سقطت ورقة التين، وانكشف القناع، وبانت عورات الاعراب – الشيخ مصطفى مصري العاملي
24 مايو,2017
صوتي ومرئي متنوع
1,366 زيارة
باسم الله قاصم الجبارين
قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ
صدق الله العلي العظيم..
قبل أحد عشر عاما من اليوم، ينقص منها شهران، اعلن جيش الدفاع الإسرائيلي حسب التسمية التي يطلقها على نفسه، أعلن حربه على طائفة من اللبنانيين فاستهدف مناطق وأماكن خاصة بهم، تحت ذريعة المطالبة بجنديين اسرتهما مجموعة على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة بهدف المطالبة بتحرير معتقلين أسرى محكومين بالسجن المؤبد لدى قوات الاحتلال الإسرائيلي.
استعمل الجيش الإسرائيلي في حربه التدميرية تلك ، أحدث ما توصل اليه العقل البشري الجهنمي من صناعة القتل والتدمير، وحول القرى والاحياء الى مختبرات لتلك الأنواع من الأسلحة.
كانت أهدافه مرسومة بدقة، ومختارة ضمن بنك أهداف مجهز لديهم ومحدد، استنادا الى معرفتهم الميدانية أولا، وثانيا الى ما يزودهم به لبنانيون آخرون أو مقيمون ممن جندوا لتقديم الخدمات للعدو بدافع الحقد والكراهية لشركاء لديهم في الوطن، او بدافع الانحلال الفكري والمسلكي استجابة لغايات سياسية أو لأمراض نفسية، او اشباعا لغرائز حيوانية مادية ، وثالثا الى ما يحدثونه من بنك المعلومات التي تصلهم عبر وسائل التجسس والرصد والتصوير وغير ذلك..
فتهجر مئات الألوف ودمرت البيوت على ساكنيها وأزيلت احياء من الوجود فغدت ركاما، وتحولت السيارات الى قبور متفحمة براكبيها، وغابت مظاهر الحياة في مناطق الا من إرادة صلبة، تعبر عنها اهازيج انشودة ( غابت شمس الحق) وصرخ الجلاد بعد ثلاث وثلاثين يوما متعبا منهكا فقد تعب الجلاد قبل ان تتعب الضحية..
ولكن المفارقة انه كان يسمع في تلك الأيام كل يوم عبارات الثناء والتشجيع والحث على الاستمرار في حربه من أناس يذرفون الدموع علانية و يدعون أنهم عرب ومسلمون، ولكنهم يحثوه على الاستمرار في حربه سرا ، ورغم ذلك فإنه وفي نهاية المطاف صرخ قائلا كفى، قبل ان تصرخ الضحية من الالم.
في تلك الأيام التي أطلقت عليها تسمية حرب تموز من سنة 2006 ، وفي الأسبوع الثاني من تلك الحرب، نشرت مقالا بعنوان : قدر الشيعة بين يهود امة موسى ويهود امة محمد..
دونت فيه ما يصلح لأن يقرأ اليوم وغدا، فقد كانت واضحة امامي معالم المؤامرة التي يشترك فيها العرب آنذاك فدونت بعض بعض تلك الامور في تلك المقالة التي قال لي عنها البعض يومها: انك كنت قاسيا في مقالك، فقلت ليست بقساوة من يعلن من الأرض المقدسة في الحرمين بأنه لا يجوز الدعاء الى الله تعالى بأن ينصر الضحايا على اعداءهم اليهود.. لأنهم رافضة…
فمن يدعوا لهم بالرحمة.. او بأن ينصرهم الله فقد باء بغض من الله عند رعاة الحرمين.
و اتبعت ذلك بمقال آخر بعنوان: ما لم يقله نصر الله وبري عن أخبث صفقة في التاريخ
نعم كانت يومها أخبث صفقة في التاريخ، وقد فضل المعنيون يومها الصمت ولم يتحدثوا عن بعض جوانبها الا بعد اشهر او سنة او اكثر فاتصل بي بعض الاصدقاء قائلا..
ها هو السيد يتكلم الان عن بعض ما تحدثت عنه في مقالك…فقلت.. لن يقول كل شيء.
كنا نظن يومها ان منتهى الصلافة والوقاحة قد وصل عند أولئك القادة في تلك الأيام الى منتهاه، كما يقال في النحو عن صيغة منتهى الجموع، فلربما بقيت بعض عورات هؤلاء مغطاة بورقة التين التي تستر بعض عوراتهم.
