دراسة لحياة صحابي روى عن رسول الله صلى الله عليه واله – أبو هريرة
29 يوليو,2017
بحوث اسلامية
1,246 زيارة
تأليف: الامام السيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي 04
وقال: دخلت على رقية بنت رسول الله صلى الله عليه واله امرأة عثمان وبيدها مشط فقالت: خرج رسول الله صلى الله عليه واله من عندي آنفا رجلت شعره، فقال لي: كيف تجدين أبا عبد الله (عثمان)؟ قلت: بخير. قال اكرميه، فانه من اشبه أصجابي بي خلقاً (1).
: ربما حرف الكلم عن مواضعه، كما فعل في الصحيح الثابت عن رسول الله صلى الله عليه واله من قوله: ستكون بعدي فتنة واختلاف. قالوا فما تأمرنا عند ذلك يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه واله ـ وقد أشارة الى علي ـ: عليكم بالامير وأصحابه.
لكن أبا هريرة آثر التزلف الى آل أبي العاص وآل معيط وآل أبي سفيان فروى لهم ان النبي صلى الله عليه واله أشار في هذا الحديث الى عثمان (2) وقد حفظوا له هذا الصنع. كما ستقف عليه في الفصل 8 من هذا الاملاء ان شاء الله تعالى.
ـ 6 ـ
على عهد علي
خفت صوت أبي هريرة على عهد أمير المؤمنين. واحتبى برد الخمول وكاد أن يرجع الى سيرته الاولى. حيث كان هيان بن بيان وصلعمة بن قلعمة قعد
____________
(1) سنورد هذا الحديث في اول الفصل 13 فراجعه ثمة واعجب.
(2) ولذا اخرجه الحاكم عن أبي هريرة في فضائل عثمان اول: 3/99 من المستدرك. والحق يوجب ذكره في فضائل علي، نظير قول النبي صلى الله عليه واله: تكون بين الناس فرقة واختلاف فيكون هذا واصحابه على الحق، واشار إلى علي، اخرجه الطبراني عن كعب بن عجرة، وهو الحديث 6/2635 من كنز العمال، وقوله صلى الله عليه واله ـ ستكون بعدي فتنتة فالزموا فيها علي بن أبي طالب فانه اول من آمن بي واول من ـ يصافحني يوم القيامة وهو الصديق الأكبر وهو فاروق هذه الأمة الحديث، أخرجه ابو احمد وابن مندة وغيرهما عن ابي ليلي الغفاري، ونقله في ترجمة ابي ليلى كل من ابن عبد البر في استيعابة وابن حجر في اصابته وغيرهما، وقوله صلى الله عليه واله: ياعمار إن رايت علياً قد سلك وادياً وسلك الناس وادياً غيره فاسلك مع علي ودع الناس إنه لن يدلك على ردى ولن يخرجك من الهدى الحديث، اخرجه الديلمي عن كل من عمار وابي ايوب وهو الحديث 259 في آخر ص 155 من الجزء 6 من كنز العمال وقوله صلى الله عليه واله: يا ابا رافع سيكون بعدي قوم يقاتلون علياً حق على الله جهادهم الحديث اخرجه الطبراني في الكبير عن محمد بن عبيد الله بن رافع عن ابيه عن جده وهو الحديث 2589 من الجزء 6 من الكنز إلى كثير من امثال هذه النصوص التي لا يسعنا الآن استقصاؤها، وحسبك قوله صلى الله عليه واله: إن منكم من يقاتل علي تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله فاستشرف لها القوم وفيهم ابو بكر وعمر، فقال ابو بكر انا هو، قال لا، قال عمر: انا هو؟ قال: لا ولكنه خاصف النعل الحديث، أخرجه الحاكم في آخر: 3/122 من المستدرك وصححه على شرط الشيخين واورده الذهبي في تلخيصه معترفا بصحنة على شرطهما واخرجه احمد من حديث ابي سعيد في: 3/33 و82 من المسند ورواه الحافظ أبو نعيم في ترجمة على: 1/67 من حليته واخرجه ابو يعلى في السنن وسعيد بن منصور في سننه وهو الحديث: 2585 في: 6/155 من الكنز، والاحاديث في وجوب قتال الناكثين والقاسطين والمارقين متظافرة، وأخباره صلى الله عليه واله بوقوع الفتن من بعده متواترة وهي من اعلام النبوة وكلها صريح بوجوب اتباع علي، فحديث ابي هريرة الذي اخرجه الحاكم من جملتها بلا ريب، ويؤيد ذلك ان النبي صلى الله عليه واله لم يطلق الأمير على غير علي ابداً، اما علي فقد نال منه هذا الوسام، وحسبك قوله صلى الله عليه واله لأنس اول من يدخل عليك من هذا الباب امير المؤمنين وسيد الوصيين، الحديث، اخرجه الحافظ الاصفهاني في ترجمة علي من الجزء الاول من حلية الأولياء، وقد امر صلى الله عليه واله ان يسلموا على علي بالامرة كما هو ثابت من طريق العترة الطاهرة، والمقام لايسع التفصيل.
