الرئيسية / من / التشابه بين خاتم الأنبياء وخاتم الأئمة عليهم السلام سالم الصباغ

التشابه بين خاتم الأنبياء وخاتم الأئمة عليهم السلام سالم الصباغ

التشابه بين خاتم الأنبياء وخاتم الأئمة عليهم السلام سالم الصباغ

التشابه بين خاتم الأنبياء وخاتم الأئمة عليهم السلام سالم الصباغ

التشابه بين خاتم الأنبياء وخاتم الأئمة عليهم السلام سالم الصباغ

قراءة قرأنية في روايات أهل البيت عليهم السلام

المقال الثاني

مازلنا نقرأ في قوله تعالى :
( وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ )
ففي مقالنا السابق أثبتنا خروج المهدي عليه السلام من قوله تعالى :

وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (148) وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (149) وقلنا أن قوله تعالى : ( وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ )

هي خاصة بخروج المهدي عليه السلام وليس بتحويل القبلة ، فالأية ليس فيها ذكر للقبلة ، ولكن فيها ذكر للخروج …

ولكن هل من دليل من روايات الشريفة على هذا المعني …؟

الدليل الأول :

هو تفسير قوله تعالى :

{ وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }

فهذه الآية نزلت في أصحاب الإمام المهدي عليه السلام ألـ 313، يجمعهم الله لهم في ساعة واحدة، وهم الأمة المعدودة ، ففي الرواية الشريفة :

عن أبى عبد الله عليه السلام : فِي قَوْلِهِ:

((فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ أيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً))

قَالَ: (نَزَلَتْ فِي الْقَائِم وَأصْحَابِهِ يَجْمَعُونَ عَلَى غَيْر مِيعَادٍ).

2 ـ الدليل الثاني :

هو قوله تعالى : { لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ }

وذلك في الآية الشريفة : { وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } (150)

ـ ففي الحديث الشريف في تفسير هذه الآية :

{ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ }

الغيبة للنعماني: الْكُلَيْنِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْن يَحْيَى، عَنْ أحْمَدَ بْن مُحَمَّدٍ، عَن الْحُسَيْن بْن سَعِيدٍ، عَن

ابْن أبِي عُمَيْرٍ، عَنْ هِشَام بْن سَالِم، عَنْ أبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام أنَّهُ قَالَ: (يَقُومُ الْقَائِمُ وَلَيْسَ لأحَدٍ فِي عُنُقِهِ عَقْدٌ وَلاَ بَيْعَةٌ .

3 ـ الدليل الثالث :
تثار هنا مشكلة أن الخطاب في الأيات الكريمة هو للرسول الأكرم صلوات الله عليه واله ، فكيف نقول أن الأمر في قوله تعالى : ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام هو موجه للإمام المهدى عليه السلام ؟

الإجابة :

تشابه البعثين والزمانين ودلالة مفردة ( كما ) :

بالطبع المقصود بالبعث الأول هو بعثة الرسول الأعظم كخاتم للأنبياء في أول عصر الإسلام ، والمقصود بالبعث الثاني هو بعثة الإمام المهدي عليه السلام في نهاية الزمان كإمام وليس كنبي أو رسول .. ولقد أشار القرآن الكريم إلى البعثين ففي :

قوله تعالى: { كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آياتنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ } (151)

فما معنى ( كما ) وهي خاصة بالتشابه في الآية الشريفة ؟

معناها أننا بعثنا فيكم المهدي ( كما ) بعثنا فيكم من قبل الرسول صلوات الله عليه وآله .

البعثان والزمانان في سورة الجمعة


وتمت الإشارة أيضا إلى البعثتين والزمانين في آيات سورة الجمعة ، في قوله تعالى :

{ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ } (الجمعة/2).

{وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } (الجمعة/3).

ـ لاحظ البعثين :

الأول : بعث في الأميين رسولا منهم

الثاني : وآخرين منهم لما يلحقوا بهم

وكلمة (آخرين) وكذلك جملة (لما يلحقوا بهم) يدل على أن الأمر يتعلق بقوم يأتون في آخر الزمان ، وهم غير ملتحقين بالجيل الأول الذي بعث فيه الرسول الخاتم صلوات الله عليه وآله .