الى ان اتضح بالأمس أن ظننا كان وهما، فقد شاهدنا ما لم يكن يخطر على بال أحد اننا من الممكن ان نصل اليه في حياتنا،وذلك عندما شاهدنا وبكل وقاحة سقوط آخر ورقة تين، لتنكشف آخر عورات الاعراب الجاثمين على أرض المقدسات.
كم كان مهينا لأمة فقدت كرامتها وعزتها منظر ذاك العجوز البائس الذي يصف نفسه أنه خادم الحرمين الشريفين وهو متكئ على عصاه واقفا على مدرج سلم الطائرة القادمة من بلاد كان يسكنها يوما الهنود الحمر ، بانتظار مصافحة عارضة الأزياء المرافقة لبطل الكاوبوي المنتصر..
وكم كان مظهر قمم الذل مخزيا بالأمس في عصر البث الفضائي المباشر، والذي أصبحت فيه وسائل التواصل الاجتماعي تنقل كل صغيرة وكبيرة، عندما يجتمع اكثر من خمسين رئيس، أو رأس ، أو قل بلا رؤوس خانعين مطأطئي الرؤوس أمام من نصبوه عليهم ولي الامر الأكبر… فراح يؤذن فيهم بالعفة والطهارة والشهامة، ومحاربة الإرهاب، ويشاركهم جذلا في رقصة السيف ويهتز طربا مع هزة فنجان القهوة كما تهتز الرؤوس الفارغة للحاضرين والمستقبلين والمدعووين.
لنعترف بأن بطل الكاوبوي يستحق الاحترام..
فكم هو جميل ان يكون العدو واضحا وجريئا و صادقا..
وكم هو قبيح ان يكون القريب نذلا و جبانا وكاذبا..
ألم يرد في الحكمة المأثورة .. عدو عاقل خير من صديق جاهل..
ميزان العقل عند هؤلاء بمقدار خدمتهم لمصالحهم ولبلدانهم ..
وبمقدار استغلالهم لخواء الاخرين.. وفراغهم وخنوعهم… اما القيم والمبادئ فلها شأن آخر..
ها هو الرئيس الأميركي القادم من مكان معروف و المتوج سلطانا على حكام المسلمين في الرياض
قد قال قبل وصوله الى السلطة .. على هؤلاء الاعراب في الخليج أن يدفعوا ثمن ابقاءنا لهم سادة وحكاما..
وها هو يحصل على أكثر مما كان يحلم او يتصور أو يريد…
ها هو يتلمس الكرم العربي الأصيل!!! بأبهى صوره، فيحصل على البقرة مع حليبها..
ويتم إعلان الولاء له من راعيها.. ويبايع على السمع والطاعة، فهم الضيوف وهو رب المنزل..
سيضربون بسيفه كيفما شاء وأنى شاء… في اليمن والعراق وسوريا وأي مكان..
وها هو الضيف الكبير ..يرعى مصالحة عملية بين يهود امة محمد و يهود امة موسى…
فلم يعد هناك من عداء، فقد صاروا أصدقاء، بل اخوانا… اليسوا جميعا من جد واحد؟
أليست تل ابيب هي المحطة الثانية في زيارة ولي الامر القادم اليها بطائرته الرئاسية من الأراضي المقدسة؟
اذن فلتخرس كل الأصوات التي تتحدث عن المقدسات، وليُشيطن كل من يذكر فلسطين، أو يتحدث عن الاقصى، والمعتقلين والمساجين.. والمضربين.. فليس هناك من عدو حقيقي يستوجب كل هذا الحشد الا الرافضة…
هذا ما سمعه العالم بالأمس ، ولكن نقول ..نعم من الممكن ان يبقوا حكاما الى حين، وأن يستمروا في اجرامهم من اليمن الى العراق الى سوريا ولبنان وكل مكان يصلون اليه ببغيهم وغيهم وفجورهم .. ولكنهم لن يكونوا سادة في هذه الامة بعد اليوم..
فقبحا لقمم العهر في الرياض والتي سقطت فيها ورقة التين فبانت عورات الاعراب.
وصدق الله العظيم عندما قال: الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ..
22 أيار 2017
2017-05-24