عن نصرة أمير المؤمنين فلم ينضوا الى لوائه، بل كان وجهه ونصيحته الى أعدائه.
وقد أرسله معاوية مع النعمان بن بشير ـ وكانا عنده في الشام ـ الى علي عليه السلام يسألانه أن يدفع قتله عثمان الى معاوية ليقيدهم بعثمان، وقد أراد معاوية بهذا أن يرجعا من عند علي الى الشام وهما لمعاوية عاذران ولعلي لائمان؛ علماً من معاوية أن علياً لا يدفع قتلة عثمان اليه، فاراد أن يكون النعمان وأبو هريرة شاهدين له عند أهل الشام بذلك، وان يظهرا للناس عذر معاوية في قتال علي.
فقال لهما ائتيا علياً فانشداه الله لما دفع الينا قتلة عثمان، فانه قد آواهم، ثم لاحرب بيننا وبينه، فان ابي فكونوا شهداء الله عليه، واقبلا على الناس فاعلماهم بذلك. فأتيا علياً فدخلا عليه، فقال له أبو هريرة: يا أبا حسن ان الله قد جعل لك في الاسلام فضلا وشرفاً، فأنت ابن عم محمد رسول الله صلى الله عليه واله وقد بعثنا اليك ابن عمك يسألك امراً تسكن به هذه الحرب، ويصلح الله به ذات البين ان تدفع اليه قتلة ابن عمه عثمان فيقتلهم به ويجمع الله تعالى امرك وامره ويصلح بينكم وتسلم هذه الامة من الفتنتة والفرقة، ثم تكلم النعمان بنحو من هذا فقال لهما: دعا الكلام في هذا، حدثني عنك يا نعمان، هل أنت أهدى قومك سبيلا؟ ـ يعني الانصار ـ قال: لا. قال فكل قومك قد اتبعني الا شذاذ منهم ثلاثة أو أربعة افتكون أنت من الشذاذ؟ قال النعمان: اصلحك الله انما جئت لأكون معك والزمك، وقد كان معاوية سألني ان اؤدى هذا الكلام، ورجوت ان يكون لي موقف اجتمع فيه معك. وطمعت ان يجري الله تعالى بينكما صلحا فاذا كان رايك غير ذلك فانا ملازمك وكائن معك.
قال حفظة الآثار: اما أبو هريرة فلم يكلمه أمير المؤمنين فانصرف الى الشام فاخبر معاوية بالخبر فامره معاوية ان يعلم الناس ففعل ذلك وعمل اعمالا ترضي معاوية.
واقام النعمان بعده عند علي ثم خرج فاراً الى الشام فأخبر أهلها بما لقى
الى آخر ما كان من هذه الواقعة (1).
وحين جد الجد، وحمى وطيس الحرب، ورد على أبي هريرة من الهول ما هزم فؤاده وزلزل اقدامه، وكان في أول تلك الفتنة لا يشك بأن العاقبة ستكون لعلي. فضرب الأرض بذقنه، قابعاً في زاويا الخمول يثبط الناس عن نصرة أمير المؤمنين بما يحدثهم به سراً وكان مما قاله يومئذ: سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول: ستكون فتنة؛ القاعد فيها خير من القائم والقائم خير من الماشي والماشي خير من الساعي ومن وجد ملجاً أو معاذاً فليعذبه (2).
ولم يزل كذلك حتى خرجت الخوارج على أمير المؤمنين واختلف الناس عليه في العراق واستفحل أمر معاوية باستيلائه على مصر وقتله محمد بن أبي بكر وعيثه في بلاد أمير المؤمنين، وشنه الغارات عليها، وبعثه بسراً في ثلاثة آلاف الى الحجاز واليمن عيثاً في الأرض وفساداً، وتنكيلا بعباد الله وتقتيلا، وتحريقاً لهم وتمزيقاً، وانتهاكا لحرمات الله، وهتكا لامائه وسبياً لذراري المؤمنين من عباده؛ وعبرة للناظرين، ومثلا واحدوثة في الغابرين.