ـ مع ملاحظة الفرق بين البعثتين :

الأولى : هي ختم النبوة .

والثانية : هي ختم الإمامة .

أما سياق الآيات الذي يدل على أن المبعوث في الحالين شخص واحد هو الرسول الأعظم صلوات الله عليه وآله ، فذلك للتشابه التام بين الرسول صلوات الله عليه وآله وبين الإمام

المهدي عليه السلام ، في الخََلق و الخُلق والسمة، ففي الرواية الشريفة التي توضح هذا التشابه :

(الصَّادِقِ جَعْفَر بْن مُحَمَّدٍ، عَنْ أبِيهِ، عَنْ جَدَّهِ عليهم السلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلّم:

(الْقَائِمُ مِنْ وُلْدِي اسْمُهُ اسْمِي

وَكُنْيَتُهُ كُنْيَتِي

وَشَمَائِلُهُ شَمَائِلِي

وَسُنَّتُهُ سُنَّتِي

يُقِيمُ النَّاسَ عَلَى مِلَّتِي وَشَريعَتِي وَيَدْعُوهُمْ إِلَى كِتَابِ اللهِ عزّ وجل

مَنْ أطَاعَهُ أطَاعَنِي

وَمَنْ عَصَاهُ عَصَانِي

وَمَنْ أنْكَرَهُ فِي غَيْبَتِهِ فَقَدْ أنْكَرَني

وَمَنْ كَذَّبَهُ فَقَدْ كَذَّبَني

وَمَنْ صَدَّقَهُ فَقَدْ صَدَّقَنِي

إِلَى اللهِ أشْكُو الْمُكَذّبِينَ لِي فِي أمْرهِ

وَالْجَاحِدِينَ لِقَوْلِي فِي شَأنِهِ

وَالْمُضِلّينَ لاُمَّتِي عَنْ طَريقَتِهِ

((وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ))

وهكذا يوضح هذا الحديث التشابه التام بين خاتم الأنبياء صلوات الله عليه وآله ، وبين خاتم الأئمة وتمام الدائرة المهدي عليه السلام، وهو ما يفسر آيات سورة الجمعة التي تشعر أن المبعوث (للأميين) و ( للآخرين ) هو شخص واحد .. مع أنهما اثنان متشابهان تماما ، كذلك يفسر معنى ( كما ) في الآية موضع البحث وهي ( 151 ) من سورة البقرة ، وقوله تعالى :

{ كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آياتنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ } (151)

أي أن المعنى أنا أرسلنا فيكم خاتم الأئمة إماماَ وليس نبياَ أو رسولا ، .. كما أرسلنا فيكم خاتم الأنبياء من قبل نبياَ ورسولا وخاتماَ للأنبياء .

وعلى ذلك يكون المقصود بالخروج في الآية الكريمة هي خروج المهدي عليه السلام ، أي أن

الخطاب له بأن يتوجه إلى المسجد الحرام من حيث خرج ليعلن من هناك بداية حركته المباركة
الأية مرة أخرى للتفكر والتدبر
أيات خروج المهدي عليه السلام :

قوله تعالى :

(وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (148) … وهي تتحدث عن أصحاب المهدي عليه السلام وجمعهم له

وقوله تعالى :
( وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (149) …

وهي تتحدث عن خروج المهدي عليه السلام ..

وقوله تعالى :

( { كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آياتنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ } (151)

تتحدث عن التشابه بين بعثة النبي صلوات الله عليه وأله وبين خروج المهدي عليه السلام ..بدلالة حرف ( كما ) الذي يفيد التشابه بين شيئين …

أما أية تحويل القبلة ، فهي قوله تعالى :

( قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (144) البقرة

وعلى هذا الرؤية يكون ليلة النصف من شعبان هي ليلة تحويل القبلة كما هي ليلة مولد الإمام المهدي عليهم السلام .

شاهد أيضاً

الحجاب النوراني والحجاب الظلماني

لكن أنواع ذلك الجلال هو اشراقاتي وهو لفرط العظمة والنورانية واللانهائية، يبعد عنها العاشق بعتاب ...