أفراح في النجف بمناسبة ولادة الأئمة الأطهار عليهم السلام

اعتاد اهالي محافظة النجف الاشرف على الاحتفال بشهر شعبان منذ عقود من الزمن بسبب تضمنه ذكرى ولادة أكثر من امام معصوم، ودأبت المدينة أيضا على نشر مظاهر الزينة والفرح في شوارعها واسواقها وازقتها للاحتفال بالمناسبة واقامة مجالس الوعظ والارشاد الديني .

ووافق الثالث من الشهر ذكرى ولادة الامام الحسين بن علي (عليه السلام)، والرابع منه ذكرى مولد اخيه العباس (عليه السلام)، فيما توافق ولادة الامام علي بن الحسين المعروف بالسجاد (عليه السلام) في الخامس منه (غدا)، في حين ولد الامام المهدي المنتظر (عجل الله فرجه) في الخامس عشر من الشهر نفسه.

وعن الطقوس التي كانت تمارس في المدينة خلال المناسبات المذكورة قال صاحب محل عطور يدعى جواد محمد ابو الريحة ويبلغ من العمر 65 عاما لـ “الصباح”: ان “الأهالي كانوا يمارسون احد الطقوس الشهيرة آنذاك المتمثلة بخروج موكب “التشابيه” (مشهد تمثيلي)”.

وبين ان الموكب كان يتقدمه جملا يحمل مهدا بداخله طفل، ويسير باتجاه الصحن الحيدري الشريف، فيما يرتقي اصحاب المحال التجارية اسطح الفنادق والبنايات وينثرون الحلوى على المارة احتفالاً بالمناسبة. ويؤكد ابو الريحة ان هذه الطقوس بدأت تتلاشى في سبعينيات القرن الماضي حتى اختفت نهائيا في الوقت الحاضر.

أما المدرس المتقاعد حسن جبرين فيذكر ان البعض كان يستخدم هذه المناسبات منبرا للخطب السياسية والاجتماعية لمناقشة المسائل التي تهم المواطنين وطرح الحلول المناسبة لها، مشيراً الى ان التجمع في مواليد المعصومين (عليهم السلام) لم يقتصر على الاسلاميين فقط، بل من قبل اخرين، مشيرا الى ان الاحتفال الكبير بالمواليد كان يقام في جامع الهندي بحضور وجهاء النجف والحوزة الدينية.

وعن الاحتفالات الحالية بين جبرين انها اصبحت مقتصرة على الترويح عن النفس وتوزيع الحلوى، منبها على ان مساحة الوعظ والارشاد انحسرت عن السابق كثيرا.

من جانبه، أوضح صاحب موكب انصار الحسن الحاج فلاح ابو الطابوك لـ “الصباح” ان الفعاليات تقتصر حاليا على تزيين شوارع المدينة القديمة والسوق الكبير، من خلال وضع اللافتات التي تبارك وتهنئ المسلمين بهذه المناسبة، اضافة الى تنصيب السرادق التي توزع الحلويات والعصائر منذ اليوم الاول من شهر شعبان حتى الخامس عشر منه، حتى اذا حل يوم الخامس عشر من شعبان اتجه الزائرون الى مدينة كربلاء المقدسة لاداء مراسيم الزيارة بمناسبة ذكرى مولد الامام المهدي المنتظر (ع) .

وفيما ذكر ابو الطابوك ان معظم المواكب الحسينية في المدينة القديمة تشارك في هذه الفعاليات، افاد بان لليالي شهر شعبان اعمالاً واوراداً ومستحبات يواظب عليها المسلمون من بدايته وحتى انقضائه ، لذا يشهد الصحن الحيدري الشريف احياء هذه الليالي طوال الشهر من قبل الزائرين في خطوة تمهد لهم الدخول الى شهر رمضان المبارك شهر العبادة والصيام.