____________
(1) وقد ذكرها ابراهيم بن هلال الثقفي في كتاب الغارات، ونقلها البحاثة المعتزلى في ص 213 من المجلد الأول من شرح نهج البلاغة فليراجعها من اراد التفصيل ليعرف سوء نوايا معاوية وسوء منقلب النعمان في هذه الواقعة وانما اعرض أمير المؤمنين عن ابي هريرة فلم يكلمه لكونه لم يره اهلا لتزلفه بدينه الى معاوية، وعلم امير المؤمنين ما اراده معاوية من المكائد اذ أرسلهما اليه يطلبان منه قتلة عثمان فلم يجبهما بشئ لا سلبا ولا ايجاباً بل اعرض عن طلبهما، وتكلم مع النعمان في موضوع آخر وهذا من قوته في سياسته عليه السلام.
(2) اخرجه احمد بن جنبل من حديث أبي هريرة في: 2/282 من مسنده. وهو من الأباطيل بدليل قول تعالى: (فقاتلوا التي تبغى حتى تفيء الى امر الله).
وفي ختام هذه الفظائع أخذ البيعة لمعاوية من أهل الحجاز واليمن عامة (1) فعندها باح أبو هريرة بما في صدره، واستراح الى بسر بن أرطاة بمكنون سره فوجد بسرمنه اخلاصاً لمعاوية. ونصحاً في أخد البيعة له من الناس، فولاه على المدينة (2) حين انصرف عنها وامر أهلها بطاعته ولم يزل بعدها يصلي بهم ويرى لنفسه الولاية عليهم حتى جاءهم جارية بن قدامة السعدي من قبل أمير المؤمنين في الفي فارس وأبو هريرة يصلي في الناس، فهرب من وجهه، فقال جارية (3) لو وجدت أبا سنور لقتلته.
وبلغ جارية ـ وهو في الحجاز ـ استشهاد أمير المؤمنين في الكوفة فأخذ البيعة من أهل المدينة للامام السبط أبي محمد الحسن الزكي المجتبى عليه السلام ثم عاد الى الكوفة فرجع أبو هريرة يصلي بالناس (4) واستفحل بعدها امره حيث انتهى الامر الى معاوية.
ـ 7 ـ
على عهد معاوية
نزل أبو هريرة أيام معاوية الى جناب مريع، وانزل آماله منه منزل صدق
____________
(1) من اراد الوقوف على تفصيل هذه الفظائع والفجائع فعليه بص 116 حتى:121 من المجلد الأول من شرح النهج الحميدي على ان كل من ارخ حوادث سنة الأربعين ذكرها كابن جرير وابن الأثير وغيرهما وهي من القضايا الثابتة من افعال معاوية ثبوت وقعتي الحرة والطف من ولده يزيد.
(2) كما نص عليه ابراهيم بن هلال الثقفي في كتاب الغارات، ونقله ابن ابي الحديد في اواخر صفحة: 128 من المجلد الأول من شرح النهج.
(3) كما نص عليه ابن الأثير عند ذكر سرية بسر الى الحجاز واليمن سنة 40 فراجع ص 3/153 من تاريخه الكامل.
(4) كما في الصفحة المتقدمة الذكر من كامل ابن الأثير.
لذلك نزل في كثير من الحديث على رغائبه، فحدث الناس في فضل معاوية وغيره أحاديث عجيبة.
وقد كثر وضع الحديث في تلك الدولة حسبما اقتضته دعايتها، وأوجبته سياستها في نكاية الهاشميين، وكثرت الكذابة يومئذ على رسول الله كما أنذر به صلى الله عليه واله وتطوروا فيما اختلفوه من الحديث حسبما أوحى اليهم وكان أبو هريرة في الرعيل الأول من هؤلاء، فحدث الناس في الفضائل احاديث منكرة، فمنها ما أخرجه ابن عساكر بطريقين وابن عدى بطريقين ومحمد بن عائذ بطريق خامس ومحمد بن عبد السمرقندي بطريق سادس ومحمد بن مبارك الصوري بطريق سابع والخطيب البغدادي بطريق ثامن كلهم عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول ان الله ائتمن على وحيه ثلاثة أنا وجبرئيل ومعاوية؟!
ومنها: ما أخرجه الخطيب بالاسناد الى أبي هريرة قال: ناول النبي صلى الله عليه واله معاوية سهما فقال: خذ هذا السهم حتى تلقاني به في الجنة!
ومنها: ما أخرجه أبو العباس الوليد بن أحمد الزوزني في كتابه ـ شجرة العقل ـ من طريقين الى أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول ان لأبي بكر قبة من درة بيضاء لها أربعة أبواب تخترقها رياح الرحمة ظاهرها عفو الله وباطنها رضوان الله كلما اشتاق الى الله انفتح له مصراع ينظر منه الى الله عز وجل.
