سارت الجموع المؤمنة حاملة أرواحها على أكفها، متوكلة على ربها تسير في خطى حثيثة، قاطعة المسافات الطويلة والطرق الوعرة، متغلغلة في عمق إستراتيجي لم يتوقعه النظام العفلقي مكبرة على مرتفعات قرهداغ وكلار وكفري وسنگاو وغيرها من مناطق كردستان، كانت تكبيرات تتردد من حناجر الصفوة المجاهدة كالشهيد العبودي وأمثاله الميامين.
من مواليد العاصمة بغداد، مدينة الصدر، جاء إلى الدنيا عام 1963م وتربى في أحضان أسرة مؤمنة معروفة بطيبها، ترجع إلى عشيرة آلبوعلي.
فقد والده وهو طفل صغير، فتكفل تربيته جده لأمه الحاج ناصر عجيل المعروف بتدينه ووجاهته في المنطقة فقد كان من الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، فانغرست آثار شخصيته وتربيته في الحفيد الذي أصبح يمتاز عن باقي أفراد الأسرة بشدة تدينه واتزانه.
ترك الدراسة المتوسطة، وتوجه للعمل الحر لتهيئة العيش الكريم لأسرته، فعمل سائق سيارة بين العراق والسعودية، مما مهد له الطريق لأداء مناسك الحج والعمرة.
يقول شقيقه أسعد « كنا نخشى عليه من جلاوزة صدام بسبب نشاطه الإسلامي في أواخر السبعينات إذ أنه كان يتعاون مع الدعاة في فضح جرائم حزب البعث الكافر، والتحريض عليه ونشر الوعي الديني في أوساط الشباب.
استدعي إلى الخدمة الإلزامية في الجيش العراقي في الشهر الأول من عام 1982م وسيق إلى معسكرات التدريب في البصرة حيث قضى حوالي خمسة أشهر خلف جبهة الحرب التي شنها صدام على الجمهورية الإسلامية ظلمًا وعدوانًا، ثم زج به في الخطوط الأمامية للقتال يوم شنت القوات الإسلامية هجوما لتحرير مدينة المحمرة، فوقع في أسرها ليصبح ضيفًا عليها بتاريخ 23/05/1982م.
اشترك في اللجان التثقيفية كعضو فعال في معسكرات الأسر من أجل نشر الوعي السياسي والعقائدي في صوف الأسرى ومحو الأمية ورفع حالة الجهل عن الكثير منهم.
عرف بولائه الشديد للإسلام الثوري الذي حمل لواءه الإمام الخميني والشهيد المظلوم محمد باقر الصدر (قدس سرهما)، فكان يكثر من الطلب من المسؤولين من أجل السماح له بالانخراط في صفوف المجاهدين، لأخذ الثأر لشهداء وسجناء العراق، الذين وقفوا بوجه نظام صدام المجرم حتى منح فرصة الإلتحاق بركب قوات بدر بتاريخ 23/07/1987م ضمن الدورة الثالثة من دورات المتطوعين من معسكرات الأسر التي جرت تدريباتها في معسكر الحر الرياحي.
بعد إكمال الدورة التدريبية انضم إلى قوات الإمام العاملة في كردستان العراق، ونفذ الكثير من المهام والواجبات الجهادية.
كان يتمتع بروح تضحوية عالية وإصرار على مواصلة طريق الجهاد حتى النفس الأخير، فقد تقدم ضمن مجموعة الصولة في عمق القوات البعثية المنتشرة في وادي سنگاو وعلى مرتفعاته، تلك القوات التي أذاقت أبناء كردستان الويل بسبب معارضتها للنظام ومساعدتها للمجاهدين وقوات البيشمرگة( )؛ فعند بلوغ ساعة الصفر اشتبكوا مع تلك القوات في معركة ضارية كبدوها خسائر بالأرواح والآليات والأسلحة وغنموا الكثير منها، وأثناء ذلك الاشتباك أصيب أبوباقر بإطلاقة في بطنه كانت سببًا في نيله وسام الشهادة بتاريخ 24/2/1988م ليلتحق بقوافل الشهداء السعداء، فقد كانت البسمة على شفتيه، واستطاع المجاهدون إخلاء جسده من أرض المعركة.
شيعه أخوته المجاهدون ودفنوه في مقبرة الشهداء في قرهداغ.
من وصيته رحمهالله
«… ويجب السير وفق منهج ولاية الفقيه — الإمامة— ويجب ترك الاحزاب والتنظيمات والمشاكل لأنها لاتوصلهم الى مرضاة الله…
سلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيًّا