران ارتكبهما الحلف الأمريكي الصهيوني السعودي قادا إلى تغيير المناخ الاستراتيجي في المنطقة تغييرا لا عودة عنه.

الخطأ الأول هو الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982 وهو الذي أدى إلى ظهور حزب الله في لبنان وتنامي قدراتهليصبح قوة إقليمية ضاربة غيرت معادلة الصراع العربي الصهيوني القائم على(غزو فهزيمة عربية يتبعها توقيع اتفاقات سلام مذلة وفقا للشروط الإسرائيلية) حيث انتهت هذه الغزوة بانسحاب إسرائيلي دون قيد أو شروط.

الخطأ الكارثي الثاني هو الغزو الوهابي المدعوم إسرائيليا وتركيا وأمريكيا لدول الطوق المصري لتصبح مصر مطوقة بالدواعش من الجهات الأربع ويصبح متعينا عليها الرضوخ للإملاءات الأمريكية التي حملها كيري في زيارته للقاهرة في مايو 2016 والمطالبة بتقاسم السلطة مع الإخوان في إطار جرى التفاهم عليه في دهاليز الحكومة الدوليةبمباركة سعودية وتركية.

أفضت هذه التحولات إلى بروز محور مقاومة عربي يتكامل مع إيران بدعم روسي نجح في إلحاق عدة هزائم كبرى بقيادة الغزو الوهابي التي احترفت فنون الضغط والابتزاز من أجل تحجيم القوة المصرية وإجبارها على الانكفاء والاكتفاء بدور التابع للوهابية من أجل البقاء على قيد الحياة وتوفير لقمة العيش للشعب المصري.

لم تنتبه السياسة المصرية مبكرا لخطورة المراوغات السعودية الرامية لإبقاء مصر تراوح مكانها وكلما أوشكت على اتخاذ قرار بمغادرة القفص السعودي تأتي جرعة مخدرة لترجئ اتخاذ القرار المحتوم ومعها لائحة إضافية من الطلبات والإملاءات!!.

يقال أن القرار غير الدستوري الذي فرضته الداخلية المصرية على راغبي السفر إيران بضرورة استحصال موافقة أمنية جاء تضامنا مع آل سعود بعد جريمة إعدام الشيخ المناضل نمر باقر النمر!!.
إنه اللامعقول واللا مقبول وهو أيضا اللا مشكور من قبل زبانية آل سعود!!.

الآن تغير الوضع ليس بسبب التصريحات والمفاوضات بل بفضل التضحيات التي قدمها رجال الله في شتى الميادين من الموصل إلى حلب حيث أصبح لزاما علينا أن نتولى الدفاع عن نفسنا بنفسنا في المكان الذي نقرره نحن وليس حيث يريد آل سعود.

ولأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم فليس من المقبول ولا من المعقول أن تبقى ثقافة العبودية والتبعية لآل سعود هي السائدة والمهيمنة.

دكتور أحمد راسم النفيس
‏24‏/11‏/2016

شاهد أيضاً

آداب الصلاة 13 سماحة الشيخ حسين كوراني

. أقرأ ايضا: أوضاع المرأة المسلمة ودورها الاجتماعي من منظور إسلامي وإذا أراد الأميركي وقف ...