الرئيسية / الشهداء صناع الحياة / الشهيد إبراهيم بريس حمزة الزوبعي 96 ـ أبوأنفال السلامي

الشهيد إبراهيم بريس حمزة الزوبعي 96 ـ أبوأنفال السلامي

في جوف الليل تهجّد نافلة، فأحس بحلاوة الإيمان والمناجاة إلى مَنْ لاتأخذه سنة ولانوم، فكانت تمتمة شفتيه تعبر بصدق عما في قلبه، وكانت الآيات القرآنية وزبو آل محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم — الصحيفة السجادية — تفوح من فيه. هكذا كان في حياته التي كانت مسك ختامها الشهادة في سبيل الله.
ولد في محافظة الأنبار — قضاء الفلوجة عام1955م وسط أسرة متدينة، ربّت أبناءها على الأخلاق الفاضلة…
كان شديد التعلق بأهل البيت‌عليهم‌السلام محبا لهم وبالخصوص سيد الشهداء أبي عبدالله الحسين‌عليه‌السلام ومنذ صغره، فقد كان كثير الارتياد لمساجد الشيعة على الرغم من كون أسرته شافعية المذهب، إلا أنّه كان مواظبا على المشاركة في مراسم العزاء الحسيني، بالرغم من أجواء المنع داخل أسرته ، فقد كان يعاني الكثير من أجل حبه وولائه لأهل البيت‌عليهم‌السلام، وفي هذا المضمار يتذكر أبوأنفال فيقول (في إحدى المرّات وكنت فيها صغير السن ومتلهف جدا وأتحرّق شوقا لزيارة الحسين‌عليه‌السلام في الأربعين، ولم يكن لدي مالا أسافر به، ولكن الله هيأ لي سيّدا معمّما اصطحبني إلى كربلاء، وأتممت زيارتي ورجعت الى دارنا في أبي غريب وشكرت الله على لطفه وكرمه، وكان كل ذلك من بركات أبي عبدالله الحسين‌عليه‌السلام).
استدعي لخدمة الاحتياط في الجيش عندما شن صدام حربه على الجمهورية الاسلامية فأسر بتاريخ 24/5/1982، وكان معسكر الأسر مدرسة تزود فيها من معارف وأخلاق أهل البيت الذين عشقهم.
التحق في صفوف المجاهدين في قوات بدر بتاريخ22/12/1987م، فاشترك في عدة عمليات جهادية أبلى فيها بلاء حسنا.
كان طيلة حياته من الذين عملوا بصدق من أجل خدمة الإسلام وإعلاء كلمة الله، فنذر نفسه في هذا الطريق وتحدى بذلك الصعاب، كأيّ مجاهد عشق الخندق والجهاد.
امتاز بالأخلاق الرفيعة، وبالخصوص تواضعه فأحبه المجاهدون وتأثروا به، فقد كان لايتوانى عن أي عمل فيه خدمة للمجاهدين، وهو من حفّاظ الأدعية المأثورة عن أهل البيت‌عليهم‌السلام، هذه المواظبة المتواصلة في حفظ الأدعية أفاضت جانب العرفان في شخصيته، فكان عندما يتحدث عن الدعاء وأهميته تتجلى للسامع هذه المعاني القيّمة.
كان يتطلع إلى الفوز بإحدى الحسنَيين، بقلب مفعم بالإيمان، ليقينه أن ما عند الله خير وأبقى، فكان استبشاره بهذا الفوز قد سبق شهادته بفترة، وقد أخبره السيد المجاهد محمد سعيد الخطيب رحمه‌الله باستشهاده، وقال له بالحرف الواحد قبل عمليات حلبچة (أنت أول شهيد من هذه المجموعة، وما بقي لك إلا أيام ومنزلتك تختلف عن باقي الشهداء) وتحقق ما كان يطمح ويصبو إليه أبوأنفال، وصدق قول السيد الخطيب رحمه‌الله حيث تضرّج بدمه الزكي يوم14/3/1988م، على رُبى كردستان من وطننا العزيز ليكون مشعلا من مشاعل ثورتنا الإسلامية في العراق.

96-1
سلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا