الرئيسية / صوتي ومرئي متنوع / مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم ( عليه السلام )07

مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم ( عليه السلام )07

في إثبات إمامته ( عليه السلام )

في إثبات أن إمام زماننا هو المهدي ابن الزكي الحسن العسكري ( عليهما السلام )

إعلم ثبتك الله وإيانا بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة ، وجمع بيننا وبين الخلف
المنتظر من العترة الطاهرة أنه لا طريق إلى إثبات الإمامة إلا النص وظهور المعجزة وذلك لأن
من شرط الإمام أن يكون معصوما ، وإلا لانتقض الغرض من نصبه ، وهو محال ، والدليل على
وجوب العصمة فيه كثير مذكور في محله ، وهي كيفية نفسانية ، ومرتبة خفية باطنية ،
لا يعلمها إلا الله تعالى شأنه ومن ألهمه الله تعالى علم ذلك فالواجب على الله تعالى أن يعينه
لعباده إما بالنص عليه على لسان النبي ( صلى الله عليه وآله ) أو الإمام السابق عليه ، وإما بإجراء المعجزة على
يديه ،

وإذا تعين الإمام من الله فالواجب على الناس أن يرجعوا إليه ويعتمدوا عليه

* ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله
ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا ) *

ويشهد لما ذكرنا الأحاديث المتواترة معنا .

– منها ( 1 ) ما رواه الشيخ الثقة الجليل أحمد بن أبي طالب الطبرسي ( 2 ) في الاحتجاج
وهذا الحديث وإن كان طويلا لكنه يشتمل على فوائد جمة وأمور مهمة ويثبت إمامة مولانا
بالنص والمعجزة وأنه ليس للأمة في نصب الإمام خيرة فلا غرو أن نذكره بطوله ، ونسأل الله
تعالى أن يجعلنا من أهل قبوله .

قال رحمه الله تعالى : احتجاج الحجة القائم المنتظر صاحب الزمان صلوات الله عليه
وعلى آبائه عليهم السلام سعد بن عبد الله القمي الأشعري ،

قال : بليت بأشد النواصب منازعة ،

فقال لي يوما بعدما ناظرته تبا لك ولأصحابك ،

أنتم معاشر الروافض تقصدون المهاجرين والأنصار بالطعن عليهم ،

وبالجحود محبة النبي ( صلى الله عليه وآله ) لهم ،

فالصديق هو فوق الصحابة بسبب سبق الإسلام

ألا تعلمون أن رسول الله إنما ذهب به ليلة الغار لأنه خاف عليه كما خاف على نفسه !

ولما علم أنه يكون الخليفة في أمته ، وأراد أن يصون نفسه كما يصون خاصة نفسه ،

كيلا يختل حال الدين من بعده ، ويكون الإسلام منتظما ،

وقد أقام عليا على فراشه لما كان في علمه أنه لو قتل لا يختل الإسلام بقتله ،

لأنه يكون من الصحابة من يقوم مقامه ، لا جرم لم يبال من قتله ! !

” قال ” سعد : إني قلت على ذلك أجوبة ، لكنها غير مسكتة

ثم قال : معاشر الروافض تقولون إن الأول والثاني كانا منافقين ، وتستدلون على ذلك بليلة العقبة .
ثم قال لي : أخبرني عن إسلامهما كان عن طوع ورغبة ، أو كان عن إكراه وإجبار ، فاحترزت
عن جواب ذلك ، وقلت مع نفسي : إن كنت أجيبه بأنه كان عن طوع ، فيقول لا يكون على هذا
الوجه إيمانهما عن نفاق .
وإن قلت : كان عن إكراه وإجبار ، لم يكن في ذلك الوقت للإسلام قوة حتى يكون
إسلامهما بإكراه وقهر فرجعت عن هذا الخصم على حال ينقطع كبدي فأخذت طومارا
وكتبت بضعا وأربعين مسألة من المسائل الغامضة التي لم يكن عندي جوابها .

فقلت أدفعها إلى صاحب مولاي أبي محمد الحسن بن علي العسكري ( عليه السلام ) الذي كان في
قم ، أحمد بن إسحاق ، فلما طلبته كان هو قد ذهب ، فمشيت على أثره فأدركته وقلت الحال
معه فقال لي : جئ معي إلى سر من رأى ، حتى نسأل عن هذه المسائل مولانا الحسن بن
علي ( عليه السلام ) فذهبت معه إلى سر من رأى ، ثم جئنا إلى باب دار مولانا ( عليه السلام ) فاستأذنا للدخول
عليه ، فأذن لنا فدخلنا الدار ، وكان مع أحمد بن إسحاق جراب قد ستره بكساء طبري ، وكان
فيه مائة وستون صرة من الذهب والورق ، على كل واحد منها خاتم صاحبها ، الذي دفعها
إليه .

ولما دخلنا وقعت أعيننا على وجه أبي محمد الحسن بن علي ( عليه السلام ) كان وجهه كالقمر ليلة
البدر ، وقد رأينا على فخذه غلاما يشبه المشتري في الحسن والجمال ، وكان على رأسه
ذؤابتان ، وكان بين يديه رمان من الذهب قد حلي بالفصوص والجواهر الثمينة ، قد أهداه
واحد من رؤساء البصرة ، وكان في يده قلم يكتب به شيئا على قرطاس ، فكلما أراد أن يكتب
شيئا ، أخذ الغلام يده فألقى الرمان حتى يذهب الغلام إليه ، ويجيء به ، فلما ترك يده يكتب
ما شاء ثم فتح أحمد بن إسحاق الكساء ووضع الجراب بين يدي الهادي ( عليه السلام ) فنظر إلى الغلام
وقال : فض الخاتم عن هدايا شيعتك ومواليك ؟ فقال ( عليه السلام ) : يا مولاي أيجوز أن أمد يدا طاهرة
إلى هدايا نجسة وأموال رجسة .

ثم قال : يا بن إسحاق أخرج ما في الجراب ليتميز بين الحرام والحلال . ثم أخرج صرة ،
فقال الغلام : هذا لفلان بن فلان من محلة كذا بقم ، يشتمل على اثنين وستين دينارا ، فيها من
ثمن حجيرة باعها ، وكانت إرثا عن أبيه خمسة وأربعون دينارا ومن أثمان سبعة أثواب أربعة
عشر دينارا وفيه من أجرة الحوانيت ثلاثة دنانير .

فقال مولانا ( عليه السلام ) : صدقت يا بني ، دل الرجل على الحرام منها فقال الغلام : في هذه العين
دينار بسكة الري تاريخه في سنة كذا ، قد ذهب نصف نقشه عنه ، وثلاثة قطاع قراضة بالوزن
دانق ونصف دانق ، في هذه الصرة ، الحرام هذا القدر فإن صاحب هذه الصرة في سنة كذا في
شهر كذا كان له عند نساج وهو من جملة جيرانه من الغزل من وربع ، فأتى على ذلك زمان
كثير ، فسرق سارق من عنده فأخبره النساج بذلك ، فما صدقه ، وأخذ الغرامة بغزل أدق منه
مبلغ من ونصف ، ثم أمر حتى نسج منه ثوب وهذا الدينار والقراضة من ثمنه ثم حل عقدها ،
فوجد الدينار والقراضة كما أخبر . ثم أخرج صره أخرى .
فقال الغلام ( عليه السلام ) : هذا لفلان بن فلان ، من المحلة الفلانية بقم ، والعين فيها خمسون دينارا ،
ولا ينبغي لنا أن ندني أيدينا إليها ، فقال : لم ؟ فقال ( عليه السلام ) : من أجل أن هذه الدنانير من ثمن
الحنطة ، وكانت هذه الحنطة بينه وبين حراث له فأخذ نصيبه بكيل كامل وأعطى نصيبهم
بكيل ناقص فقال مولانا الحسن ( عليه السلام ) صدقت يا بني .
ثم قال ( عليه السلام ) يا بن إسحاق ، احمل هذه الصرة وبلغ أصحابها ، وأوص بتبليغها إلى أصحابها
فإنه لا حاجة بنا إليها ثم قال : جئ إلي بثوب تلك العجوز ، فقال أحمد بن إسحاق : كان ذلك
في حقيبة فنسيته ، ثم مشى أحمد بن إسحاق ليجئ بذلك ، فنظر إلي مولانا أبو محمد
الهادي ( عليه السلام ) وقال : ما جاء بك يا سعد ؟ فقلت شوقني أحمد بن إسحاق إلى لقاء مولانا
قال ( عليه السلام ) : فالمسائل التي أردت أن تسأل عنها ، قلت : على حالها يا مولاي .
قال : فاسأل قرة عيني – وأومأ إلى الغلام – عما بدا لك ، فقلت يا مولانا وابن مولانا ، روي لنا
أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) جعل طلاق نسائه إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) حتى إنه بعث في يوم الجمل
رسولا إلى عائشة وقال : إنك أدخلت الهلاك على الإسلام وأهله بالغش الذي حصل منك
وأوردت أولادك في موضع الهلاك بالجهالة ، فإن امتنعت وإلا طلقتك .
فأخبرنا يا مولاي عن معنى الطلاق الذي فوض حكمه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى أمير
المؤمنين ( عليه السلام ) ؟

شاهد أيضاً

20-21-22-23-24 صلوات الليالي ودعوات الايّام في شهر رمضان

صلوات اللّيلة العشرين والحادِية والعشرين والثّانِيَة والعِشرين والثّالِثَة والعِشرين والرّابعة والعِشرين: في كُل مِن هذه ...