يأتي ذلك في وقت تواصل فيه العشائر في واسط وديالى عقد المؤتمرات الداعمة للقوات الامنية والحشد الشعبي في حربها للقضاء على “داعش” الارهابي ومساندة جهود بسط الامن ونبذ العنف والطائفية.
استمرار عودة النازحين للمناطق المحررة
كشفت وزارة الهجرة والمهجرين عن عودة قرابة المليوني نازح الى مناطقهم المحررة في عموم البلاد، بينما سيرت حسينية اهل البيت في كركوك الدفعة الثانية من قافلة الدعم اللوجستي الى مخيم حمام العليل تلبية لنداء المرجعية لإغاثة النازحين.
ونقل بيان صحفي عن رئيس اللجنة العليا لاغاثة وإيواء النازحين، وزير الهجرة والمهجرين جاسم محمد الجاف دعوته للعوائل العائدة الى مناطق سكناها المحررة الى التسجيل في فروع الوزارة والمكاتب المعنية ليتم صرف منحة العودة لهم المخصصة من قبل اللجنة العليا للنازحين البالغة مليوناً و500 الف دينار. واشار الى ان اللجنة صادقت على قرار عودة النازحين من جنوب ووسط البلاد الى مناطقهم المحررة في سهل نينوى والمناطق المحررة الأخرى، فضلا عن تكليف وزارة النقل بتأمين باصات لإعادتهم إلى مناطقهم المحررة في نينوى بالتنسيق مع قيادة العمليات المشتركة. واوضح الجاف ان اعداد النازحين العائدين الى مناطقهم المحررة بلغت قرابة المليوني عائد، مبينا ان النسبة الكلية لعودة النازحين بلغت 47 بالمئة ومن المتوقع ارتفاعها خلال الاشهر المقبلة لتصل الى 60 بالمئة. ولفت الى ان نسبة عودة النازحين في محافظة الانبار بلغت 64 بالمئة وفي ديالى بلغت 58 بالمئة وصلاح الدين 96 بالمئة و7 بالمئة في نينوى. وعن المادة 33 من قانون الموازنة العامة الخاصة بمناقلة اكثر من نصف الميزانية الخاصة باللجنة العليا لإغاثة وإيواء النازحين البالغة نحو (70) مليار دينار للشهرين الأول والثاني من هذا العام الى وزارات التربية والصحة وخمس محافظات أخرى، طالب وزير الهجرة الوزارات القطاعية والمحافظات المعنية بصرف تلك المبالغ المنقولة من اللجنة العليا في برامج اعادة الاستقرار في المناطق المحررة ودعم القطاعات الأساسية كالصحة والكهرباء والتربية ومشاريع المياه لغرض تشجيع العوائل النازحة على العودة الى مناطقها.
توفير المساعدات للنازحين وفي تلك الاثناء، قال رئيس ممثلية المواكب الحسينية في كركوك احمد كهية لمراسلة “الصباح” نهضة علي: ان حسينية اهل البيت سيرت قافلة مؤلفة من خمس سيارات من المساعدات الغذائية والملابس الى مخيم حمام العليل الجمعة الماضية من اجل توزيعها بين النازحين من الموصل. واضاف ان مركز الكفيل فرع كركوك المدعوم من العتبة العباسية اسهم بالتعاون مع فرقة العباس القتالية بتقديم الدعم اللوجستي لنازحي الموصل من خلال ايصال مساعدات غذائية وادوية مع تخصيص سيارات لنقل الفارين من المناطق التي تدور فيها المعارك الى مخيم حمام العليل بالتعاون مع القوات الامنية التي توفر الحماية الامنية لخروجهم. مؤتمر عشائري لدعم القوات الأمنية والحشد الشعبي الى ذلك، نظمت عشائر محافظة واسط مؤتمرا لدعم القوات الامنية والحشد الشعبي في المعارك الجارية لتحرير ايمن الموصل. وقال رئيس اللجنة الامنية في مجلس واسط صاحب الجليباوي لمراسل “الصباح” حسن