ومنها: ما أخرجه ابن حيان بالاسناد الى أبي هريرة قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه واله من الغار يريد المدينة أخذ أبو بكر بغرزه فقال: ألا أبشرك يا أبا بكر؟ ان الله تعالى يتجلي للخلائق يوم القيامة عامة ويتجلى لك خاصة!.
ومنها: ما أخرجه ابن حبان أيضاً بالاسناد الى أبي هريرة قال: بينا جبرئيل مع النبي صلى الله عليه واله إذ مربهما أبو بكر فقال جبرئيل: هذا أبو بكر الصديق قال رسول الله صلى الله عليه واله: أتعرفه ياجبرئيل؟ قال: نعم انه في السماء لأشهر منه
في الأرض؛ وان الملائكة لتسميه حليم قريش وانه وزيرك في حياتك وخليفتك بعد مماتك.
ومنها: ما أخرجه الخطيب بالاسناد إلى أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله تباشرت الملائكة يوم ولد أبو بكر الصديق واطلع الله الى جنة عدن فقال وعزتي وجلالي لا أدخلها إلا من أحب هذا المولود.
ومنها: ما أخرجه ابن عدي بالاسناد إلى أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول: عرج بي السماء فما مررت بسماء إلا وجدت مكتوباً فيها محمد رسول الله أبو بكر الصديق الحديث (1).
ومنها: ما أخرجه ابو الفرج ابن الجوزي بالاسناد الى أبي هريرة قال: حدثني رسول الله صلى الله عليه واله بان الجنة والنار تفاخرتا فقالت النار للجنة أنا أعظم منك قدراً، لأن فيّ الفراعنة والجبابرة والملوك وابناؤهم، فاوحى الله الى الجنة أن قولي: بل لي الفضل إذ زينني الله لأبي بكر.
ومنها: ما أخرجه الخطيب بالاسناد الى أبي هريرة قال: خرج النبي صلى الله عليه واله متكئاً على علي بن أبي طالب فاستقبله أبو بكر وعمر فقال يا علي أتحب هذين الشيخين؟ قال: نعم؛ قال: احببهما تدخل الجنة!!.
ومنها: ما أخرجه الخطيب أيضاً في تاريخ بغداد وابن شاهين في سننه من طريقين الى أبي هريرة قال: سمعت رسول الله يقول: ان في السماء الدنيا ثمانين الف ملك يستغفرون لمن أحب أبا بكر وعمر، وفي السماء الثانية ثمانين الف ملك يلعنون من أبغض أبا بكر وعمر.
ومنها: ما أخرجه الخطيب بالاسناد الى أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول: ان الله تعالى في السماء سبعين الف ملك يلعنون من شتم أبا بكر وعمر.
____________
(1) وأخرجه الخطيب في ترجمة محمد بن عبد الله المهري ص 445 من المجلد الخامس من تاريخ تغداد.
وهذه الأحاديث كلها باطلة اجماعاً وقولاً واحداً صرح بذلك كل من اخرجها ممن ذكرناهم.
والسيوطي نظمها باسانيدها ومتونها في سلك الأحاديث الموضوعة من لآليه المصنوعة غير أنهم لم يجعلوا الآفة فيها من أبي هريرة نفسه وانما جعلوها ممن نقلها عنه عملا برأيهم في كل من رأى النبي صلى الله عليه واله وروى عنه من المسلمين.
وكذلك فعلوا في سائر ما صنعته يداً أبي هريرة مما ضاق به ذرعهم نحو قوله: سمعت رسول الله صلى الله عليه واله: يقول: هذا جبرئيل يخبرني عن الله ما أحب أبا بكر وعمر الا مؤمن تقى ولا ابغضهما إلا منافق شقي (1).
وقوله: قال رسول الله صلى الله عليه واله خلقني الله من نوره وخلق أبا بكر من نوري وخلق عمر من نور أبي بكر وخلق أمتي من نور عمر وعمر سراج أهل الجنة (2).
وقوله: سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول: أبو بكر وعمر خير الأولين والآخرين (3).
وقوله: ان النبي صلى الله عليه واله كان يقول: أصحابي كالنجوم من اقتدى بشئ
____________
(1) ان هذا الحديث معدود في الأباطيل باجماع اهل العلم وقد ذكره الذهبي في ترجمة ابراهيم بن مالك الأنصاري من ميزان الاعتدال فابطله وخسرت صفقة من اراد ان يعارض الحق بالباطل.
