يجري الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يومي الخميس والجمعة، محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من المتوقع أن تركز على حل الأزمة السورية.
وتأتي المحادثات بعد مرور شهرين على فرض الهدنة في سوريا بجهود روسية تركية، فيما كثف المجتمع الدولي جهوده لتسوية الأزمة السورية بالوسائل السياسية. كما شهدت الأشهر الماضية استئناف المشاورات التركية الإسرائيلية على جميع الأصعدة، بما في ذلك حول المسائل الأمنية ولاسيما بشأن سوريا. أما المشاورات بين إسرائيل وروسيا بهذا الشأن فلم تنقطع أبدا.
وتجدر الإشارة إلى أن زيارة نتنياهو إلى موسكو ستصبح الرابعة له منذ 18 شهرا. وتحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي، يوم الأحد الماضي، خلال اجتماع للحكومة الإسرائيلية، عن محاور جدول أعمال محادثاته مع بوتين. وقال إنه سيعبر خلالها عن احتجاجه الحازم ضد خطط طهران للاحتفاظ بتواجد عسكري دائم في سوريا. وذكرت صحيفة “هآرتس” في هذا السياق، أن نتنياهو يريد إدراج بند، يطالب بسحب القوات الإيرانية من سوريا، في أي اتفاق سلمي بشأن سوريا. كما سيكون على جدول المحادثات موضوع الإجراءات الثنائية للحيلولة دون صدامات بين قوات البلدين في أجواء سوريا.
أما المحادثات بين بوتين وأردوغان، فستشمل دائرة أوسع بكثير من المسائل المتعلقة بالتسوية السورية. ومن اللافت أن المحادثات تأتي قبيل الجولة الجديدة من مفاوضات أستانا السلمية حول سوريا، المقررة في العاصمة الكازاخستانية في 14 و15 مارس/آذار.
وبالإضافة إلى المسائل الآنية المتعلقة بتوفير الظروف المواتية للمفاوضات، والتنسيق العسكري المباشر، والخطط العسكرية لهجوم جديد على “داعش” يستهدف معقله في الرقة، سيبحث الزعيمان، الروسي والتركي، المسائل المحورية لتسوية الأزمة السورية. وقال الخبير أليكسي أرباتوف، رئيس مركز الأمن الدولي في معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية في موسكو، إن من هذه المسائل مصير الرئيس السوري بشار الأسد، ومشاركة الأكراد في العملية التفاوضية. ومن اللافت أن التطورات الميدانية الأخيرة تجعل هاتين المسألتين أكثر إلحاحا، إذ وسع الجيش السوري مربع سيطرته في ريف حلب وانتشر في المناطق التي تفصل بين قوات “درع الفرات” المدعومة من قبل تركيا والقوات الكردية في ريف منبج.
وفي هذا السياق، لم يستبعد السفير التركي في موسكو أن يشمل الوفد المرافق لأردوغان خلال زيارته إلى موسكو وزير الدفاع، مضيفا أن من المتوقع أن يكون هناك 6 أو 7 وزراء في قوام وفد الرئيس التركي.
وتكتسب زيارة أردوغان أهمية كبيرة بالنسبة للعلاقات الثنائية، إذ من المتوقع أن يركز الجدول الثنائي للقمة على مسائل التعاون في مجال الطاقة. أما القضايا الدولية الأخرى المطروحة للنقاش، فستشمل القضية الفلسطينية، التي ستخيم أيضا على المحادثات بين بوتين ونتنياهو في إطار الجهود لاستئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية المباشرة.
المصدر: وكالات