شهيد العزاوي: ان مؤتمرا عشائريا اقيم في ناحية الدبوني بحضور عدد من رؤساء العشائر والمسؤولين لدعم القوات الامنية وفصائل الحشد الشعبي المقدس في معاركهم لتحرير ايمن الموصل من “داعش” الارهابي. ولفت الى ان المشاركين في المؤتمر اشادوا ايضا بالدور الكبير الذي ساهمت به الاجهزة الامنية من خلال توفيرها الامن ودحر اوكار الارهابيين، وجددوا دعوتهم لنبذ العنف والطائفية وعقد مؤتمرات اخرى بحضور عدد من شيوخ العشائر في المناطق الغربية والشمالية من العراق بغية تنسيق العمل الجماعي تحت القانون. واضاف الجليباوي ان العشائر اكدت تمسكها بالقانون والعمل على حفظ ونبذ الطائفية والارهاب والخارجين عن القانون ومنع اطلاق العيارات النارية في المناسبات ومنع التجاوز على ممتلكات الدولة. من جهته، قال الشيخ صباح بدر العزاوي: ان المؤتمر شدد على ضرورة حث الشباب على حب الوطن ونبذ الطائفية وما تولده من تفرقة وكراهية بين ابناء البلد الواحد وبين القبيلة الواحدة، ونبذ التطرف والغلو في مختلف أشكاله، وبث روح المحبة والألفة والعمل على ثقافة التسامح وتجنب الإساءة للآخرين والحرص على دعم القانون واحترامه ودعم الاصلاح ونبذ الفساد والمفسدين، مشيدا بدور العشائر العراقية الاصيلة وما لها من دور كبير وفعال بمساندة القوات الأمنية في محاربة الإرهاب وفرض سلطة القانون. واضاف ان المؤتمر اوصى بضرورة الالتزام بالأعراف والسناين العشائرية التي أقرت في محافظة واسط وعدم خرقها وتجاوزها، والعمل على معاقبة كل من يطلق العيارات النارية في الأفراح وتشييع الجنائز، والاهتمام بالتربية والتعليم لأبنائهم وعدم التهاون في ذلك، وبث روح الاخوة والتعاون والتكافل الاجتماعي بين أفراد القبيلة.
عشائر ديالى تدعم تعزيز الأمن في ناحية أبي صيدا وفي الملف نفسه، عقد في محافظة ديالى مؤتمراً موسعاً لتعزيز الامن المناطقي ونبذ الخلافات العشائرية ودعم جهود الاجهزة الامنية لمقارعة الارهاب. وقال الشيخ عدنان غضبان الملا جواد التميمي لمراسل “الصباح” نبيل الشمري: ان ناحية ابي صيدا شهدت عقد مؤتمر موسع بين قبيلتي ربيعة وبني تميم والعشائر الاخرى برعاية منظمة بدر, موضحا ان المؤتمر ركز على نبذ الخلافات بين مختلف العشائر وتعزيز اواصر الاخوة ودعم الاجهزة الامنية في حربها ضد التنظيمات الارهابية. واشار الى ان الناحية شهدت خلال المدة الماضية العديد من النزاعات العشائرية التي سقط على اثرها عدد من الضحايا، مما اثر سلبا في مجمل الاوضاع العامة داخل الناحية ومحيطها لا سيما الوضع الامني. بدوره، قال مدير ناحية ابي صيدا محمد الباقر التميمي لـ”الصباح”: ان المؤتمر شهد حضوراً واسعا على الصعيدين الرسمي والشعبي لان الناحية تتميز بخليط اجتماعي متنوع وان اي خلاف فيها يؤثر بشكل مباشر في الوضع خصوصا في ظل وجود جيوب لعناصر عصابات “داعش” في بعض اطرافها مستغلة كثافة البساتين فيها. وبين ان “داعش” وامثالها تسعى دوما لتفتيت بنية المجتمع عبر استهداف اشخاص على خلفية طائفية لخلق الفتنة، مؤكدا عدم استبعاده أن يكون لها دور في بعض الخلافات العشائرية وهذا ما تمت مناقشته ايضاً لتفويت الفرصة على هؤلاء المجرمين.