(2) وهذا كسابقه باطل بالاجماع، وقد ذكره الذهبي في ترجمة احمد السمرقندي من الميزان. فراجعه تعلم انه باطل مخالف لكتاب الله وخسر هناك المبطلون الذين يريدون معارضة الحق الواضح بالباطل الفاضح.
(3) وهذا كسابقه في البطلان. وقد ذكره الذهبي في ترجمة جيرون بن واقد الافريقي من الميزان فارسل بطلانه ارسال المسلمات.
منها أهتدى (1).
وقوله: قال رسول الله صلى الله عليه واله: انزل في الانجيل نعتي ونعت أصحابي أبي بكر وعمر وعثمان وعلى كرزع أخرج شطأه الآية (2).
إلى آخر ما كان يسترسل به من هذه المختلفات، وله في صحيحي البخاري ومسلم احاديث افرغها على هذا القالب. وحاكها على هذا المنوال فراجعها في الفصل 11 من هذا الاملاء.
ـ 8 ـ
أيادي بني امية عليه
تتمثل لك نعمهم عليه إذا امعنت النظر في حاليه، حاله قبل دولتهم حيث كان ذليلا مهيناً ينظر الى القمل يدب على نمرته (3) وحاله على عهدهم حيث اخذوا بضبعيه واطلقوا عنه ربقة الخمول فكسوه الخز (4) والساج وجعلوه
____________
(1) نقله الذهبي في ترجمة جعفر بن عبد الواحد القاضي من ميزانه ونيص ثمة على انه من بلاياء.
(2) تجد هذا الحديث في ترجمة محمد بن موسى بن عطاء الدمياطي من ميزان الذهبي وتجد ثمة بطلانه لكن الجمهور يحيلون البلاء في اباطيل ابي هريرة على الرواة عنه.
(3) هذا مأخوذ من قول ابي هريرة: فنزعت نمرة على ظهري فبسطتها بيني وبينه صلى الله عليه واله حتى كأني انظر الى القمل يدب عليها الحديث اخرجه ابو نعيم في احوال ابي هريرة: 1/381 من حليته.
اخرج ابن سعد في ترجمة ابي هريرة من طبقاته عن وهب بن كيسان وعن قتادة والمغيرة ان ابا هريرة كان يلس الخز.
يزر ازراره بالديباج (1) والبسوه الكتان المشيق (2) وبنوا القصر في العقيق (3) وطوقوه ببرهم، وناطوا نعمهم قلائد في عنقه واذاعوا ذكره، ونوهوا باسمه، وولوه على المدينة الطيبة مدينة النبي (4) وانكحوه ايام ولايته عليها بسرة بنت غزوان بن جابر بن وهب المازنية اخت الأمير عتبة بن غزوان (5) وما كان ليحلم بذلك، ولا ليسنح في امانيه، وقد كان يخدمها بطعام بطنه ويكدح في خدمتها حافياً:
____________
(1) هو الطليلسان الأخضر، وقيل الأسود، وقيل المقور ينسج كذلك، وفي الاساس لبسوا السيجان وهي الطيالسة المدورة الواسعة، وقد جاء في ترجمة ابي هريرة من طبقات ابن سعد عن سعيد قال: رأيت على ابي هريرة ساجا مزروراً بديباج.
(2) اخرج البخاري: 4/175 من صحيحه في اواخر كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة عن محمد بن سيرين قال: كنا عند ابي هريرة وعليه ثوبان ممشقان من كتان.
(3) فيه مات كما هو منصوص عليه في كل من اصابة ابن حجر ومعارف ابن قتيبة وطبقات ابن سعد اثناء ترجمتهم اياه.
(4) فيما اخرجه الامام احمد في: 2/430 من مسنده عن محمد ابن زياد واخرجه ابن قتيبة في ترجمة ابي هريرة من معارفه عن ابي رافع. واورده الامام ابو جعفر الاسكافي كما في: ص359 من المجلد الاول من شرح النهج الحميدي طبع مصر.
(5) هو حليف بني عبد شمس الذي ولاه عمر رضي الله عنه في الفتوح فاختط البصرة وكان اميرها، وفتح فتوحا وهو من مشاهير الصحابة والابطال مات على عهد عمر، وإنما تزوج ابو هريرة اخته بعد موته بزمان، وقد ذكر ابن حجر العسقلاني بسرة هذه في القسم الاول من الاصابة وذكر قصة أبي هريرة معها فقال: وكانت قد استأجرته في العهد النبوي ثم تزوجها بعد ذلك لما كان مروان يستخلفه في امرة المدينة على عهد معاوية
مركز الأبحاث العقائدية
https://t.me/wilayahinfo
[email protected]
2017-07-29