وجود مجاميع كبيرة من أبناء الشهيد محمد باقر الصدر قدسسره في كردستان العراق صارت مصدر قلق للطغمة المتسلطة في بغداد، حيث راحت ترعب أزلام صدام بضرباتها الموجعة وتهدد كيانه لأن تلك القوات كانت تحمل أفكارًا ورؤى تختلف عن أفكار ورؤى الكثير من المجاميع المعارضة الأخرى في كردستان العراق، ومن الأبطال الذين كانوا ينتمون لتلك القوات هو علي الساعدي.
ولد في منطقة الشعب في بغداد عام 1957م، ونشأ وترعرع في أحضان أسرة محافظة على قيمها الإسلامية والأعراف النبيلة.
لم يكمل دراسته حيث تركها وهو في مرحلة الابتدائية وتوجه للأعمال الحرة والكسب الحلال إلى ان استدعي إلى الخدمة العسكرية الإلزامية( ) في عام 1977م، واستمر فيها إلى ان شن صدام المجرم حربه الظالمة على الجمهورية الإسلامية حيث كان عليه ان لايفكر بالتسريح من الجيش مادامت الحرب قائمة ومادام قادرًا على حمل السلاح مهما كبر أو طالت المدة، فلم يبق أمامه إلا الهروب والتخفي داخل العراق أو التوجه باتجاه القوات الإسلامية لاجئا أو يوقع نفسه أسيرًا، وجميع تلك الخيارات يعتبرها العفالقة البغاة خيانة.
وبينما هو في منطقة دشت عباس الإيرانية الواقعة أطراف مدينة الشوش إذ قامت قوات الجمهورية الإسلامية بهجوم واسع فوقع مع الآلاف في أسرها بتاريخ 22/03/1982م، فوجد فرصة ثمينة في معسكرات الأسر لبناء الذات والسمو الروحي والتزود العلمي والثقافي والمعرفي.
لم تذهب عن ذاكرته جرائم حزب البعث عندما كان في الجيش العراقي، خصوصًا التصفيات الجسدية للعناصر الشريفة من أبناء القوات المسلحة إضافة إلى الجرائم الكبرى في قتل الأبرياء والعلماء وعلى رأسهم المرجع المظلوم السيد الشهيد محمد باقر الصدر قدسسره مما جعله يطالب المسؤولين على معسكرات الأسر وبإلحاح من أجل الانخراط في صفوف المجاهدين حتى التحق بقوافل قوات بدر بتاريخ 17/12/1986م ضمن الدورة الثانية من دورات المتطوعين من معسكرات الأسر.
بعد إتمام الدورة التدريبية في معسكر الحر الرياحي، انضم إلى فوج حمزة سيد الشهداء عليهالسلام فاشترك في عمليات جهادية شرق البصرة وأبلى فيها بلاءًا حسنًا.
وعندما تشكلت قوات الإمام، كان أبوتراب أحد السباقين للإنضمام إليها.
نفذ العديد من العمليات الجريئة في عمق القطعات العسكرية في شمال بغداد، كان آخرها في منطقة سنگاو.
كسائر المجاهدين، عكس أبوتراب الأخلاق الإسلامية الحميدة أثناء تواجده بين أخوته أبناء كردستان العراق فنالوا حبهم وتعاطفهم ومساعدتهم في الدلالة والتعرف على السبل والطرق الملتوية في المناطق الجبلية.
استشهد بتاريخ 24/02/1988م أثناء اختراقه الجريء لقوات النظام، فبعد اشتباك دام عدة ساعات تكبد فيها العدو العديد من القتلى والجرحى ودمرت جميع آلياته المدرعة في منطقة سنگاو، سقط أبوتراب شهيدًا مضرجًا بدمه الزاكي على أثر إصابته برصاصة استقرت في صدره الشريف ليرحل إلى بارئه، وتم دفنه في مقبرة الشهداء في قرهداغ.
من وصيته رحمهالله:
هنيئًا لمن يموت في طريق الله وهذا زمان مهيأ فيه الميدان للقاء الله تعالى ومن المؤسف والمؤلم ان يموت الإنسان على الفراش.
سلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيًّا