الرئيسية / القرآن الكريم / حقائق قرآنية (الإحساس الجمالي في القرآن)

حقائق قرآنية (الإحساس الجمالي في القرآن)

لفتات قرآنية

آداب التعامل مع القرآن

[هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ ءَايَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَاُخَرُ مُتَشَابِهاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَآءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَآءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلآَّ اُوْلُواْ الأَلْبَابِ»([48])
كيف نتعامل مع القرآن؟
إن الخط العريض في كيفية التعامل مع الذكر الحكيم يكمن في أن تستشعر قلوبنا بأننا أمام كتاب الله وخطابه وحبله الممتد بين السماء والأرض، هنالك تخشع القلوب وتطمئن النفوس ويستعد الإنسان لتلقي الروح والنور والهدى.
وللتعامل مع القرآن هناك ثمة آداب مرجوة، نذكر منها:
أولاً: أن خشوع القلب يظهر على الجوارح. إلى هذا أشارت الرواية، إنه دخل رجل مسجداً فيه رسول الله صلى الله عليه وآله فخفف سجوده دون ما ينبغي ، ودون ما يكون من السجود، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله نقر كنقر الغراب، لو مات على هذا مات على غير دين محمد ([49]) وروي ان النبي صلى الله عليه وآله رأى رجلاً يعبث بلحيته في صلاته فقال: أما أنه لو خشع قلبه لخشعت جوارحه ([50])
فالجوارح الظاهرة تعكس حقيقة القلب وشعوره، ولذلك قال ربنا سبحانه وتعالى:«ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَآئِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ»([51])
أي إذا كانت القلوب معمورة بالتقوى، كانت الجوارح خاشعة مطمئنة.
ثانياً: أن نسلّم للقرآن بمعنى أن لا نحاول اقتحامه بأفكارنا وآرائنا وأهوائنا بل الصحيح هو أن نجعل القرآن في المقدمة، ونسلّم بأنه هو القائد المطاع، فنقبل عليه قبول المستسلم لما جاء فيه. اما لو كان هناك نوعاً من التحدي والاستكبار للكتاب، فإنه سيبقى مغلقاً دوننا، إذ أن رمز القرآن ومفتاحه هو التسليم له.
أن الراسخين في العلم شأنهم حينما يقرؤون الآيات الكريمة؛ المحكم منها والمتشابه، أن يسلّموا لها جميعاً، ولا يقولون إلاّ بالمحكم ويعملون به، لأن التسليم للمحكم من الآيات والعمل به يعتبر مقدمة لفتح لغة القرآن عموماً، وكشف المتشابه من الآيات إنما يكون بعد فهم المحكم والرجوع إليه.
ثالثاً: على الإنسان المسلم أن يطمئن إلى أن العمل بآية من آيات الذكر الحكيم يستوجب انكشاف آية اخرى.
وعليه ؛ فإن مفتاح فهم القرآن أن يكون مع القرآن، فيستمع إليه ويعمل به. وهكذا تراه يتنقل بين آياته الحكيمة، مستمعاً متفهماً عاملاً.
هذه هي نبذة موجزة من آداب التعامل مع كتاب الله المجيد.

___________________________
([48]) آل عمران /7.
([49]) بحار الانوار، ج81، ص234.
([50]) بحار الانوار ، ج81، ص228.
([51]) الحج /32.

شاهد أيضاً

الابحاث العرفانية –  السيّد محمّد الحُسين‌ الحسينيّ الطهرانيّ

الابحاث العرفانية –  السيّد محمّد الحُسين‌ الحسينيّ الطهرانيّ کتاب الشمس الساطعة منهج‌ المرحوم‌ القاضي‌ قدّس‌ ...